بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 أيار 2019 01:13ص الحريري: الأمور باتت بحاجة إلى قرار وما نحن قادرون عليه اليوم سيكون صعباً بعده

أمَل بإحالة الموازنة إلى المجلس الأسبوع المقبل إذا أعطت الجلسة المسائية دفعاً بهذا الإتجاه

الرئيس الحريري يلقي كلمته في الإفطار المركزي لتيار «المستقبل» غروب أمس في «البيال» (تصوير: دالاتي ونهرا) الرئيس الحريري يلقي كلمته في الإفطار المركزي لتيار «المستقبل» غروب أمس في «البيال» (تصوير: دالاتي ونهرا)
حجم الخط
أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أن العمل على موازنة العام 2019 ليس عملا عاديا، لأننا نعمل على وضع الأسس الكاملة لإصلاح مالي جدي للسنوات الخمس المقبلة، ووضع المبادئ التي يجب أن يتم اعتمادها في موازنات العامين 2020 و2021 أيضا، آملا أن يكون الأسبوع المقبل، أسبوع إحالة مشروع الموازنة إلى مجلس النواب. وقال: «إن الأمور باتت بحاجة إلى قرار، ومجلس الوزراء موجود ليأخذ قرارا، وليقول لكل اللبنانيين أنه لدينا فرصة لن تضيع، ولدينا خارطة طريق لوقف الهدر وضبط الإنفاق وتحقيق الإصلاحات».

ورأى الرئيس الحريري أن اقتصادنا دفع ثمن التأجيل والتردد والهروب من الإصلاحات، على مدى سنين طويلة. والآن وصلنا إلى حائط لا مجال إلا أن نكسره، وندخل إلى إصلاحات جدية وسياسات مالية واقتصادية، تساهم في تخفيض العجز ومعالجة الدين ووقف الهدر. هكذا نحمي الاقتصاد، ونحمي ذوي الدخل المحدود والطبقة الوسطى، وهكذا نحافظ على كرامة العيش لكل اللبنانيين.

وشدد على أن كرامة كل لبناني هي من كرامة العرب، والإساءة لأي دولة عربية هي إساءة للبنان. لافتا إلى أن التوافق على النأي بالنفس وعدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية، كان هدفه حماية لبنان من صراعات المنطقة. وان الإصرار على خرق النأي بالنفس دعوة مباشرة لضرب مصالح لبنان واللبنانيين بالدول العربية. 

مواقف الرئيس الحريري جاءت خلال كلمة ألقاها غروب امس في حفل الإفطار المركزي الذي دعا إليه «تيار المستقبل» في بيروت وكافة المناطق، واستهل خطابه بالاشارة الى انه كان قد خطط لأن يمضي شهر رمضان هذه السنة في المناطق، لكن ضغوط العمل قطعت عليّه الطريق، بسبب العمل على إنجاز الموازنة ليل نهار، مشيرا الى ان العمل في الأساس هدفه الانطلاق ببرامج التنمية والاستثمار وتطوير الخدمات في كل لبنان. وان تيار «المستقبل» يشكل حجر الزاوية في هذه البرامج، لأن البيان الوزاري وبرامج الإصلاح والتطوير وضبط الإنفاق، هو برنامج تيار «المستقبل». وحتي برنامج مؤتمر «سيدر» والدعم المقرر لبرامج الاستثمار في البلد، هو من عمل تيار «المستقبل». 

وقال: ان ٩٠ في المائة من جمهور تيار «المستقبل»، هم من الفقراء وذوي الدخل المحدود والطبقة الوسطى، والتيار معني بأن يحمي حقوقهم بالدرجة الأولى، سواء كانوا موظفين في الدولة أو عاملين في القطاع الخاص. ولنحمي حقوق الناس، لا يمكن أن نبقى نعيش في دولة «كل مين ايدو إلو». الدولة ليست بقرة حلوب، مثلما كان يقول الرئيس الياس الهراوي، رحمه الله.

اضاف: «هناك مشكلة في القطاع العام يدفع ثمنها باقي اللبنانيين. ولم يعد باستطاعتنا أن نختبئ وراء إصبعنا، والرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله، تحدث عنها بالتفصيل سنة الـ1999. ومن يرغب أن يتذكر، ومن يرغب أن يعرف، ومن يتحدث اليوم عن المشاكل الاقتصادية والمالية والهدر والفساد وضرورة الإصلاح الإداري، نقول له عد إلى الأرقام والوقائع التي قدمها الرئيس رفيق الحريري. في كتيب أعده الشهيد عنوانه «الحكم والمسؤولية»، طلبت أنا إعادة طباعته، لأن الكلام نفسه الذي نقوله اليوم في مجلس الوزراء ومجلس النواب، قاله رفيق الحريري قبل عشرين سنة. في حينه، لم يكن أحد يرغب بالسماع، وكثر كان كل همهم كيف «يحرتقوا» على رفيق الحريري.

لكن اليوم لا مجال إلا أن يسمع الجميع ويرى ويشارك في القرار. ولا بد من اتخاذ القرار. ونحن كتيار «مستقبل» نعرف ماذا نريد، نريد أن نضع يدنا بيد الجميع.

وتابع: البعض يرى أننا تأخرنا في إقرار الموازنة، وأن مناقشات مجلس الوزراء تكرر نفسها. بكل صراحة، يهمني أن يعرف الجميع أن العمل على موازنة العام 2019 ليس عملا عاديا. فنحن نعمل على وضع الأسس الكاملة لإصلاح مالي جدي للسنوات الخمس المقبلة، ووضع المبادئ التي يجب أن يتم اعتمادها في موازنات العامين 2020 و2021 أيضا وما بعدهما، وأملي كبير أن تعطي جلسة اليوم دفعا بهذا الاتجاه، وأن يكون الأسبوع المقبل أسبوع إحالة مشروع الموازنة إلى مجلس النواب. الأمور باتت بحاجة إلى قرار، ومجلس الوزراء موجود ليأخذ قرارا، وليقول لكل اللبنانيين أنه لدينا فرصة لن تضيع، ولدينا خارطة طريق لوقف الهدر وضبط الإنفاق وتحقيق الإصلاحات.

هناك مثل يقول: «وجع يوم، ولا وجع كل يوم». وما نستطيع القيام به الآن يجب ألا يتم تأجيله. اقتصادنا دفع ثمن التأجيل والتردد والهروب من الإصلاحات، على مدى سنين طويلة. والآن وصلنا إلى حائط لا مجال إلا أن نكسره، وندخل إلى إصلاحات جدية وسياسات مالية واقتصادية، تساهم في تخفيض العجز ومعالجة الدين ووقف الهدر. هكذا نحمي الاقتصاد، ونحمي ذوي الدخل المحدود والطبقة الوسطى، وهكذا نحافظ على كرامة العيش لكل اللبنانيين.

وعلى ذكر كرامة اللبنانيين، أريد أن أتحدث عن شعوري الشخصي، تجاه التعرض البشع والمرفوض لروح بطريرك كل لبنان، الكاردينال المرحوم مار نصر الله بطرس صفير: بصفتي مسلما، وفي شهر رمضان أيضا، شعرت بالإهانة كإخواني الموارنة، وربما أكثر. وبصفتي لبنانيا، شعرت بالخجل، أن في بلدي أشخاصا يفكرون بهذه الطريقة، ويخرج منهم مثل هذا الكلام. وبصفتي إنسانا، تذكرت أن من شروط الإنسانية إدراك معنى الموت، وحرمة الموت، ومن شروطها أيضا، أن نحسب حسابا لشعور البشر تجاه ما نقوله، بالخاص أو بالعام. 

وأيضا على ذكر كرامة اللبنانيين، من الضروري أن نقول اليوم، أن كرامة كل لبناني هي من كرامة العرب، والإساءة لأي دولة عربية هي إساءة للبنان. التوافق على النأي بالنفس وعدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية، كان هدفه حماية لبنان من صراعات المنطقة. الإصرار على خرق النأي بالنفس دعوة مباشرة لضرب مصالح لبنان واللبنانيين بالدول العربية. 

جميعنا نرى أجواء التوتر في المنطقة، ونرى الاعتداءات التي تستهدف الإمارات والسعودية. لا تنقص لبنان مواقف تهدد مصالحه الاقتصادية، وتهدد علاقاته مع أشقاء، كل تاريخهم معنا تاريخ دعم واحتضان للبنانيين من كل الطوائف.

الإهانة تجر إهانة، والتهجم يجر تهجما. هذه حلقة لا تنتهي، وإذا كان مطلوبا من أحد أن يقدم فواتير لدول خارجية، ليقدمها من حساب هذه الدول وليس من حساب اللبنانيين. 

وختم: «أنتم التيار الذي وقف دائما مع الرئيس الشهيد ومعي، وخاصة في الانتخابات الأخيرة. من هنا أشكركم من كل قلبي على العمل الذي تقومون به، وأقول لكم أنه علينا أن نعمل أكثر، ونتواضع أكثر، ونتعامل بالحسنى مع الآخرين، ونصبر ونعمل، وكلما واجهتم حائطا مسدودا، فإن هذا لا يعني أنه نهاية الطريق، يمكنكم أن تلتفوا حول هذا الحائط وتجدوا طريقا آخر وتحاولوا فتح باب فيه، لكي نكمل كما كان الشهيد رفيق الحريري يفعل»..