بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 شباط 2019 12:03ص الحريري: الطائف نموذج لدول المنطقة التواقة للسلم الأهلي والأمن

منتدى الطائف: تظاهرة وطنية لتكريم شركاء لبنان في إعادة إعماره

الرئيس الحريري يكرم المستشار السعودي نزار العلولا خلال منتدى الطائف وبدا في الصف الأوّل الرؤساء: السنيورة وسليمان والجميل والسيدة منى الهراوي والرئيس ميقاتي والوزيران حاصباني وشقير (تصوير: جمال الشمعة) الرئيس الحريري يكرم المستشار السعودي نزار العلولا خلال منتدى الطائف وبدا في الصف الأوّل الرؤساء: السنيورة وسليمان والجميل والسيدة منى الهراوي والرئيس ميقاتي والوزيران حاصباني وشقير (تصوير: جمال الشمعة)
حجم الخط
رعى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، مساء أمس، في مركز «سي سايد أرينا»، منتدى الطائف تحت عنوان «انجازات وأرقام وشركاء»، الذي نظمته «مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة»، بالتعاون مع سفارة المملكة العربية السعودية لمناسبة الذكرى الــ14 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري... وحضر الاحتفال الرؤساء: أمين الجميل، ميشال سليمان، فؤاد السنيورة، نجيب ميقاتي، والموفد الملكي السعودي المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا، والوزراء: مي شدياق، ريشار قيوميجان، ريّا الحسن، محمّد شقير، وائل أبو فاعور وجمال الجراح، وسفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري، بالإضافة إلى عدد من نواب «المستقبل» وشخصيات سياسية ودبلوماسية ونقابية وفكرية واعلامية وروحية واجتماعية.
وألقى الرئيس الحريري كلمة في المناسبة عبّر فيها عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد على ايفادهما المستشار الملكي العلولا لكي يكون معنا اليوم، تأكيداً على وقوف المملكة الدائم قيادة وشعباً إلى جانب لبنان واللبنانيين، كما شكر السفير بخاري ومؤسسة الحريري على تنظيم هذا الاحتفال الذي يحمل اسم الطائف الذي بات أبعد من مؤتمر رعته المملكة، فوضع حداً لحرب أهلية ووثيقة وفاق وطني شكلت دستوراً جديداً وتحول الى نموذج لعديد من دول المنطقة التواقة للعودة إلى السلم الأهلي والأمان عن طريق التسوية السياسية.
وكانت النائب السيّدة بهية الحريري ألقت كلمة الافتتاح بعد النشيدين الوطنيين اللبناني والسعودي، أعادت فيها الى الأذهان ظروف انعقاد مؤتمر الطائف بدعوة من المملكة في 30 أيلول 1989، ومن ثم الانتخابات النيابية الأولى في العام 1992 حيث جرى تكليف الرئيس الشهيد رفيق الحريري تشكيل الحكومة الأولى في 1 تشرين الثاني، وبدأت مرحلة صناعة الإنجازات، وصولاً إلى الزلزال الرهيب الذي أحدث تصدعاً في الواقع السياسي والوجداني الوطني، باغتيال الرئيس الشهيد، ومن ثم كانت رحلة الرئيس سعد الحريري الطويلة والمديدة على مدى 13 عاماً مع الألم والمسؤولية.
وأضافت: طوال تلك السنوات، كانت المملكة معنا يوماً بيوم وساعة بساعة، من رفع آثار الاجتياح الإسرائيلي إلى استيعاب عشرات الآلاف من المختصين والأيدي العاملة في السعودية، إلى مؤتمرات الحوار في جنيف ولوزان، وإلى مقررات ومبادرات مؤتمرات القمم العربية إلى الدعوة إلى مؤتمر الطائف وتحولاته وانجازاته وشركائه الوطنيين والعرب والدوليين.
وأوضحت انها تأكيداً على الشراكة العميقة مع المملكة وعرفاناً منا بالجميل، تمنت على السفير بخاري مشاركة مؤسسة الحريري في الدعوة والتحضير الى هذا المنتدى الذي أراده الرئيس الحريري مناسبة تكريمية للشخصيات الوطنية الكبيرة وللشركاء الوطنيين والأشقاء العرب والدول الصديقة والمنظمات والصناديق شركاء النهوض وإعادة البناء بين عامي 1992 و14 شباط 2005 مع التأكيد على رغبة رعاية منتدى قريب يكرم خلاله كل من وقف مع لبنان في مرحلة الآلام والمسؤولية بين 2005 و2018 وشركاء مؤتمر سيدر».
ثم ألقى السفير السعودي كلمة وصف فيها جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالذكرى المشؤومة ليس على اللبنانيين فحسب بل على العالم اجمع. وقال: «اغتالوه لأنهم أرادوا دفن اتفاق الطائف، لكنه أصبح بإرادة الشعب اللبناني دستورا للجمهورية الناهضة من الرماد وحقول الموت والأسى. إنه رفيق الحريري الذي دفع حيا وميتا ثمن ترجمة تلك الإرادة وتحويل رماد بركان الحرب الى مادة من مواد البناء والإنشاء والنهوض والعمران على طريق إعادة لبنان بما يليق به وبأهله الكرام وبما يجعله مجددا منارة للشرق ومقصدا للغرب وأيقونة للعرب».
أضاف: «أيها الأحباء، نحن قوم نذود عن سيادة لبنان واستقلاله، لأننا نعتبر أنفسنا من لبنان ولبنان منا... لعبت بلادي، مهبط الوحي الإلهي وموئل البيت العتيق ودار الإسلام والسلام، دورا محوريا في مسار اتفاق الطائف، لكن اللبنانيين هم من ارتضوه واختاروه وجعلوا منه عنوان سلمهم الأهلي، وهم المؤتمنون على العمل بموجبه. لذا، أود أن أوكد لكم أن المملكة ضنينة على سلامة لبنان واستقراره والمحافظة على وحدته الوطنية».
وتابع: «باغتيال رفيق الحريري اغتالوا وطنا، لكنهم لم يتمكنوا من اغتيال إرثه الباقي وإرادته الحية المشعة وسيرته النقية التي ستظل مثالا يحتذى به، وها هو نجله رئيس الحكومة سعد رفيق الحريري يشكل امتدادا وحارسا لهذا النهج وحماية للبنان».
وختم السفير بخاري مهنئاً بتشكيل الحكومة متمنياً ان تكون بوابة خير على اللبنانيين، مؤكدا ثقته بأن يتابع لبنان مسيرة النهوض مجددا بهمة أهله ومساعدة أشقائه واصدقائه ليعود مجددا منارة ورسالة وعنوانا للسلام والابداع والاخوة الإنسانية.
وبعد عرض فيلم قصير تضمن كلمة للرئيس الشهيد عن واجبات الحكومة، وزعت دروع تكريمية على عدد من «شركاء الوطن» اللبنانيين والعرب والأجانب، الذين شاركوا في إعادة إعمار لبنان وتطوره على كل الصعد بين عامي 1992-2005.