أقامت مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان - دار الأيتام الاسلامية إفطارها الرمضاني السنوي في البيال، في حضور رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، النائب فادي علامة ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، الرئيس حسين الحسيني، والرؤساء السابقين: فؤاد السنيورة، نجيب ميقاتي، أحمد طبارة ممثلا الرئيس سليم الحص، الوزير السابق محمد المشنوق ممثلا الرئيس تمام سلام، وعدد من الشخصيات السياسية والقيادات الروحية، إضافة الى مدراء عامين وفعاليات حزبية ودبلوماسية واقتصادية واجتماعية ونقابية ومخاتير وهيئات اجتماعية وبلدية وتربوية ودينية.
استهل الحفل بآيات من الذكر الحكيم، تلاها كلمة الافتتاح لعريف الحفل الدكتور هشام اللبان.
ثم ألقى رئيس عمدة المؤسسات في دار الأيتام الاسلامية فاروق جبر كلمة قال فيها: «نحن في بدايات القرن الثاني مهيئين لمواصلة المسيرة والتقدم ورفع التحديات المعاصرة التي تواجه العمل الاجتماعي بشكل عام، بالانسجام مع التطور الاداري الحديث وعالم ووسائل المعلوماتية وتكمل انسجامها معها وتستعمل ما تقدمه لنا لتحسين الأداء والانتاجية لما فيه منفعة مسعفينا، الذين هم همنا الأول والأخير.
ثم القى مدير عام المؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان القاضي خالد محمد قباني كلمة جاء فيها: انها دار الايتام الاسلامية، داركم ومؤسساتكم، عاشت على القيم والمبادىء، فكانت مثالا يحتذى في نشر مفاهيم الحق والعدل والمساواة، وفي عمل الخير، وادركت دورها في مجتمعها ووطنها، فشكلت نموذجا للخير، وارتقت الى المستوى الذي جعلها رائدة الخير في لبنان».
اضاف:«إنها دار الايتام الاسلامية، داركم، كانت وستبقى لليتيم ملاذا، وللفقير عائلا، وللمسكين رحمة، وللمريض راعيا، وللضائع ملجأ، وللمعوق مؤازرا، وللارملة المطلقة وكبير السن حاضنا وحاميا. كنتم دائما الى جانبها، لم تتروكها ولم تتوانوا حتى في اصعب الظروف واشدها، كالظروف التي نعيشها اليوم، من ان تمدوها بأسباب الحياة وتؤمنوا استمراريتها. وهي كانت وستبقى وفية لكم، لمجتمعها الذي انشأها وآزرها وحماها، امينة على رسالتها، متمسكة بقيمها وثوابتها، الامانة النزاهة والشفافية، حريصة على تطوير نفسها وتحسين ادائها وتنويع خدماتها، منفتحة على الجميع، لا تفرق ولا تميز، تعمل للخير ومن اجل الخير، للبنانيين جميعا وللانسان وكل صاحب حاجة».
وقال: «يحق لكم ان تطمئنوا بكون الاطفال مجتمعنا الذين تحتضنهم مؤسستكم لم يعودوا يتامى، ولا متروكين ولا مهمشين، بل باتوا اطفالا وابناء تعلو وجوههم البسمة ويتهيأون لمواجهة الحياة بأمل ورجاء. عرفوا اوضاعهم الصعبة وظروفهم غير المؤاتية التي كانوا ضحاياها، فلم يستسلموا لقدرهم، هم يعملون بما وفرت لهم الدار من رعاية وعلم وتوجيه على تحويل ظروفهم الى فرص لتغيير مسار حياتهم وبناء مستقبلهم، لم تعد احلامهم بعيدة المنال او مستحيلة، بل هي طوع ارادتهم وطموحاتهم».
ولفت الى اننا «نتطلع الى المستقبل مع ما يحمل من جديد ومتغيرات وتحولات، فالعالم يسارع الخطى ويقفز قفزات عملاقة تسابق الزمن في ميادين الفكر والمعرفة والعلوم والتكنولوجيا، ويفرض واقعا متجددا على حياة الدول والمجتمعات، وحاجات الناس ومتطلباتهم وانماط حياتهم وطرق ووسائل عيشهم. ونحن في دار الايتام الاسلامية نترصد حاجات الناس، ونواكب عن قرب اوضاعهم وظروفهم، ونعمل على تلبية هذه الحاجات، ونطور انظمتنا واعمالنا ومرافقنا وخدماتنا بما يلبي ويستجيب لهذه الحاجات، لكي نبقى السباقين في العمل الاجتماعي والرعائي، وروادا كما كنا عبر تاريخنا الطويل في العمل الانمائي والانساني، جديرين بثقة مجتمعنا ووطننا، غير متخلفين بل مواكبين دوما ركب الحضارة والتقدم».
الدكتور قباني يتحدث خلال الإفطار (تصوير: محمود يوسف)