بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 نيسان 2019 09:35ص الراعي: على السلطة السياسية ان تعمل بجدية على مواجهة ازماتنا والاسراع بالاصلاحات

حجم الخط

لفت البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي ​، في رسالة ​الفصح ​، على أنّ "ما نشهده اليوم بكلّ أسف، هو إحلال المواطنة الدينية مكان المواطنة السياسية، الظاهرة في الحكم المذهبي في الوزارات والإدارات العامة، وشبه دويلات طائفية، وتدخل سياسي في الإدرات العامة و​التعيينات ​ و​القضاء ​، وتجاوز بعض الأجهزة الأمنية ​صلاحياتها والقوانين".

وركّز على أنّ "كلّ هذه الأمور أضعفت الدولة وأفقدتها هيبتها، وأدخلت ​ الفساد ​ الشامل وبدّدت المال العام، وأوقعت البلاد في دائرة الخطر"، مؤكّدًا أنّ "لا بدّ من إصلاح سياسي على ضوء تجربة المئة سنة، والسعي إلى إحلال نظام إقليمي جديد يعمّم السلام من حولنا، ويحدّ من أطماع الدول الكبرى، فلا تكون بلادنا مساحة لصراعاتها".

ودعا البطريرك الراعي إلى "إقفال أبواب الهدر العديدة وضبط التهريب والاسرتيراد غير المشروع، والتوجّه إلى الأغنياء والقادرين قبل مطالبة المواطنين الرازحين أصلًا تحت أعبئاهم المالية". ونوّه إلى أنّ "عميلة المساعدة المشكورة لإعادة بناء ​ كاتدرائية نوتردام ​ في ​ باريس ​ الّتي طالها حريق رهيب هزّ مشاعر الدول والشعوب، واعتبرت خسارة عالمية، تدفعنا للتساؤل: ألّا يستحق ​ لبنان ​ أن يقوم المتموّلون الكبار من أبنائه المقيمين والمنتشرين بمساعدة خزينته، منعًا لانهيار الهيكل؟".

وشدّد على أنّ "على السلطة السياسية أن تعمل بجدية وشفافية ومسؤولية على مواجهة أزماتنا الداخلية والإسراع بإنجاز الإصلاحات اللازمة"، مشيرًا إلى "أنّنا صلّينا ونصلّي لكي يفتح رجال السياسة والمسؤولون في الدولة قلوبهم ونفوسهم بروح التوبة، لقبول الروح ​ القدس ​ الّذي يريد ​ المسيح ​ القائم من الموت أن يبثّه فيهم، فيخروجون من عتيق مسلكهم وتصرفاتهم، ومن أسر مصالحهم وحساباتهم وحصصهم وأفكارهم المسبقة، ومن حالة اللاثقة فيما بينهم، ويدخلون جديد القيامة، ويجتهدون في درس المشاريع الإنمائية من كلّ جوانبها وعدم فرضها على المواطنين قسرًا".