وأخيراً استيقظ «النيام» ليهدّدوا ويتوعّدوا ويرعدوا ويزبدوا.. وكأنّ الوالي الخارج من ظلال «مسرحية صح النوم» تجسّد على أرض الواقع اللبناني.. أو «شّبه له» فبدل أن يوقع عدة أرواق لتيسير أمور العباد.. أعلن الاستمرار في أحلامه للتهديم والتدمير وليس الإصلاح والتغيير..
وبعدما جاء «بيان بعبدا» فضفاضاً بالعبارات المبهّرة، ودونه أشواط ليرتقي إلى «غليان الشعب وغضبه» طالب الأجهزة الأمنية والعسكرية بعدم السماح بإقفال الطرقات، ليكون الرد من رحم الوجع: «انتظروا المفاجآت»، في حين دعت «عامية 17 تشرين» جميع المجموعات والنشطاء للنزول بكثافة إلى الشارع دعماً للتحركات الشعبية المحقة والوقوف بوجه القرارات الصادرة عن اجتماع بعبدا، الذي دعا إلى استخدام القوة ضد المحتجين»، مؤكدة أن «ما جرى في بعبدا يُعد انقلابا امنيا على مطالب الناس ودفع مؤسسات الدولة واجهزتها إلى قمع المواطنين الذين يدفعون ثمن سياسات الدولة الخاطئة».
سد من اللهب والدخان في بعلبك
في الميدان
وفي هذا الإطار، انطلقت مع ساعات فجر أمس الأولى، وحتى قبيل انبلاج نور الصبح تحرّكات الثوار والمحتجين، وحتى المندسين لرسم خارطة يوم جديد تحت عنوان «إثنين الغضب».. علّ الصرخة تصل إلى من يصمون آذانهم عن أوضاع الشعب وأوجاعه.
في جل الديب.. «همّي يا شباب»
بيروت
فقد قطع محتجون الطريق بشكل جزئي عند مستديرة الكولا بالإطارات المشتعلة، كما جرى قطع الطريق في محلة كورنيش المزرعة وأوتوستراد المدينة الرياضية ايضاً، وهو ما تكرر خلال اليوم لمرات عدّة، بينما كان وسط العاصمة الذي عاش نهاراً مزدحماً بقطع الطرقات لاسيما عند تقطاع مسجد الأمين، يشهد توافداً للمحتجين على دراجاتهم النارية، مع استمرار فتح الطريق باتجاه بشارة الخوري أمام المارّة، لكن إعادة فتح طريق الرينغ.
الثوار (حضروا الخيم) على أوتوستراد جبيل
أما أوتوستراد جل الديب فما زال مقفلا بالاتجاهين منذ صباح الأمس، مع ازدياد عدد المحتجين الذين يصرون على البقاء في الشارع بعدما عمدوا الى نصب الخيم في وسط الاوتوستراد، وشهدت الطريق البحرية والطرق الداخلية في المنطقة حركة سير ناشطة.. وفيما عمد محتجون إلى قطع طريق الشيفروليه - سن الفيل بالإطارات المشتعلة، كان أوتوستراد الدورة لا يزال مقطوعا بالاتجاهين، كما جرى قطع الطريق في مزرعة يشوع وجسر الواطي ومار تقلا - البوشرية.
جنوباً
وفيما قطع السير على أوتوستراد الناعمة والجية باتجاه الجنوب، إضافة إلى إقدام محتجين على قطع الطريق في شارع رياض الصلح في صيدا بالقرب من بنك عودة بإضرام النيران بمستوعبات النفايات، كما جرة قطع الأوتوستراد الشرقي، وكذلك أمام فرع المصرف المركزي وفي محلة القياعة، ولكن أعاد الجيش فتح كل الطرقات التي تم قطعها في شوارع وأحياء صيدا.
رايات الوطن والنصر من بشارة الخوري
كما أفادت غرفة التحكم المروري عن قطع السير على طريق العباسية صور نهاراً، فيما عصراً قطع محتجون الطريق عند المدخل الشمالي لمدينة صور قبالة شركة الكهرباء بالإطارات المشتعلة .
شمالاً
ومن مراسلة «اللواء» في البترون نالسي جبرايل يونس، فإنّ أوتوستراد البترون تعرّض لإقفال مسلكيه ، ما تسبب بتحويل السير باتجاه الطريق البحرية القديمة، مرورا بالشارع العام لمدينة البترون، الأمر الذي نتجت عنه زحمة سير خانقة وصولا الى جسر المدفون. وظلت شرطة بلدية البترون تعمل على تنظيم السير حتى الساعة. وخلال النهار كانت تجري محاولات اعادة فتح السير على اوتوستراد شكا، وعلى اوتوستراد حالات - جبيل وعند مدخل المدينة من الجهة الجنوبية، قُطع الطريق واستقدمت الخيم استعدادًا لرفعها للدلالة على أن المحتجين باقون في الشارع وأن التحرك ليس لوقت قصير. كما أقدم عدد من المحتجين على إقفال المسلك الشرقي لأوتوستراد غزير مقابل «المترف» بالإطارات والسيارات.
أوتوستراد خلدة يحترق (تصوير: طلال سلمان)
كما قطع محتجون على تردي الأوضاع الإقتصادية والمعيشية، أوتوستراد البداوي الدولي بالقرب من محطة «أكومي» للمحروقات، بعدما وضعوا وسطه ساترا ترابيا، في خطوة تصعيدية إضافية بعدما كانوا قطعوا صباحا الأوتوستراد بإطارات السيارات والشاحنات والحجارة وحاويات النفايات. وتسبب ذلك في ازدياد صعوبة التواصل وتنقل المواطنين والسيارات والشاحنات بين طرابلس من جهة، والمنية وعكار من جهة أخرى، حيث يعتبر أوتوستراد البداوي صلة الوصل الرئيسية بينها، في وقت بنى محتجون جدارا بارتفاع متر من الخفان المستعمل وسط اوتوستراد طرابلس بيروت عند جسر البالما، مع ترك ممر للحالات الطارئة، مؤكدين انهم لن يزيلوا الحائط حتى تحقيق المطالب، فيما قطع عدد آخر طريق عام رشدبين - كوسبا بالإطارات المشتعلة.
الجبل والبقاع
هذا، وشهدت منطقة بحمدون إشكالاً بين عددٍ من أصحاب الفانات وأشخاصٍ كانوا يعملون على اقفال الطريق الدولية، حيث قال أحد أصحاب الفانات بأنّ «عدداً من السيارات والفانات تعرضت للتكسير وقد تم الاعتداء على من كان بداخلها، وجرى نقل عدد من الأشخاص إلى المستشفيات للمعالجة»، في وقت أقدم محتجون على إغلاق الطريق الدولية في منطقة العبادية عاليه وبالاتجاهين بعدما جرى فتحها لبعض الوقت، في حين قطع محتجون الطريق الرئيسية في بلدة كفردبش غربي بعلبك بالإطارات المشتعلة، احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وارتفاع سعر صرف الدولار مقابل العملة الوطنية.
جدار العار على أوتوستراد البالما
أمام العسكرية
ومن الجدير الإشارة إلى انّه في غمرة الاعتاصمات، تجمع عدد من الشبان والشابات امام مبنى المحكمة العسكرية بعد ظهر أمس، لاستكمال الاعتصامات احتجاجا على «استمرار توقيف عدد من الأشخاص على خلفية أحداث طرابلس واحراق مبنى البلدية»، وسط اجراءات أمنية مشددة أمام المحكمة العسكرية وفي محيطها. وبعد قرابة ساعة، غادر هؤلاء المكان «لعدم تمكن رفاق لهم من الوصول بسبب قطع الطرق».