قال رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة إن «رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل آذى موقع رئاسة الجمهورية حين سحب منها الحيادية والموضوعية، لان رئيس الجمهورية يجب أن يتمتع بصفات العلاقة مع كافة الأفرقاء السياسيين، فهو أثر على الموقع الذي يعتبر فوق كل السلطات وحامي الدستور، وهو عرف أنه لا يجاريه في مواقفه إلا «حزب الله» والنظام السوري، وهم من خلال أدواتهم في لبنان يمارسون الوصاية على لبنان، والتي تطرق لها باسيل في مؤتمره».
ولفت السنيورة، خلال حوار مع تلفزيون «الجديد» ليل امس، إلى ان «باسيل لعب على الوتر الطائفي ومحاولة استثارة العصبيات الطائفية، وهذا الأمر لم يعد يجدي»، مشدداً على أن «كل ما نراه في البلد هو عملية إلهاء الناس عما ينبغي ان يصار التفكير فيه وايجاد الحلول، ولكن في لبنان هناك انهيار بالثقة، وهناك خطر على التنوع، وهذا الأمر يتطلب حل يلبّي ما يريده المواطن، وما يتوقعه منا المجتمعان العربي والدولي وما يريده اللبنانيون. هذا ما يتم البحث فيه».
كما أكد أن «الحكومة هي مركز قرار وليس مركز للحوار الذي يحدث في مجلس النواب. انا قبل شهر ونصف كنت عند رئيس مجلس النواب نبيه بري وقلت أن هناك خياران على رئيس الحكومة ان يختار بينهما: إما حكومة ترضي الشعب او حكومة ترضي السياسيين».
وأفاد بأن «رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري قال منذ البداية إنه يريد تأليف حكومة من اختصاصيين مستقلين، ورئيس الحزب «التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط رشح عباس الحلبي كوزير، وهو يمتاز بالكثير من الكفاءة، لكن لأنه مقترح من جنبلاط لم يقبل الحريري به كي لا يكون للآخرين حجة للسير على المعادلة ذاتها. كذلك الوزراء الشيعة الحريري هو من سماهم وليس بري، وهم لم يمانعوا ذلك على قاعدة مستقلين كفوئين غير مستفزين».
وأعرب السنيورة عن اعتقاده بأنه «لو كان في تشكيلة الحكومية التي طرحها الحريري اي اسم عليه شكوك ولا تنطبق عليه قاعدة الاختصاصي او انه ليس في المستوى، لكنت رأيت عون وباسيل «ما تركوا ستر مغطى»، موضحاً أن «الحريري لم يعرض التشكيلة الكاملة كي لا يحرق هذه الورقة. نحن لا خيارات اخرى لدينا، ونحاول الهاء الناس بطروحات جانبية، وكل يوم تأخير بعدم تشكيل الحكومة هو شهر اضافي من الاكلاف والاوجاع التي سيتحملها اللبنانيون».
كذلك شدد على أن «العلاقة بين رئيس الجمهورية والحكومة يفترض ان تكون علاقة وفاق وان يتعاونا سوية على العمل على تشكيل الحكومة، والرئيس عون لديه كل القدرة بأن يسهم بانتقاء كل وزير من الوزراء ضمن القواعد، ولكن من سيتحمل المسؤولية؟ رئيس الحكومة».
وفي سياق متصل، أكد أن «محاولة إلهاء الناس بالخصومات الجانبية بينما سفينة الدولة تغرق وتنهار، وهذا يمكن معالجته من خلال تصرف رئيس الجمهورية كرئيس يحترم الدستور ولا يقف مع فريق ضد آخر». وأضاف: «المطلوب من عون ان يجمع اللبنانيين لا أن يزيد حدة النفور بينهم، وأنا أناشده بالنظر لمصلحة لبنان واللبنانيين، كما أنصح الحريري بالصمود على موقفه».
ولفت السنيورة إلى أن «هناك عقد داخلية يقوم بها الرئيس عون وباسيل ويعقّدون التوصل لحكومة، كما أن هناك عقدة خارجية عبر «حزب الله» الذي يتلطى وراء رئيس الجمهورية ولا يريد تأليف حكومة الآن، ويريد ان يحتفظ بهذه الورقة مع الأوراق التي يجمعها، والتي تعزز التفاوض مع أميركا».
واضاف: هناك انهيار للثقة وهذا يحتاج إلى حل يلبي ما يريده اللبنانيون، وما يتوقعه المجتمعان العربي والدولي.
وقال: رئيس الجمهورية له الحق في إعطاء رأيه في كل وزير، فالدستور نزهه عن التفاصيل.
ودعا رئيس الجمهورية إلى التصرف كرئيس جمهورية لاحتضان جميع اللبنانيين، وطالبه بجمع اللبنانيين.
وقال: نحن نحصد من الممارسات غير المسؤولة، ومنها حالة الانهيار التي بدأت منذ الـ2011.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان الرئيس المكلف سعد الحريري ينتظر موقف السعودية والولايات المتحدة، قال: «ان تأليف حكومة من الاختصاصيين الكفوئين يمنع كل الأعذار، والدليل ان الرئيس الحريري قدم تشكيلته».
ونصح الرئيس السنيورة الرئيس الحريري بالصمود على موقفه.. وقال: البديل الآخر تأليف حكومة ترضي السياسيين، وهي لا تنال رضى المجتمعين العربي والدولي، وان تحظى برضى اللبنانيين، والموضوع الآن كيف نستعيد الثقة.
ورداً على سؤال حول التدويل، اجاب: قبل أشهر طرح البطريرك الراعي فكرة تحييد لبنان. وكان يعوّل على تأليف الحكومة، وكان استعصاء على تأليف حكومة، وعلى الإصلاح، وفقا لمبادرة ماكرون، وهذا الأمر هو الذي دفعه إلى طرح هذه الفكرة: مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة. وسأل: هذه المرة يحدث قرار دولي حول لبنان، مشيرا الى قرارات مجلس الأمن 425، 426 و1701، فضلا عن باريس واحد واثنين.
ورأى ان طرح فكرة المؤتمر الدولي يهدف إلى استعادة الدولة، والبديل هو إعادة بناء الدولة. وقال عن السلاح انه أصبح موجها ضد اللبنانيين وضد الدول العربية.
وذكر بحوارات عقدت في لبنان، منذ العام 2006، واين أصبحت.. وفي غياب عودة الدولة انا مع البطريرك في طرحه، واشد على يده.
وقال: لبنان يحكم بقوة التوازنات، ولان الاضعاف المستمر لفرقاء من اللبنانيين، يفكرون بمؤتمر دولي.. مشددا على إعادة الاعتبار للقانون والدستور والقضاء، وتطبيق القوانين التي صدرت.
وأكّد ان حلفاءنا الحقيقيين الذين يطالبون بعودة الدولة، وشدّد على إصدار التشكيلات القضائية، وتطبيق قوانين الاتصالات والكهرباء، واحترام الشرعيتين العربية والدولية، والبوصلة هي الطائف والدستور، وكل من يسير وفقها فهو حليف.
وكشف انه هو أوّل شخص دعا للاستعانة بمساعدة دولية بالمالية العامة هو أنا، وكشف انه ارسل إلى مجلس النواب إلى تدقيق تجريه المؤسسات المالية منذ العام 2006، وقال: النائب إبراهيم كنعان أوّل من تصدى لهذا الأمر، وقال: هذا الأمر لم ينفع.
وشدّد على تأليف الحكومة بسرعة، لأن كل يوم تأخير كلفته شهراً من الخسائر.
وقال: موقفنا واضح لجهة عودة الدولة، ولا يستقيم الأمر مع دولة داخل الدولة، وذلك بالحوار السريع.
وفي ما خصَّ انفجار المرفأ، كرّر الدعوة إلى لجنة تحقيق دولية، وهذا ما صدر في اجتماع رؤساء الحكومات السابقين.