بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 أيلول 2018 12:03ص عون: «حزب الله» لا يقوم بأي دور عسكري في لبنان ووضعه مرتبط بحل أزمة المنطقة

بدأ زيارته إلى نيويورك بلقاء السيسي وجدول مواعيده اليوم حافل بالإجتماعات

حجم الخط
كان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يرغب في ان يشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وحكومة العهد الاولى قد شكلت اما ولم يتحقق هذا المراد فإن مشاركة لبنان في إجتماع دولي رفيع المستوى تعد مسألة أساسية ورسالة عن مواكبة لبنان لجميع القضايا التي يعيرها اهمية. بالطبع اتت اطلالة رئيس الجمهورية العام الماضي كعلامة فارقة، وفي العام الحالي يريدها كذلك خصوصا ان الإطلالة من اعلى منبر دولي مناسبة لشرح الموقف او إعلان اعتراض او مبادرة اذا كان ذلك ممكنا .
وهذا ما عكسه لحظة وصوله منتصف ليل اول من امس الى نيويورك في تاكيده انه آتٍ اليها ليسمع دول العالم موقف لبنان من المسائل التي تعتبر اولوياته. وان الظروف الراهنة تجعل من المشاركة اللبنانية في اجتماعات الجمعية ضرورة تفرضها دقة المرحلة.
وفي زيارته الى نيويورك التي بدأها امس غاب الملف الحكومي حتى في دردشة الرئيس عون وكأنه تقصد ذلك تاركا المجال للمشاورات او حتى لقول كلمته في الوقت المناسب . واي كلام عن ان حل ازمة التشكيل تقوم على تخلي الرئيس عون عن نيابة رئاسة الحكومة قد يكون من احد الحلول المطروحة، لكنه لم يتبلور بعد بحسب مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء»، وهذا الصمت الرئاسي قد يفسر إما رغبة رئاسية بعدم الرضى او انتظارا ما مع العلم ان ما من اجواء انفراجية قد اشيعت .
ابرز اللقاءات التي يعقدها الرئيس عون خلال وجوده في نيويورك تلك المرجحة اليوم الثلاثأء بينه وبين الملك الاردني عبدالله الثاني داخل مبنى الامم المتحدة . كما يتضمن جدول مواعيده اجتماعات مع رئيسة جمهورية كرواتيا كوليندا جرابر التي كانت المشجعة الرقم واحد لفريق بلادها في كأس العالم، كما من المقرر ان يلتقي الرئيس عون رئيسي الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الاحمر ورئيس اوكرانيا بيترو بوروشينكو ورئيس وزراء ارمينيا الذي تستضيف بلاده القمة الفرانكوفونية ويشارك لبنان فيها بوفد يترأسه رئيس الجمهورية. وفهم ان هذا الجدول قد لا يكون نهائيا نظرا الى ورود لقاءات جديدة . ومن المنتظر ان يلبي رئيس الجمهورية اليوم الثلاثاء دعوة الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس الى فطور يقيمه على شرف الوفود على ان يشارك في الجلسة الافتتاحية بعد ذلك .
ووفق هذه المصادر فإن الرئيس عون يراقب مسار الأمور ومواقف الأطراف من الملف الحكومي مركزا في الوقت عينه على المشاركة اللبنانية داخل أروقة الامم المتحدة سواء من خلال الجلسات و اللقاءات او من خلال خطابه. 
اما كل ما تردد عن عدم لقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالرئيس عون لبحث موضوع الحكومة ومساعدة فرنسا في هذا المجال، فإن المصادر اكدت انه لم يكن هناك مبادرة فرنسية كي تبحث اما اللقاء فلم يكن مؤكدا حتى يقال انه سيلغى .
وفي محطته ايضا غداء رسمي يقيمه غوتيريس. اما يوم لبنان المكثف في نيويورك بعد غد الاربعاء فيتجلى بخطابه امام الجمعية وترتيب لبنان هو السادس في القائه الكلمة كما في اللقاء مع ابناء الجالية اللبنانية بحضور 500 مدعو ومن المنتظر ان يتطرق في كلمتيه الى سلسلة قضايا محلية وإقليمية.
وفي اطار الحديث عن الزيارة، سجلت الجهود التي بذلها سفير لبنان في واشنطن غابي عيسى ومندوبة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة السفيرة امال مدللي التي اعدت رسائل ترحيب بالوفد الاعلامي المرافق للرئيس عون كما انها اعدت كتيباً يلخص نشاط الجمعية والاجتماعات التي تعقد على مدار ايام انعقاد الجمعية.
وكان الرئيس عون التقى امس الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووفد تاسك فورس فور ليبانون. وجدّد الرئيس السيسي خلال اللقاء وقوف بلاده إلى جانب لبنان في مواجهة التطورات الراهنة، وانه يدعم التوجهات اللبنانية في ما خص معالجة قضية النازحين.
ولم يسلم وصول الرئيس عون الى نيويورك من الاخبار المفبركة التي لفقت عن ان طائرته الرئاسية تسببت بجعل ركاب مصريين لا يغادرون عبر طائرة الميدل ايست وقد سارع مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية الى توضيح ماهية اجراءات السفر لرئيس الجمهورية.
حديث «الغيغارو»
ولم يتطرق الرئيس عون في حديثه إلى صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، إلى مسألة لقاء الرئيس ماكرون، لكنه أوضح انه ينتظر من أوروبا عموماً ومن فرنسا خصوصاً، دعم لبنان في مسألة العودة التدريجية والآمنة للنازحين السوريين إلى المناطق الآمنة في بلادهم، ومضاعفة مساهمتهم في موازنة «الاونروا»، والمساهمة في مشاريع الاستثمار المقدمة في مؤتمر «سيدر»، لافتا إلى ان لبنان وفرنسا يتشاركان معاً المصدر والتاريخ والقيم والمستقبل.
وتناول عون في مقابلته أهم الإنجازات التي تحققت حتى اليوم منذ وصوله إلى سدة الرئاسة، اضافة إلى تطرقه إلى مستقبل لبنان في محيطه والعالم والوضع في الشرق الأوسط وخصوصاً في سوريا والجوار.
ونفى رئيس الجمهورية، رداً على سؤال، ان يكون «حزب الله» يمتلك حق «الفيتو» على كل القرارات الاستراتيجية، لافتا إلى ان النظام في لبنان توافقي وابداء الرأي لا يعني استخدام حق «الفيتو».
ولاحظ ان الضغوط الدولية ضد «حزب الله» ليست جديدة، وهي ترتفع، وان بعض الأطراف يفتش عن تصفية حساباته السياسية معه بعدما فشل في تصفية حساباته العسكرية، لافتا إلى ان القاعدة الشعبية لحزب الله تشكّل أكثر من ثلث الشعب اللبناني، آسفا لأن بعض الرأي العام الأجنبي مصمم على جعله عدواً.
واستبعد الرئيس عون إمكان استخدام الجنوب اللبناني في المواجهة المحتملة بين إيران وإسرائيل، وقال انه متأكد من ان «حزب الله» سيوافقه هذا الرأي، مشيرا إلى انه إذا لم يتعرّض لبنان لأي اعتداء إسرائيلي فما من طلقة واحدة ستطلق من الأراضي اللبنانية، ولكن إذا ما حصل ضد لبنان فله الحق في الدفاع عن النفس».
ورأى ان دمج مقاتلي الحزب بالجيش اللبناني قد يُشكّل مخرجاً، مؤكدا بأن الحزب لا يلعب أي دور عسكري في الداخل اللبناني، ولا يقوم بأي عمل على الحدود مع إسرائيل، وقال: «لقد بات وضع الحزب مرتبطاً بمسألة الشرق الأوسط وبحل النزاع في سوريا».
واشار عون في معرض ردّه على سؤال حول طبيعة العلاقات بين لبنان وسوريا حاليا «بأن لبنان يرفض التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد، ونحن نعتمد سياسة النأي بالنفس تجاه النزاعات التي تهز المنطقة وتحديدا النزاع في سوريا. وسفارتنا في سوريا كما السفارة السورية في لبنان لا تزالان مفتوحتين».
ولفت إلى ان المسيحيين في لبنان يدعمون أنفسهم بأنفسهم، وقال: «لقد تغلبنا على انقساماتنا، ولكن بعض الاختلافات باقية حول سوريا وبعض الملفات السياسية، لكنها لم تؤدِّ إلى أي انزلاقات».
اضاف: «في الوقت الراهن، ان إسرائيل هي التي تهددنا وتنتهك سيادتنا وتواصل القضاء على حقوق الفلسطينيين، وفي هذا الوقت قرر الرئيس الاميركي ترامب وقف تمويل «الاونروا» التي يفيد منها نحو خمسمئة الف فلسطيني في لبنان، ونحن نتخوف من أن يؤدي ذلك الى التوطين النهائي للفلسطينيين في الاراضي التي لجأوا اليها، وتحديدا في لبنان. ومنذ العام 2011 والتدفق الهائل لأكثر من مليون نازح سوري الى اراضينا، فإن الاعباء الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية والامنية الناجمة عن ذلك باتت لا تطاق. واليوم ان واحدا من اصل ثلاثة من المقيمين في لبنان هو امّا نازح وامّا لاجىء، ومن شأن توطينهم في لبنان ان يبدّل طبيعتنا الديموغرافية بشكل لا رجوع عنه».