بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 حزيران 2019 12:55م الشاب الفلسطيني صابر: بدمي أفدي الجيش اللبناني

صاحب الشقة فري: ضاع جنى العمر

حجم الخط

تداعيات العملية الارهابية والتي شهدتها مدينة طرابلس عشية عيد الفطر لم تنته فصولها وستبقى آثارها السلبية حاضرة لفترة طويلة داخل شوارع مدينة طرابلس والتي تأثرت بنسبة كبيرة، وهي المدينة التي ما لبثت أن تتنفست الصعداء بعد سنوات طويلة من الجولات القتالية والتي أرهقتها، وما تبع ذلك من مساعي مبذولة في سبيل استعادة الصورة الحقيقية للمدينة، ومحاولات لجذب الزوار من خارجها، وهذا بالفعل ما سعى اليه التجار خلال شهر رمضان المبارك، وفي الوقت الذي انتظروا فيه بداية الشهر وقبض الرواتب والتي من شأنها تنشيط حركة البيع والشراء، فاذا بيد الارهاب تضرب المدينة وتعيدها الى نقطة "الصفر" مما خلق حالة من الاحباط في صفوف المواطنين والتجار فكيف تبدو الصورة بعد انتهاء فرصة عيد الفطر السعيد؟؟؟

بداية، يمكن التأكيد على أن هذه العملية الارهابية أثارت الكثير من علامات الاستفهام حول منفذها بعدما تضاربت المعلومات عن عدد الأشخاص الذين شاركوا فيها، كون المصادر الأمنية كلها شددت على أن منفذها "كان منفرداً" وما من مشاركين له، في الوقت الذي أثبت فيه شهود عيان كانوا في الشارع لحظة القيام بهذا العمل الارهابي المنظم، وأكدوا على أن هناك عدة أشخاص، حتى ان البعض من شهود العيان أشاروا الى ان الارهابي عبد الرحمن مبسوط تحدث بلغة غير مفهومة أمامهم مع بعض الأشخاص الذين ما لبثوا أن فروا الى جهة مجهولة، مما يطرح الكثير من التساؤلات حول الايحاء بأن مبسوط كان منفرداً وبأن العملية انتهت بمجرد القضاء عليه.

ومهما يكن من أمر، فان هذه العملية الارهابية والتي ذهب ضحيتها 4 شهداء من عناصر قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني، وبالرغم من ضراوتها والمأساة التي خلفتها سواء لجهة الشهداء الذين سقطوا أو حالة الذعر التي أصابت المواطنين الذين قصدوا الأسواق بكثرة عشية عيد الفطر، والجو التشاؤمي الذي أرخته على المدينة طيلة أيام العيد حيث خلت الشوارع من المارة والسيارات، فضلاً عن الأضرار التي خلفتها المعركة داخل شقة المواطن كمال الفري والذي مني بخسارة فادحة جراء القضاء على جنى عمره من قبل ارهابي موتور لم ينس في خضم معركته أن يكتب على زجاج احدى المرايا في الشقة ما مفاده:" آسف أخي المسلم قدر الله والله لم أكن أقصد" هو كتب هذه الجملة بهدف تقديم الاعتذار على بعثرة شقة بأكملها دون أن يأبه للأرواح البرئية التي أذهقها مما يشير الى الحالة "المرضية" التي يتخبط بها من انعدمت الانسانية داخله قبل تناولنا للجانب الديني ان كان موجوداً في الأصل؟؟؟!!.

الفري

موقع "اللواء" وخلال اتصال أجراه مع كمال الفري صاحب الشقة في منطقة الكوندور أشار الى :" ان وضعه مأساوي وهو منذ لحظة وقوع الجريمة والأسئلة تنهال عليه من كل حدب وصوب، حتى مل السؤال وبات ليكتفي بالقول "حسبي الله ونعم الوكيل" ".

ورداً على سؤال يقول:" الشقة كانت جنى عمره وهو يعيش فيها مع زوجته، الهيئة العليا للاغاثة وعدت بالتعويض لكن هذا يبقى كلاماً لا نعرف شيئاً عن امكانية تحقيقه".

الشاب صابر مراد

وفور البدء بلملمة الجراح، بدأ الحديث عن الشاب الفلسطيني صابر مراد والذي كان قد تصدى للارهابي في مكان الحادثة حيث صودف وجوده، فاذا به يواجه ارهابياً لكن ليس بالسلاح والقنابل وانما بسيارته والتي راح ليقودها ذات اليمين وذات اليسار بهدف اعاقة حركة مبسوط داخل احدى الشوارع لحين وصول القوى الأمنية، لكن ما لفت نظر الارهابي أن صابر كان يضع "لوغو الجيش" على سيارته مما دفعه الى اطلاق النار عليه فأصيب في رأسه وظهره، وتم نقله الى المستشفى الاسلامي الخاص حيث أجريت له عدة عمليات ليبقى في غرفة العناية الفائقة تحت الخطر يصارع البقاء، لكن تضرع والده لله بانقاذه كان كفيلاً بخروجه من غرفة العناية الفائقة وفي حديث خاص لموقعنا يقول صابر:" الحقيقة لم أعد أذكر تفاصيل الحادثة بالكامل لكن جل ما أتذكره أنني اندفعت لمواجهة الارهابي بعدما رأيته يطلق النار على القوى الأمنية، فقمت بملاحقته الى أن أطلق النار على سيارتي".

وتابع:" منذ صغري حيث نشأت وترعرت في هذه المدينة وأنا أحب أرضها وأعشق جيشها وأكن كل الولاء لها، وان كنت فلسطينياً الا انني مواطن لبناني، حتى حينما اخترت الهجرة الى أوستراليا فانني اخترتها مرغماً لكن اليوم عدت الى هذا الوطن لأعيش فيه، وان تعرضت لهذه الحادثة فانني غير نادم على ما فعلت، ولو أن الظروف وضعتني في أجواء مماثلة لا سمح الله لقمت بنفس الواجب".

طرابلس وأسواقها

وان كانت الفاجعة كبيرة نظراً لسقوط الشهداء، والرعب الكبير الذي لحق بالمواطن الا انه لا بد من الاشارة الى ان الجريمة النكراء أرخت بثقلها على أسواق المدينة وتجارها الذين عبثاً يحاولون النهوض من كبوتهم الاقتصادية، وهم ان تعشموا خيراً مع كل موسم الا ان الاحباط يعود لنفوسهم بعدما فرغت الأسواق والمحلات من الزبائن أو حتى الزوار من خارج المدينة والذين بالكاد يعودون اليها بعد كل حادث أمني، اليوم القضية باتت أكبر ومن المؤسف الحالة التي وصلنا اليها في هذه المدينة، وعن الموضوع يتحدث أمين سر جمعية تجار طرابلس غسان حسامي لموقعنا فيقول:" بداية أتقدم بالتعازي من زوي الشهداء الذين سقطوا جراء هذا العمل الاجرامي المستنكر والمدان والذي نعتبره جباناً، كما انني أخشى عدم براءته لنشتم منه رائحة العودة الى استخدام المدينة كصندوق بريد، كوننا لم ننس 21 جولة عنف هزت طرابلس اقتصادياً والتوقيت دائماً كان مع مواسم الأعياد ".

وتابع:" أسواق طرابلس كانت مع موعد مع عيد الفطر كما معظم المناطق، كوننا نعول على هذا الموسم ببالغ الأهمية، وهي محطة أساسية على روزنامتنا التجارية، الواقع أن الأسواق لا تعمل الا في موسم الأعياد، ومنذ أن قبض المواطن راتبه قصد السوق أي قبل ثلاثة أيام من موعد العيد، وبالرغم من حالة الاستقرار الأمنية التي ننعم بها الا ان الوضع اهتز متسبباً بحالة من الهلع عند المارة والزبائن فخلت المحلات والأسواق خلال دقائق من الناس مما تسبب بخسائر كبيرة في صفوف التجار، بكل أسف الأسواق القريبة من موقع الجريمة أقفلت أبوابها قرابة الساعة العاشرة والنصف، وكتجار وباسم جمعية التجار نناشد كافة الأجهزة الأمنية الضرب بيد من حديد والكشف عن الجناة وانزال أشد العقوبات بحقهم حتى وان كان الاعدام ".