هدى صليبا:
خضعت انتخابات نقابة المحامين في بيروت أمس لتسوية بين النقباء السابقين الذين يواكبون والنقيب المنتهية ولايته، عملية الانتخابات، وبين المرشحين لمركز نقيب، بهدف كسر حدة التنافس بين الأفرقاء المدعوين في تياراتهم السياسية وحصرها في اثنين تمهيداً لإرساء النقابة على أصول وتقاليد ومبادئ عرفتها منذ تأسيسها عام 1919 فأسفرت تلك التسوية عن انسحاب المرشحين، المحامين وجيه عمون فسعد وفادي عبد الله بركات وترك التنافس جارٍ بين المرشحين اندره جوزف الشدياق وعزيز ميشال مخايل طربية اللذين فازا في مرحلة العضوية بأصوات 1893 محامياً للشدياق و1801 محامياً لطربيه.
وفي المرحلة الثانية مرحلة انتخاب النقيب بين الفائزين في العضوية والمرشحين لمركز نقيب، بفارق قارب الألف صوت، إذ فاز المرشح اندريه الشدياق بـ2459 صوتاً بنسبة 59٪ من الأصوات، فيما فاز المرشح عزيز طربيه بـ1492 صوتاً بنسبة 35.9٪ من الأصوات.
فيما اقترع ولأول مرّة في تاريخ النقابة 203 محامين بأوراق بيضاء.
وكان أعلن النقيب المنتهية ولايته المحامي انطونيو الهاشم فوز المرشحين للعضوية ندى نجيب تلحوق بـ1935 صوتاً واندريه الشدياق بـ1893 صوتاً وعزيز طربيه بـ1801 صوتاً وفادي بركات بـ1765 صوتاً، فيما خرج من التنافس على مركز نقيب في انتخابات العضوية فريد حليم الخوري، فادي منير مسلم ومطانيوس مخايل عيد.
وكانت الصناديق فتحت امام الجمعية العامة للمحامين قبل الظهر بعد تلاوة التقرير المالي والتصويت لإعطاء المجلس النقابي الثقة، وعند الظهر أقفلت الصناديق ثم أُعلنت النتائج بأن فاز أربعة من أصل 12 عضواً في مجلس نقابة المحامين، ليحلوا مكان الأربعة المنتهية ولايتهم وهم شارل أبي صعب، فادي حداد، جاك أبو عبد الله وندى تلحوق التي فازت بالعضوية من جديد إلى جانب زملائها اندريه الشدياق، عزيز طربيه وفادي بركات الذي جرت معه لاحقاً مفاوضات لسحب ترشحه لمركز نقيب، وكان انسحاب المحامي المرشح لمركز نقيب وجيه مسعد مثلاً مشجعاً لبركات للانسحاب.
انتخابات المحامين في بيروت هذه السنة خيّم عليها هدوء الصمت والسرية، ورغم ان المرشحين كانت تدعمهم تياراتهم السياسية، إلا ان ذلك حصل في أجواء سرّية هادئة تمثلت بقلب الاصوات من صالح مرشّح إلى آخر، كل بحسب انتماءاته ومصالحه المهنية والحزبية. وقد ختم الانتخابات وإعلان النتائج، انسحاب النقيب المنتهية ولايته المحامي انطونيو الهاشم في عضويته للسنة الثالثة في المجلس للمرشح الفائز رديفاً أسعد سعيد سعيد المدعوم من حركة أمل، لارساء وجهة الوفاق الوطني داخل المجلس النقابي.
وألقى النقيب انطونيو الهاشم بالمناسبة كلمة هنأ فيها النقابة بنقيبها وأعضاء مجلسها الجدد، لافتاً إلى انه يسلّم الأمانة قبل أشهر من حلول المئوية الأولى للنقابة بعد إعلان لبنان الكبير.
وهنأ العضو الجديد في المجلس المحامي عزيز طربيه امام وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة وامام الجمعية العامة للمحامين النقيب الجديد الشدياق بالفوز، ووضع نفسه بتصرف النقابة لتأدية مهامها المطلوبة. وشكر النقيب المنتهية ولايته الهاشم والمجلس النقابي على الجهود المبذولة خلال الولاية المنصرمة، وكل من ايدّه وعمل إلى جانبه كل من مارس مهام العملية الانتخابية لأن كل ذلك يصب في صالح أم النقابات والديمقراطية.
اما النقيب المنتخب المحامي اندريه الشدياق فقد هنأ الفائزين بالعضوية والنقيب المنتهية ولايته انطونيو الهاشم على ادارته بشفافية وديمقراطية العملية الانتخابية في قاعة الخطى الضائعة حيث لا تضيع فيها الأصوات الحرة، ولفت إلى ان المرشحين فادي بركات ووجيه مسعد اللذين انسحبا من التنافس على مركز نقيب، اعادا ما كان معشر المحامين معتادون عليه، وهو ان تجري الانتخابات بديمقراطية. وأضاف انه اليوم مع المحامين لتحقيق الفوز الأهم بتحقيق النجاح للمحامين وللنقابة والمهنة التي ارتضاها واتخذها رسالة للعدالة والوطن والتي جعلها المحامون لهم أماً وأباً ومنزلاً ومكتباً، لافتا إلى ان صوته صامت ومتكلم وإلى ان النقابة شهدت إعلان دولة لبنان الكبير وهي تتطلع إلى الإعلان وقادرة ومستعدة من أجل غد افضل لشبان وشابات الوطن.
ثم ألقى العضو الرديف أسعد سعيد الذي اصبح اصيلا بانسحاب النقيب المنتهية ولايته انطونيو الهاشم له كلمة داعياً فيها إلى ممارسة المحامين لأسمى درجات الديمقراطمية.
ثم ذكّر النقيب الهاشم بالراحل نبيل طوبيا لافتا إلى انه باق معهم، وعلّق على صدر النقيب المنتخب وسام النقيب.
وانتقل النقباء القدامى مع النقيب المنتخب إلى مكتب النقيب في قصر العدل حيث تلقى التهاني.
وكان ترشح للعضوية كل من هاني أنيس الاحمدية (تجمع مدني - جنبلاطي)، سيدة حبيب مسعود حنا حبيب (مستقلة - عونية)، فريد حليم الخوري (مستقل)، ندى نجيب تلحوق (اشتراكية)، فادي عبد الله بركات (عوني)، أديب الياس زخور (عوني - مستقل)، أسعد سعيد سعيد (حركة امل)، بيار أسد الحداد (مستقل - كتائب)، يوسف حسين زعيتر (حزب الله)، جاك إبراهيم أبو عبد الله (كتائب)، اندريه جوزيف الشدياق (مستقل - كتلة وطنية)، فادي منير مسلّم (قواتي)، عزيز ميشال مخايل طربيه (مستقل - كتائب)، مطانيوس مخايل عيد (مستقل)، لوسيان ايلي عون (عوني)، علي محمّد سميح برجي (8 آذار)، سمير علي حيدر (8 آذار)، علي أحمد مشيمش (حزب الله)، علي حسن برو (حزب الله) وحسين علي محيدلي (قومي).
اما على مركز نقيب فقد ترشح كل من فريد حليم الخوري، فادي عبد الله بركات، وجيه عمور مسعد، اندريه جوزف الشدياق، فادي منير مسلم، عزيز ميشال مخايل طربيه، مطانيوس مخايل عيد وسمير علي حيدر.
انتخابات أمس في نقابة المحامين في بيروت استخدمت الحاسوب الالكتروني للسنة الثانية على التوالي، فكانت تُجري بصورة هادئة، وبتنظيم مقبول، اما الأصوات فقد باتت تقديريا محسوبة بدقة، وبات يعرف النقباء أكثر من أي وقت كيف يديرون لعبة الانتخابات وكأننا امام كونغرس الولايات المتحدة الأميركية حيث لا فوز الا بمباركة من النقباء السائرين على مبادئ ثابتة.
اندريه الشدياق نقيبا للمحامين مُـدّة سنتين.
وكان ذكر مصدر حقوقي قبل إعلان فوزه بدقائق، ان الشدياق سينشيء لجنة استراتيجية لتفعيل الصلاحيات غير المكتوبة لمنصب الرئاسة الأولى «رئيس الجمهورية»، معتبرا ان الصلاحيات تلك تجيز لرئيس الجمهورية وقف أي قانون يتناول حقوق الإنسان بصفته حاميا للدستور. وأضاف المصدر، ان للشدياق طرح متقدّم على باقي الزملاء وهو إعادة اعتبار موقع النقابة ليس فقط بصفتها نقابة مهنية، إنما بصفتها صانعة أساسية للتشريع اللبناني ومساهمة فاعلة في صياغة المنظومة الشرعية اللبنانية والحفاظ على الدستور.
التقدمي يهنىء تلحوق
تقدّم الإتحاد النسائي التقدمي، رئيسة وأعضاء، من المحامية ندى تلحوق بأحر التهاني لحلولها في المرتبة الأولى في انتخابات نقابة المحامين.
واعتبر الإتحاد في بيان أصدره أن «هذا الفوز للأستاذة تلحوق، التي سبق أن شغلت منصب نائب رئيسة الإتحاد، يمثل دليلاً ملموساً على كفاءة المرأة التقدمية ومناقبيّتها، وجدارتها في تبوّء أرفع المواقع بفضل التفاني والمصداقية في أدائها المهني».
إن الإتحاد النسائي التقدمي، إذ يتقدّم من المحاميات والمحامين بالشكر لثقتهم ودعمهم مرشّحة الحزب التقدمي الإشتراكي ندى تلحوق، يشكر مفوضية العدل في الحزب على ترشيحها، ما يمثّل ترجمةً لنهج الحزب الإنفتاحي القائم على تمكين المرأة ودعم مسيرتها وتشجيعها على ولوج كافة مجالات العمل، مؤكّداً وقوفه الى جانب الحزب في القضايا الوطنية والنقابية على اختلافها.