بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 تشرين الأول 2019 01:19م الصحافة العربيّة والعالميّة.. الشعب اللبنانيّ لن يكلّ.. ولا آذان صاغية لتصريحات الساسة في الشارع

حجم الخط

لم يكلّ الشعب اللبنانيّ من النزول إلى الساحات، فعلى الرغم من دخول الانتفاضة الشعبيّة، أسبوعها الثاني ويومها التاسع، تنديدًا بالأوضاع الاقتصاديّة والمعيشيّة التي تسبّبت بها المنظومة السياسيّة، وفق ما يؤكّد المتظاهرون، لا تزال الصرخات اللبنانيّة تتصدّر وسائل الإعلام العربيّة والعالميّة.

فقد وصفت وكالة "رويترز"، عن "الاحتجاجات التي لم يسبق لها مثيل، والتي اجتاحت لبنان اعتراضا على طبقة سياسيّة متّهمة بنهب موارد الدولة لتحقيق مكاسب شخصيّة، لتنتقل الاضطرابات إلى شوارع أمة تعاني بالفعل من أزمة اقتصاديّة عميقة".

"رويترز" أشارت أيضًا إلى أنه "وفي حين يبحث الساسة عن مخرج، ينفد الوقت بسبب الضغوط الماليّة على الدولة المثقلة بالديون، والتي تكافح من أجل سداد الفواتير وسط شحّ الدولار على نحو متزايد"، موضحة أنّ المتظاهرين يطابون "بإسقاط النظام" وهو شعار "الربيع العربي" الذي أسقط أربعة زعماء في 2011، لافتة إلى أنّ الاحتجاجات تضمّ كلّ الطوائف والتيارات واتّسمت بشكل عام بعدم وجود زعامات واضحة لها.

أمّا "وكالة الصحافة الفرنسيّة"، فلفتت إلى أنّ المتظاهرين يقطعون طرق رئيسيّة في بيروت ومناطق عدة، "تأكيداً على إصرارهم على شلّ البلد لليوم التاسع على التوالي، وتمسكهم بمطلب رحيل الطبقة السياسيّة، رافضين الدعوة الى الحوار التي أطلقها رئيس الجمهورية"، مشيرة إلى أنّ "خطاب الرئيس لم يلق آذاناً صاغية في الشارع".

كما أشارت الوكالة إلى أنّ "المتظاهرين كسروا في الحراك الشعبيّ غير المسبوق في لبنان للمرة الأولى، "محرمات" عبر التظاهر في مناطق تعدّ معاقل رئيسيّة لحزب الله، وتوجيه انتقادات للحزب ولأمينه العام".

من ناحيتها، أفادت "روسيا اليوم" بأنّ "اللبنانيين يواصلون احتجاجاتهم التي انطلقت منذ 9 أيام، تنديدا بسوء الوضع المعيشي والاقتصادي الذي آلت إليه البلاد، في حين يصر المحتجّون على المرابطة في الساحات من الشمال إلى الجنوب، لا سيما في طرابلس وذوق مصبح وجل الديب ووسط بيروت وصيدا وصور والبقاع وغيرها من المناطق، حيث قطعت معظم الطرقات في عموم البلاد"، لافتة إلى أنّ غرفة التحكم المروري أفادت بأن القوى الأمنية أغلقت كلّ الطرق المؤدية إلى القصر الجمهوري بالأسلاك الشائكة، وسط إجراءات أمنية مشددة.

كما أفادت "BBC عربي" بأنّ "التحركات الشعبيّة في لبنان متواصلة، وسط استمرار إقفال الطرقات، الذي شكّل جدلا كبيرا، وظهر ذلك في اهتمامات مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في البلاد"، مشيرة إلى أنّ "المستخدمين انقسموا بين من يعتبر ذلك حقا للمتظاهرين، وأنه السبيل الوحيد لتحقيق مطالبهم، وبين من يعتبر ذلك تعديا على حرية الآخرين".

كذلك، علّقت "سبوتنيك Sputnik"، على الحراك اللبنانيّ، مشيرة إلى أنّه رغم محاولات السلطة السياسيّة احتواء الاحتجاجات، تتواصل المظاهرات في لبنان، لإسقاط الحكومة والنظام القائم في البلاد، ويتمسك المحتجون بالشارع، فيما تسيطر حالة الشلل التام في مختلف المناطق اللبنانيّة، وسط إقفال عدد من الطرق في البقاع والشمال والجنوب وبيروت، ما دفع المصارف اللبنانية والمدارس والجامعات والأسواق التجارية إلى الإقفال.

بدورها، شدّدت "العربيّة" على أنّه مع دخول الاحتجاجات في لبنان يومها التاسع على التوالي، يتمسك المتظاهرون برحيل كامل رموز السلطة، مضيفة أنّ "ساحة النور، ورياض الصلح، والشهداء كلّها غاضبة. والمتظاهرون يتوافدون بلا انقطاع، وسط أنباء عن تزايد أعدادهم، فلا خطاب الرئيس اللبناني ميشال عون شفا غليلهم، ولا حتى كلمة زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أقنعتهم بالتوقف عن الاحتجاجات، ليدخلوا أسبوعا سيبدو ربما أكثر سخونة من الأيام الأولى للاحتجاجات".

"العربيّة" أشارت إلى أنّ "المتظاهرين عبّروا عن رفضهم لمبادرة عون، التي اعتبروها قاصرة وما هي إلا أنصاف حلول لا تحلّ مشاكلهم ولا تلبّي مطالبهم في الإصلاح، ولا تضع حدًّا لإشكالية نظام المحاصصة الطائفيّة أو الفساد المستشري في أروقة الحكومة بحسب ما يردد المتظاهرون"، لافتة إلى أنّ "أنصار حزب الله حاولوا التشويش على المحتجين، ولجأوا إلى أسلوب بثّ الشعارات الطائفيّة المؤيدة لخامنئي".

أما "سكاي نيوز عربيّة" فلفتت إلى أنّ "المنطقة المحيطة بالقصر الجمهوري في بعبدا شهدت إجراءات أمنيّة استثنائيّة، اليوم الجمعة"، مضيفة أنّه "يتخوف كثيرون في لبنان مما يصفونه بـ "الشارع المضاد"، الذي قد يوسّع من تحركاته سعيا لإفشال وفضّ الاعتصامات والاحتجاجات التي اندلعت قبل أيام للتصدي للفساد وتحسين ظروف المعيشة".

كما أفادت "الأناضول" بأنّ "اليوم الأول من الأسبوع الثاني للاحتجاجات، شهد تطوراً ميدانياً بارزاً تمثّل في اقتحام شبّان محسوبين على "حزب الله" ساحة رياض الصلح، وسط العاصمة بيروت، ومحاولتهم السيطرة عليها ما قاد إلى مواجهات، سرعان ما سيطرت عليها القوى الأمنية المتواجدة في المكان".

أمّا "الشرق الأوسط" فأشارت إلى أنّ "الرئيس اللبناني ميشال عون فشل في إقناع المحتجين بالعدول عن التظاهر في الشوارع، رغم تعهده إجراء تغييرات ودعوتهم إلى الحوار معه، فيما اشتبك موالون لـ "حزب الله"، مع متظاهرين وسط بيروت، ما دفع بقوى الأمن الداخلي بتعزيزات لمحاصرتهم في ساحة رياض الصلح وإبعادهم، منعاً لتوسع الإشكال".

إعداد "اللواء"