أقام مؤخرا ممثلو أهالي وسكان عين المريسة وقفة احتجاجية على كورنيش عين المريسة عرضوا خلالها أسباب اعتراضهم على مشروع «مخطط تطوير كورنيش بيروت البحري» المقترح انشاؤه من قبل بلدية بيروت، ووقعوا عريضة وجهوها إلى كل من: رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، ورئيس المجلس البلدي لبيروت جمال عيتاني.
وكانت قد أكدت «لجنة أهالي وسكان عين المريسة» في بيان لها» أن «كورنيش عين المريسة وشاطئه مهددان بورشة لا تمت بصلة إلى حاجات وأولويات مبررة، لافتة إلى أن كورنيش بيروت هو فعليا من أنجح المساحات العامة في المدينة، وقد تم تأهيله بكلفة 12 مليون دولار قبل أقل من 10 سنوات ولا ينقصه سوى الصيانة».
وتساءلت «اللجنة» لم توسعته بكلفة تقارب أقلها 25 مليون دولار أميركي من دون حاجة المدينة إلى ذلك؟!
بينما هناك أولويات تحتاج لها المنطقة وسكانها، ألا وهي تكملة مشروع المجاري وإنشاء مركز معالجة مياه الصرف الصحي».
أيضا، طالبت «اللجنة» في بيانها بـ«رفع التعديات عن الكورنيش وشاطئه وإعادة تأهيل مساحات هذه التعديات، وضمها إلى الكورنيش لتعود جزءا منه مع ضرورة صيانة الرصيف وتأهيله ليعاد تكريسه كفضاء عام مشترك ومتاح للجميع».
كذلك، تناولت موضوع موانىء الصيد ال3: ميناء عين المريسة، ميناء جل البحر، وميناء المنارة، لافتة الى أن «من يريد تأهيل الكورنيش، يبدأ بتأهيل مرافىء الصيادين وتعزيز الصلة بينها وبين الكورنيش».
وانتقدت «تلزيم البلدية دراسة الأثر البيئي للشركة الهندسية نفسها التي ستتولى تنفيذ المشروع، معتبرة الأمر غير قانوني لما فيه من تضارب في المصالح».
هذا بالإضافة إلى أن «المشروع المقترح تبعا لها يخالف الأنظمة المطبقة التي تحكم الشاطئ، إذ أنه يقع في المنطقة الإرتفاقية التاسعة لمدينة بيروت التي يمنحها قانون البناء حماية مطلقة بعكس كل المناطق الأخرى».
آراء الرواد؟
انطلاقا من هذا الواقع، وتضامنا مع أهالي عين المريسة، ارتأت «اللواء» أن تقوم بجولة ميدانية على الكورنيش لتستطلع آراء رواده خصوصا وأنه بالنسبة لهم بمثابة الذاكرة.
كيف لا؟ وهم يرتادوه في الصباح والمساء للتنزه وممارسة رياضة المشي كونه المتنفس الوحيد المتبقي للأثرياء والفقراء معا.
«يروحو يبلطو البحر»
{ ليلى سبليني تمارس رياضة المشي يوميا لأنها تعشق منظر البحر وتنشق الهواء.
لدى سؤالنا عن رأيها بهذا «المشروع»، تقول: «لا أعلم ماذا يريدون؟!
كل يوم «بيطلعولنا بمشروع»، قبل أن «يبلطوا البحر»، ليؤهلوا رصيف الكورنيش وليهتموا بنظافته، وليمنعوا الدراجات الهوائية من الصعود عليه كي يتمكن المشاة من السير بارتياح.
هذا عدا، عن ضرورة تأهيل الحمامات العامة وزيادة عددها شرط المحافظة على نظافتها...أمور عديدة تحتاجها منطقة عين المريسة، وحسب ما سمعت فإن المبلغ المرصود لهذا المشروع «حرزان»، وبالتالي بإمكاننا بهكذا مبلغ أن ننجز الكثير...
فلنهتم بالأولويات وبعدها نفكر بالمشاريع «الجبارة»، لذلك أقول لهم «يروحو يبلطو البحر».
«في مصلحة في مرحبا»
{ حسن مشيمش ابتسم مستهزئا لدى سؤالنا، يقول: «ألن يتركوا متنفسا للفقير في هذا البلد؟؟!!
تركنا لهم المطاعم والمقاهي واكتفينا بهذا الكورنيش لنرفه عن أنفسنا، نمشي قليلا، نتنزه قليلا، نلتقي بالأصدقاء على فنجان قهوة بألف ليرة.
يودون أن يبدأوا بمشروع، الله وحده يعلم متى سينتهي؟
يقولون لك سنتين لتأخذ المسألة سنوات وسنوات، ونحن لن يسعنا الإقتراب من المنطقة بسبب الأشغال.
ليفكروا ولو مرة واحدة بهذا الشعب، وبالمبلغ المرصود: ليؤهلوا المقاعد ليزيدوا عددها ليهتموا بالأشجار والزهور. ليحافظوا على نظافة الحمامات العامة وليزيدوا عددها، ليخصصوا مساحة للعائلات... هناك الكثير لإنجازه لكنهم يبحثون عن المشاريع التي تأتي لهم بالمال الوفير وكما يقولون: «في مصلحة في مرحبا»أي هناك أموال و»انتفاعات» هناك مشاريع».
«خليا عاالله»
{ سنا منعم بداية لم تود الإجابة لأنها لم تعد تؤمن بهذا البلد، تقول: «ماذا ينفع إن أطلقنا الصرخات ووقفنا وقفات إحتجاج بوجه هذا «المشروع» والمسؤولين ينامون في سبات عميق؟!
صدقيني لا حياة لمن تنادي في هذا البلد، لأنهم لو كانوا يهتمون بالمواطن لما وصلنا إلى هذا المستوى من الإنحدار على كافة الصعد. كان الأولى بهم أن يفكروا بما يحتاجه المواطن سواء في هذه المنطقة أو تلك، لكن الواضح كما هو الحال دوما أن هذا «المشروع» سيأتي بالكثير، وفي المقابل سيستفيد من مردروه العديد من «المنتفعين».
لذلك هم «يطحشون» به قدما، ويتناسون ما يتوجب عليهم من أولويات وكأنهم حين يسيرون على الكورنيش يجدونه مثالي جدا!وبالتالي نحن لم نعد بحاجة سوى لهذا المشروع» الغير شكل»!
«خليها عاالله».
شاطئ عين المريسة سيبقى لأهله ولرواده
{ محمد عيتاني رأى أن التطور أمر جيد لكن شرط أن نكون قد استوفينا الأولويات، دون أن نضرب بعرض الحائط ما تبقى من ذاكرتنا وتراثنا وتاريخنا، يقول: «الحقيقة أنه لم يعد لدينا أي حياء فكل، شيء بات مستباحا باسم التطور.
عن أي إنجاز يتحدثون وبتنفيذ أي مشروع يفكرون وهم بذلك سوف يمحون آخر ما تبقى من شواطىء لبنان الصخرية؟!
لم تعد هناك من ملامح لمدينة بيروت، كل شيء تغير فيها، واليوم يفكرون أن ينسفوا من ذاكرتنا هذا الشاطئ الذي تنفسناه منذ الصغر، وتنشقناه في عمر المراهقة حيث تعلمنا السباحة في مياهه، وكبرنا، فاستضافنا رصيفه يوميا لنمارس رياضة المشي ونلتقي مع الأهل والأصدقاء.
لذلك أقول لهؤلاء:كفانا تدميرا لتراثنا ولذاكرة بيروت، ليتقوا الله، وليبحثوا عن مناطق أخرى تكون مرتعا لمشاريعهم، ليمارسوا تطورهم هناك. أما عين المريسة وشاطئ عين المريسة، فسيبقيان لأهل المنطقة والعاصمة بيروت».