لفت وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق، في كلمة له خلال ذكرى إغتيال اللواء وسام الحسن، الى أنه "كلما زادت مسافة الزمن زاد اللواء الحسن حضورا عصيا على الوقت جارحا للغياب، تلمع صورته بين الفكرة والفكرة بين مبادرة وأخرى، وبيني وبيني لا يعوضني غيابه الابدي عن حضوره الابدي هو الاخر".
وأشار الى أن "عزاءنا على امتداد مساحة الشرف والكرامة الوطنية أن دماء الحسن لم ولن تذهب سدى بل ستزهر عدالة آتية ولو في ابراج مشيدة. مسافة أشهر قليلة تفصلنا عن اعلان المحكمة الدولية حكمها ضد من نفذ ومن خطط واغتال رفيق الحريري وهي البداية فقط".
وقال أن: "هذه العدالة كان لوسام ورفاقه في قوى الامن وشعبة المعلومات اليد في تدبير كشف أسبابها وتيسير طريقها وفتح الافاق أمامها بالكفاءة والمثابرة والتنظيم والالتزام الذي كان لي شرف التعرف اليه عن قرب في الوزارة. وتحية الى وسام عيد النابغة الذي فتح باب الحقيقة لتدخل منها العدالة قريبا"، مضيفا: "أزوركم اليوم للمرة الاخيرة بصفتي الرسمية، وأنا فخور بما أنجزت وخجول بما قصّرت ومتواضع بما حاولت وطوال وجودي في الوزارة التزمت بما عاهدت نفسي عليه".
وأوضح أن "هناك اسبابا كثيرة تمنع الوزير من النجاح في ملف ما، ربما أخطأنا وقصرنا وربما هي الظروف، ربما لم نمتلك الشجاعة الكافية، وربما كانت مصلحة البلاد العليا أولى من الحقيقة في لحظة ما".
وأضاف "عزائي أنني وفي الايام الاخيرة من حكومة تصريف الاعمال ساهمت في المحافظة على المؤسسة التي ساهم وسام في بنائها، والتي أستشهد من أجلها، في بلاد تغتال الكفاءة وتعتدي على أصحاب النجاح ونجاح وسام كانت تهمة تستحقّ القتل في حساب المجرمين".
وتابع إن "فخري أنني قبل أن أغادر عملت مع اللواء بصبوص واللواء عثمان لاشهر لوضع استراتيجة لقوى الامن لـ5 سنوات، بحيث أنه في اللحظة التي يتوفر لنا المال أو الهبات تكون الاولويات محددة سابقا".
وأكد المشنوق أن "لا ضمانة في لبنان غير المؤسسات، أنتم الضمانة ضباطا وعناصرا، أنتم المؤسسة التي كان وسام واحدا من أعمدتها والتي كان رفيق الحريري ومن بعده سعد الحريري، يحرصان على ايلائها كل الاهتمام".
ولفت الى أنه "حين تضعف المؤسسات أو يعتقد البعض أنه أكبر منها تكون الضمانة دماء الشهداء، شهداؤنا هم الضمانة أن لا تكون التسويات مدخلا للتراجع أو لا تكون الحكمة مرادفة للجبن أو التردد. شهداؤنا ضمانة أن التسويات لا تنجح اذا كان عنوانها الاعتداء. هم الضمانة أن مشروع الدولة، مشروع رفيق سيتقدم وينتصر مهما كانت العثرات".
واعتبر أن "رفيق الحريري والوسامين وكل الذين استشهدوا من أجل الحرية والاستقلال والامن هم الضمانة لأنهم قاموا بعملهم ويعتمدون على الثقة والكفاءة وروح المؤسسة والاستعداد للشهداة من اجل الاهداف التي عملوا عليها"، مشيرا الى أن "ها هي الحكومة الثانية في عهد الرئيس ميشال عون، قاب قوسين وهي امتحان وفاء للشهداء والتحدي أن تكون حكومة عدل وحكومة مصالحة تحفظ كرامات اللبنانيين:.
واشار إلى "أننا قصرنا بحقك كثيرا يا وسام وما عاد مسموحا أن نقصر، قصرنا بحق الشهداء جميعا، ومقتنع أن الفرصة أمامنا لنوفيك حقق وحقهم ".