بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 كانون الثاني 2024 12:22ص الموازنة تتهشَّم تحت قبة البرلمان..والمقاربات السياسية مختلفة حول غزة والجنوب

41 نائباً تحدثوا في 14 ساعة خلال يومين.. وردّ الحكومة والتصويت اليوم

المجلس والحكومة خلال جلسة الموازنة المجلس والحكومة خلال جلسة الموازنة
حجم الخط
بخلاف الجولة الأولى من مناقشة مشروع الموازنة العامة والتي اتسمت بالصخب السياسي وعرض العضلات وتبادل الكلام الناري، بقيت المناقشات أمس تحت سقف التهدئة، لا بل ان الرتابة طبعت الاجواء تحت قبة البرلمان، حتى أن بعض المفردات قد تكررت في العديد من المداخلات النيابية ، خصوصا لجهة التصويب على الموازنة على اعتبار انها لا تلبي حاجات اللبنانيين، وتفتقد الى الرؤيا الاقتصادية والمالية، والبرنامج الاصلاحي ، حتى ان المعارضين في الأساس لمناقشة الموازنة قبل انتخاب الرئيس، رأوا أن ما كتب قد كتب ، وان معارضتهم لن تخرج عن اطار التسجيل بالمحضر وهي لن تقدم أو تؤخر. كما ان الوضع في غزة والتهديدات الاسرائيلية للبنان وما يجري من اعتداءات يومية على الجنوب ، لم يغب عن بعض المداخلات النيابية، والتي اظهرت فروقات واضحة في المقاربة ، بين هذا الفريق السياسي أو ذاك. 
وقد لوحظ ان حزب الكتائب الذي قاطع الجلسة في يومها الاول تمثل امس بالنائب سليم الصايغ الذي القى مداخلة ، فيما غاب غالبية الذين حضروا أمس الاول من كتلتي «لبنان القوي» و«الجمهورية القوية»، وقد تحدث في الجولة الصباحية 14 نائبا ، وفي المسائية تحدث 10 نواب.
ومن المقرر ان تبدأ مناقشة بنود مشروع الموازنة عند الثالثة من بعد ظهر اليوم بنداً بنداً ومن ثم يتم التصويت عليها، بعد ان يكون رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي قد القى كلمة الحكومة ردا على مداخلات النواب حيث بلغ عدد التكلمين 41 نائبا غي غضون 14 ساعة في غضون 4 جولات على مدى يومين.

وقائع الجلسة الصباحية
استهلت الجلسة الصباحية التي ترأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري وحضرها الرئيس نجيب ميقاتي وعدد من النواب والوزراء  بكلمة للنائب حليمة قعقور، فقالت:» نناقش موازنة في غياب رئيس للجمهورية وعدم القدرة على مراقبة ومحاسبة الحكومة الحالية».
واعتبرت «ان مساءلة الحكومة معطلة، وهذه الموازنة تعزز الانهيار وتضرب التنمية  وتحمي الأقوياء في السلطة». 
وقالت: «أعلن رفضي للموازنة المقدمة من الحكومة لأنها استمرار للنهج السياسي والاقتصادي المعادي للمجتمع».

 عون

 ثم تحدث النائب الان عون فاستغرب ما اعتبره «الانفصام بالشخصية»، التي يتميز بها البعض من كتل المعارضة الذي يصوت من جهة للموازنة مادة مادة ويعود ويصوت ضدها ككل»، واشار الى انه «لا يمكن احياء النموذج السابق في ادارة الدولة فدولة «البقرة الحلوب» ماتت، ولا أحد يعتبر «ان صفر عجز في الموازنة أمر جيد».
  ودعا الى «إعادة النظر بحجم الدولة والقطاع العام وتخفيف عديد الجيش ودمج والغاء بعض الاجهزة الامنية التي تحولت الى علاقات عامة». 
ورأى «ان الاستباحة الدولية الخارجية للسيادة اللبنانية هي نتيجة غياب التوافق الداخلي والتفاهم»، مستغربا انتفاض البعض عند الحديث عن التسويات».  

زرازير

 وتحدثت النائب سينتيا زرازير، وقالت:»نحن نجتمع لنقاش موازنة بحكومة مستقيلة، بدون رئيس للجمهورية ونواب مطلوبين للعدالة». 
 وانتقدت مشروع الموازنة ونفس «المطرقة واليد» التي أقرت الاستدانة على مدى 25 عاما مازالت تستكمل النهج نفسه ولم يتعلموا. والموازنة تفتقد الى الاصلاحات المالية والاقتصادية وتشرع العجز العشوائي.

  الحاج

وقال عضو تكتل الجمهورية القوية النائب رازي الحاج جاء الوقت كمجلس نيابي مؤتمن على مصالح اللبنانيين، أن نرفض التعايش مع منطق اللادولة واللامسؤولية، ونضع السياسة في خدمة الاقتصاد بدلا من إبقاء الاقتصاد في خدمة السياسة، ونفرض خيار المواجهة المسؤولة والفعل الجدي لبناء الجمهورية القوية».

سعد

ودعا النائب أسامة سعد المجلس إلى إصدار بيان تضامني مع الشعب الفلسطيني، يدين حرب الإبادة والتهجير وجرائم العدو الصهيوني، ويدعو حكومات الدول لاتخاذ إجراءات عاجلة ورادعة للعدوان، ولوقف إطلاق النار ولتوفير المساعدات. 
وهاجم بقوة هذه الموازنة التي تقضي على ما تبقى من طبقة وسطىوقال:...الموازنة مخالفة، وبلا رؤية إصلاحية ومعيوبة بالافتئات على حقوق الناس وكرامة عيشهم ، داعيا الى اسقاطها.

عبدالله

وتحدث النائب بلال عبدالله فأعلن ان «اللقاء الديموقراطي» سيصوت مع الموازنة، وقال:»  يجب وقف لعبة تقاذف الكرة بين الدولة والمصارف في موضوع حقوق المودعين».ونوه بالجهد الذي «خصص للقطاع الصحي حيث 10 في المئة من الموازنة للصحة، اضافة الى رفع أضعاف الاستشفاء كما وعد وزير الصحة». وأعلن تأييد «اللقاء الديموقراطي» لمشروع الموازنة .

ضو

 وتحدث النائب مارك ضو، فانتقد  الموازنة والضرائب المفروضة على المواطنين، واعتبر ان الرادع الوحيد هو وحدة اللبنانيين والولاء للوطن وتحمل المسؤولية»، معتبرا انه «عدنا الى وضع كنا عليه سابقا، والمخرج الوحيد هو انتخاب رئيس للجمهورية»، وقال: ان نهج الحكم هو ما اوصلنا الى ما نحن عليه».

الصايغ

ثم ألقى عضو كتلة نواب الكتائب النائب سليم الصايغ كلمة أكد فيها رفض «موازنة الانكسار والقصور من الأوهام»، معتبرا انها «هزيمة لمسار الحكومة أمام الامر الواقع وانكسار المواطن أمام حكومته». 

كرامي

 أما رئيس تيار «الكرامة» النائب فيصل كرامي فقد حيا الشعب الفلسطيني البطل، وأهل غزة وأطفال غزة وامهات غزة ومقاومة غزة، والتحية موصولة الى كل الشعب الفلسطيني.
دولة الرئيس،العالم كله بات مدركاً بأن ثمة متغيرات كبرى وجذرية، وقد تكون هذه المتغيرات اوسع مما نعتقد نحن في لبنان.
وناشد الكتل النيابية بمجملها، بان يضعوا الخلافات السياسية في مكانها الصحيح، فهذا المكان الصحيح هو هذا المجلس... ورئيس هذا المجلس الذي يدعو الى الحوار ثم الحوار ثم الحوار.
من المفترض دستورياً ان تكون هذه الجلسة هي لانتخاب رئيس للجمهورية، وبالتالي من البديهي القول اننا دستورياً نسلك مسلكاً استثنائياً بسبب ظروف استثنائية، ونجتمع لبحث موازنة استثنائية لحكومة استثنائية. 
وسأل: ألا تدرك الحكومة أن الأزمة الاقتصادية التي نعيشها كانت تتطلب التحرك السريع والشروع بضخ المال والأستثمارات المنتجة منذ توليها الحكم من أجل تحقيق الأنتعاش الاقتصادي والخروج من الركود الاقتصادي المميت بدل من كنز الفوائض، فهل من الطبيعي ان تعتقد هذه الحكومة انها تملك ترف الادّخار للمستقبل والبلاد تمرّ في واحدة من اسوأ ثلاث ازمات اقتصادية في العالم؟
 واذ انتقد الموازنة لخلوها من اعتمادات لطرابلس طلب من رئيس الحكومة وعداً بان يخصص شيئا لطرابلس وللشمال.

طرابلسي

وحيا النائب عدنان طرابلسي في مستهل كلمته «أهلنا وإخواننا في قطاع غزة والضفة الغربية، الشعب الفلسطيني الصابر والصامد والمقاوم وأهلنا في الجنوب المقاوم والصامد في وجه العدوان الصهيوني الغاشم».
وقال: لقد أرسلت لنا الحكومة موازنة هجينة عجيبة استدعت استنفار لجنة المال والموازنة لتعديلها وتصويبها قدر المتاح بجهود الذين ساهموا في مناقشة ودرس بنود الموازنة وبدعم متواصل من رئيس المجلس».، مبديا سلسلة من الملاحظات عليها.

يعقوبيان

 واعتبرت النائب بولا يعقوبيان في كلمتها، «ان ما افتتحنا به جلسات الموزانة يشكل مضبطة الاختطاف، ورب جلسة نافعة حيث قبض المشاهد على فيلق من المارقين في السياسة والمارقين على الدستور والقوانين تخفوا وراء حصانة المافيا».
وقالت: «الاستحقاق الرئاسي اولوية مطلقة ولو كره الكارهون المستمتعون بسلطة يمارسونها بتقنية عالية من «السلبطة»، وبلدنا في اسر ورهينة افرقاء يريدونه على صورتهم ومجسمهم فقط».
وأكدت «ان هذه الموازنة ليست إصلاحية وتشبه كلّ الموازنات السابقة التي أدّت إلى الأزمة وهي تفتقر إلى أبسط مبادئ الإصلاح الضريبي».
وقالت: «أتحمّل كامل مسؤولياتي كنائبة تريد الإصلاح، الفوضى لن تدوم وأنتم لا تؤتمنون على إدارة «دكانة».

الحشيمي

 أما النائب بلال الحشيمي فقال، «اننا لا نستطيع أن نقبل بمبلغ ضخم زائد على الواردات من دون إيضاحات»، معتبرا «ان هذه الموازنة أقرب إلى الكلام الإنشائيّ غير المتعلق بالواقع».
ورأى «ان الثغرات الموجودة في الموازنة كثيرة وتعتمد على النهج الترقيعيّ المؤدي إلى المزيد من المشاكل».
وقال: «علينا تجاوز الخلافات والعمل لمصلحة لبنان اولا بالتوافق على انتخاب رئيس الجمهورية الذي هو ركن اساسي للخروج من الازمات».

الصمد

 وأعلن النائب جهاد الصمد في كلمته «ان مناقشة الموازنة في ظلّ الظروف التي يعيشها لبنان تبدو لي كترف، ومشروع الموازنة الحالي يبدو لي كأفضل الممكن ولم يكن بالإمكان أفضل ممّا كان».

فراس حمدان

 وأعلن النائب فراس حمدان في كلمته، انه «منذ 7 تشرين الاول حتى اليوم لم تضع الحكومة خطة طورائ وهناك على الحدود عدو يستهدفنا كل يوم».
وأكد انه «لا يجوز القيام بأي تشريع قبل أن يتم إنتخاب رئيس للجمهورية وانتظام الحياة الدستورية».ورأى ان «منهجية التعاطي المعتمدة من قبل الوزارات في ما خص النفقات التي تحتاجها هي تصرفات غير مسؤولة».
وقال: «أخجل ان أوافق على موازنة من دون قطع حساب»، وأعلن «انني أرفض رفضا قاطعا التصويت على الموازنة».

الجلسة المسائية

وإستأنف مجلس النواب الجلسة المسائية عند الساسة مساء وكان أول المتكلمين النائب علي حسن خليل اتلذي قال اننا «معنيون باستكمال الطائف وتشكيل مجلس شيوخ وإعادة النظر بقانون الانتخاب وإعادة النظر بالتجربة الاقتصادية والمالية وتطبيق اللامركزية الإدارية ولا أعداء لنا بين اللّبنانيين ونحن حريصون على من نختلف معهم».
اضاف: «نحن نريد انتخاب رئيس للجمهورية وموقع رئاسة الجمهورية ليس تفصيلًا وهذا النظام يحمي توازنًا دقيقًا بين كلّ السلطات والهيئات والإدارات وبري كان أكثر من قدم طروحات.»
ودعا إلى، «انتخاب رئيس جديد», معلنًا «الاستعداد لتقديم تفاهم أشمل لتسهيل هذه العملية».
ورأى حسن خليل، أنه «لو قَبِلَ المعارضون بالحوار لكان رئيس الجمهورية بيننا اليوم».
وأوضح أنه «واجب الحكومة أن تجتمع وأن تعمل وهي وحدها القادرة على تقديم مشروعها ومعالجة الفوضى الدستورية ضرورة», لافتًا إلى أن «تجربة الـ 2014 لتوقيع الـ 24 وزيرًا هو نكتة».
وذكر، أن «خلال بحث مواد مشروع الموازنة سنناقش بعض البنود وعلينا صياغة مقاربة جديدة للدولار المصرفي ويجب معالجة بعض العناوين الأساسية وفي هذا المشروع فجوات لا يمكن التغاضي عنها».

الحاج حسن

من جانبه، أشار النائب حسين الحاج حسن، الى أنه «من مصلحتنا اللبنانيّة الوطنيّة أنّ نُساهم في منع العدوّ من تحقيق أهدافه والإنتصار في هذه الحرب البربرية التي يخوضها ضدّ الشعب الفلسطينيّ»، مؤكداً أنه «يجب أنّ يكون صوتنا وقف العدوان على غزة والعدوّ اليوم مردوع وقد هُزم في لبنان». 
ولفت الحاج حسن، الى أن «لبنان قويّ بمعادلة جيشه وشعبه ومقاومته وبقوّته الذاتية».

حاصباني

 بدوره أشار عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب غسان حاصباني، فلفت الى أن «ما نُعت «بالبهلوانات السياسية» ليس بممارسة حق التصويت أو عدمه بل بتقديم هرطقات دستورية عبر اقتراح قانون منفصل للموازنة من خارج مجلس الوزراء، الذي يتعارض مع مبدأ فصل السلطات».
وأضاف «من الواضح أن الهدف الأساسي للموازنة التي قدمتها الحكومة هو تقليص العجز على الورق، وتحميل المواطن عبء العجز. فهي استندت الى ضرائب جديدة والى رفع الإيرادات الضريبية من الصحن عينه، أي من الاقتصاد الشرعي والمواطن الملتزم ضريبياً تاركة شريحة كبيرة خارج هذه المعادلة وهي الاقتصاد غير الشرعي».

مخزومي

واكد النائب فؤاد مخزومي في مداخلته، ان  «لبنان لا يستطيع العيش من دون القطاع المصرفيّ، لكن هذا القطاع لا يجب أنّ يستمرّ كما كان».
 وقال: «الكابيتال كونترول» يحتاج لقرار حاسم بعيد عن المصالح الشخصية والا مصيره سيكون الفشل، وكفانا هروباً من توقيع إتّفاق مع صندوق النقد الدوليّ»، معتبراً أنّ «النموذج الإقتصاديّ السابق سقط إلى غير رجعة».

فياض

النائب علي فياض خلال مناقشة مشروع الموازنة: لم أصدق أنّ رئيس حزب رفض أن تعوض الدولة على اللبنانين الذين تُدمر منازلهم في الجنوب وأسأل: هل تعقل أن تقتل السياسة كلّ حس إنساني ووطني؟
وقال إن «الدفاع عن حقوق المودعين هو منطلقنا في مناقشة الموازنة والكابيتال كونترول وخطة التعافي المالي».

البزري

ووجه النائب عبد الرحمن البزري التحية الى غزة الصامدة والى اهل الجنوب على صمودهم في ارضهم والدفاع عنها. وركز على اهمية الحوار واستمراره في مجلس النواب.
وتناول الموازنة فقال: من خلال المناقشات يظهر ان المسؤول عن الازمة هو «راجح»، منتقدا بعض بنود هذه الموازنة التي وصفها بأنها غير اصلاحية. وقال: ان اقرارها في المجلس مشكلة، وعدم اقرارها مشكلة اكبر.

خواجة

واستعرض النائب محمد خواجة تصريحات كبار القادة في الكيان الصهيوني، والتهديدات اليومية للبنان، مشيرا الى ان اسرائيل كانت تحضر في اليوم الثاني على حربها على غزة لحرب استباقية على الجنوب.
وتحدث النواب طه ناجي وحيدر ناصر ووليد البعريني، قبل ان يرفع الرئيس بري الجلسة الى الثالثة من بعد ظهر اليوم.