بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 شباط 2018 12:20ص الموفد السعودي بدأ زيارته لبيروت بلقاء عون وجعجع ونقل دعوة للحريري لزيارة المملكة

العلولا: سترون من اليوم وصاعداً أجواء إيجابية وستكتسب العلاقات عمقاً أكثر

الموفد السعودي نزار العلولا مع الرئيس عون في بعبدا في حضور السفير اليعقوب والوزير المفوض وليد بخاري (تصوير: دالاتي ونهرا) الموفد السعودي نزار العلولا مع الرئيس عون في بعبدا في حضور السفير اليعقوب والوزير المفوض وليد بخاري (تصوير: دالاتي ونهرا)
حجم الخط
لم يتردد موفد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا في تكراره لمرتين عبارة: «سترون أجواء إيجابية من اليوم وصاعداً»، وذلك خلال لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا والمسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم أيضاً.
في البروتوكول واللياقة، أصابت زيارة الموفد السعودي الهدف بشكل صحيح، أما في المضمون، فما دار من أحاديث يصب في الخانة الإيجابية، وكل ذلك يدلّل على وجود جو سعودي جديد أكثر من جيد.
صحيح ان مُـدّة اللقاء لم تستغرق أكثر من ربع ساعة (12 دقيقة) وهي في الاجمال المدة التي تستغرقها لقاءات كهذه، وللتذكير فإن الموفد السعودي السابق الذي زار قصر بعبدا العام الماضي ثامر السبهان لم يمكث أكثر.
وقالت مصادر مطلعة ان العلولا كان في غاية اللباقة وأبلغ الرئيس عون رغبته في استكمال لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين. وأشارت إلى انه حرص على ان تنطلق هذه اللقاءات من قصر بعبدا، وبعدما نقل رسالته الشفهية من خادم الحرمين الشريفين التي تؤكد حرص القيادة السعودية على قيام أفضل العلاقات بين البلدين ووقوفها إلى جانب لبنان ودعم سيادته واستقلاله، تحدث عن رغبته بزيارة رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ونقل دعوة رسمية إلى رئيس الحكومة لزيارة المملكة.
ولفتت المصادر إلى ان الرئيس عون رحب بهذه الدعوة، وأبدى ارتياحه لاجواء المحادثات التي دارت مع العلولا.
وقالت انه جرى خلالها تبادل الحديث عن العلاقات اللبنانية - السعودية وضرورة تطويرها، ولم يغفل الموفد الملكي السعودي الإشارة إلى ان المسؤولين السعوديين لن ينسوا ان رئيس الجمهورية افتتح جولاته الخارجية بعد انتخابه بزيارة المملكة.
وكشفت ان الرئيس عون قال لضيفه انه يكن محبة للمملكة وحمّله رسالة جوابية للملك ضمّنها تحياته إليه وإلى ولي العهد الأمير محمّد بن سلمان بن عبد العزيز، مؤكداً ان العلاقات بين البلدين هي انعكاس للصداقة والمحبة والأخوة التي تجمع بين الشعبين اللبناني والسعودي.
وأوضحت أن رئيس الجمهورية قال ان الظروف التي تمر بها الدول العربية هي ظروف استثنائية، وليست كالظروف الطبيعية التي تجمع بين هذه الدول، مذكراً بما طرحه أثناء ترؤسه وفد لبنان إلى القمة العربية في البحر الميت في العام المنصرم لجهة مناشدته الدول العربية الجلوس إلى الطاولة والمصالحة كي لا يتمكن أحد في المحصلة من فرض خيارات لا تريدها، غير ان دعوته لم تلق الآذان الصاغية. وقال عون: «رأينا اليوم الظروف التي تمر بها الدول العربية لكن الفرصة مؤاتية لتوحيد الموقف العربي».
وأفادت المصادر ان الموفد السعودي أكّد ان القيادة السعودية تبدي ثقتها الكبيرة بالقيادة الحكيمة للرئيس عون في ظل الظروف الصعبة التي مرّ بها لبنان، كاشفة انه نقل رغبة بلاده في ان تكتسب العلاقات بين البلدين عمقاً أكثر.
من جهته، أبدى الرئيس عون، وفق المصادر نفسها ترحيبه بمجيء السيّاح السعوديين، معلنا ان الظروف الأمنية تسمح بذلك، وقال لعلولا: «اسأل كيف ينتقل السفير السعودي، وكيف كان يفعل ذلك القائم بالأعمال السعودي؟». إشارة إلى انهما كانا في عداد الوفد المرافق لزيارته إلى قصر بعبدا.
ولفت الرئيس عون إلى انه لم يحصل أي اعتداء على زائر أو سائح عربي أو أجنبي بغض النظر عمّا تمر به الحياة السياسية في لبنان من تقلبات ومن هبوط وصعود، متمنياً ان يعود السعوديون إلى لبنان.
وأشارت المصادر عينها إلى ان الوفد السعودي أكّد ان للبنان دورا وقيمة كبيرين، قائلاً: «هذا الجبل الذي اسمه لبنان لن تهزه الهزات الخفيفة التي تحصل من وقت إلى آخر»، معلناً صراحة: «هناك أمور إيجابية ستظهر قريباً واللقاءات التي ستعقد في اليومين المقبلين تصب في خانة الخير العام، للتأكيد على متانة العلاقات».
وأشارت المصادر إلى ان الموفد السعودي لم ينقل أي دعوة للقمة العربية المرتقب انعقادها في الرياض، ومعلوم ان دعوة كهذه ترد في رسالة خطية.
وختمت بالقول: في الاجمال كان الحديث بين الرئيس عون وضيفه عاما، وفيه استعاد رئيس الجمهورية بعض الذكريات.
وصول ولقاءات
وكان الموفد السعودي وصل إلى مبنى الطيران المدني في مطار رفيق الحريري الدولي، يرافقه القائم بالأعمال السابق في السفارة السعودية وليد بخاري، واستقبله في المطار السفير السعودي وليد اليعقوب والديبلوماسي طنوس القبعيتي من وزارة الخارجية اللبنانية.
وبعد استراحة قليلة انتقل العلولا عند الثالثة بعد الظهر إلى قصر بعبدا يرافقه السفير السعودي اليعقوب والوزير المفوض في الديوان الملكي البخاري.
وأوضح المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية ان الموفد السعودي نقل الى الرئيس عون تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ورسالة شفهية من الملك السعودي اكد فيها حرص القيادة السعودية على قيام افضل العلاقات بين البلدين الشقيقين نظراً لما يجمع بين الشعبين اللبناني والسعودي من اواصر اخوّة وصداقة ومحبة. كما اكد الموفد الملكي السعودي ان بلاده تقف الى جانب لبنان وتدعم سيادته واستقلاله، وتتطلع الى مزيد من التعاون بين البلدين في المجالات كافة.
واشاد الموفد السعودي بالقيادة الحكيمة للرئيس عون في ادارة شؤون لبنان، كما نوّه بأن اول زيارة رسمية قام بها رئيس الجمهورية كانت للسعودية. واعلم المستشار العلولا رئيس الجمهورية انه سيزور رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء، ويوجه دعوة رسمية الى الرئيس سعد الحريري لزيارة المملكة العربية السعودية.
ورحّب الرئيس عون بالموفد الملكي السعودي، وحمّله تحياته الى خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، مؤكداً حرص لبنان على اقامة افضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية، مركّزاً على محبة اللبنانيين لاشقائهم السعوديين والرغبة في التواصل الدائم معهم وعلى مختلف المستويات.
وتناول البحث الاوضاع في المنطقة، فركّز الرئيس عون على ضرورة عودة الوئام الى العلاقات بين الدول العربية، مذكراً بالموقف الذي كان اتخذه في قمة الاردن العام الماضي، والذي دعا فيه يومها الى طاولة مستديرة تجمع الدول العربية للاتفاق في ما بينها على ما يحافظ على وحدتها ومصالحها الحيوية.
وكانت جولة افق في العلاقات اللبنانية - السعودية وضرورة تعزيزها في المجالات كافة.
وفي الخامسة عصراً، زار العلولا والسفير اليعقوب والبخاري، الرئيس الحريري في السراي الحكومي واجتمع إليه لمدة 40 دقيقة ناقلاً إليه دعوة لزيارة المملكة.
وأكد الرئيس الحريري أن المحادثات مع الموفد السعودي كانت ممتازة، مشيرا إلى أنه تلقى دعوة منه لزيارة المملكة وسيلبيها في أقرب وقت ممكن. 
وقال في دردشة مع الصحافيين عقب اللقاء: «السعودية هدفها الأساسي أن يكون لبنان سيد نفسه، وهي حريصة على استقلال لبنان الكامل، وسنرى كيف سنتعاون معها في شأن المؤتمرات الدولية المقبلة».
ولاحقاً، زار الموفد السعودي نزار العلولا ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري يرافقه البخاري، في حضور النائب محمّد الحجار ومدير مكتب الرئيس الشهيد رفيق الحريري عدنان فاكهاني. وقرأ الفاتحة على روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه.
ودوّن العلولا كلمة في سجل التشريفات جاء فيها: «سيبقى الشهيد رفيق الحريري رمزاً وطنياً وعروبياً وسيعود لبنان كما أراده الشهيد حراً ومنارة للعالم».
ثم تسلم من الفاكهاني درعاً تذكارية قبل أن يغادر المكان.
ومساء زار العلولا رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي اولم على شرفه مأدبة عشاء في معراب، في حضور وزير الإعلام ملحم رياشي والنائب ستريدا جعجع، والوفد المرافق للموفد السعودي.
واكتفى العلولا لدى وصوله إلى معراب بالقول: «انا في منزلي وجعجع ضيفي».
اما جعجع، فقد شدّد على ان «الاستقرار عامل أساسي وهذا ما تعوّل عليه السعودية»، وقال: «انه تمّ التطرق إلى الملف السوري وما يحصل في الغوطة الشرقية غير مقبول بكل المقاييس تحت شعار الحرب على الإرهاب، فالنظام السوري يهمّه بقاء الارهابيين، وما يحصل في الغوطة يذكرني بقصف زحلة والاشرفية، وهذه ليست حربا على الإرهاب بل إرهاب بحد ذاته».
وأشار إلى ان «دعوة الحريري إلى السعودية مبادرة جديدة».
ومن المقرّر ان يتابع الموفد السعودي لقاءاته اليوم والأيام التالية بزيارة رئيس مجلس النواب نبيه برّي والرؤساء أمين الجميل وفؤاد السنيورة وتمام سلام ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل وكذلك الوزير السابق اللواء اشرف ريفي.