عاشت مدينة طرابلس أمس نهارا طويلا ممزوجا تارة بالمواجهات واحتدامها، وتارة بالأجواء الحماسية والأنشطة الوطنية، وفي الحالتين بقيت "عروسة الثورة" في الشارع وبقي المحتجون في ساحة النور رافضين كل التهديدات ومحاولات اخراجهم من الساحة.
وليلا انطلقت مسيرات في كل شوارع المدينة راجلة وسيارة مطلقة العنان لأبواقها وخيم قرع الطناجر على كل الأحياء في أبي سمراء، القبة، الميناء، شارع عزمي، المئتين، الزاهرية، باب الرمل، التبانة، القلمون، البداوي والمنية أجواء استمرت لأكثر من ساعتين بعدها عادت الأمور الى طبيعتها والهدوء عاد ليسود أحياء المدينة من بعد المظاهرات والقرع على الطناجر والذي ترافق وقطع للطرقات في كل الشوارع.
ومساء أعلن الثوار من ساحة النور أن اليوم هو "يوم غضب" ورغم التهديدات فانهم سيقومون بإقفال المؤسسات الرسمية والعامة فضلا عن اقفال المدارس والجامعات والتي دعت طلابها للالتحاق بمدارسهم وجامعاتهم، فضلا عن خطوات تصعيدية تعلن في حينها، كل ذلك بهدف الرد على السلطة والأجهزة الأمنية والتي أظهرت بالأمس رغبة ملحة بانهاء أجواء التظاهر السائدة في البلد منذ ثلاثة أسابيع .
وصباحا وبالرغم من الانتشار الكثيف للجيش اللبناني على كل الطرقات عمد عدد من المحتجين الى قطع طريق جسر البالما، مدخل جامعة البلمند، الجسر الذي يربط المينا بطرابلس وطريق وادي هاب في أبي سمراء.
نشاطات وطنية بامتياز
وليل أمس نفذت الناشطة لارا الرفاعي جدارية تحت عنوان " عبر وقول شو طلبك" وعنها تقول لموقع " اللواء" :" هي جدارية للشباب من عمر 14 سنة ولغاية 18 تهدف للتعبير عن رأيهم وما الذي يطلبونه من الدولة، وكيف هي نظرتهم للبنان ومستقبلهم فيه، بالفعل لاحظنا اقبالا كثيفا من قبل المشاركين في ساحة الثورة ولقد تحدثنا واياهم عن المعلومات التي يملكونها حول الانتخابات النيابية ومشاركتهم بها، كل أفكارهم وضعت على الجدارية لمعرفة تطلعاتهم وطموحاتهم".
الشاب انور عبدالله عبدالله كتب على الجدارية:" استشفاء مجاني نظرا لوجود أطفال يموتون على أبواب المستشفيات بسبب عدم وجود المال مع أهاليهم، نطالب بالاستشفاء المجاني للحالات الطارئة".
وداخل خيمة ملتقى الجمعيات مواطنون يوقعون على سلة مطاليبهم وعنها يتحدث عمر المصري فيقول:" هناك ورقة مطالب باسم انتفاضة طرابلس من يوافق عليها من الثوار يوقع على عريضة وضعت في الخيمة ، هي مطالب تهدف الى تغيير الطبقة الحاكمة الفاسدة وهي مطالب الشعب ".
