كما في كل لبنان كذلك في البترون، افترش الشعب البتروني الطريق عند جسر مستشفى البترون الحكومي ونصبوا الخيم رافضين فتح الأوتوستراد. ولملم المتظاهرون بعضهم من كافة قرى جرد ووسط وساحل البترون. وكانت ملفتة في مظاهرات البترون أيضاً مواكبة الكهنة للمتظاهرين كما مواكبة القوى الأمنية منعاً لحرق الدواليب. ولما بقي أوتوستراد البترون طرابلس بيروت مقفلاً بالاتجاهين، تمّ الاعلان من قبل المتظاهرين أن الطريق البحرية مفتوحة لمن يرغب بالتوجّه الى بيروت.
وافترش المتظاهرون الشارع "بانتظار تحقيق الإصلاحات المنشودة "كما قال أحد المتظاهرين. وبعضهم الاخر قال: "شبابنا مثل بقية المناطق عاطلون عن العمل ويعانون الفقر ولا يقدرون على الزواج".
بعضهم الاخر طالب "بوقف فرض ضرائب جديدة على الشعب المقهور". وطالب بـ "اصلاح الحقيقي ينقذ الشعب من المأزق الذي أغرقه فيه السياسيون".
وكما في كل لبنان انتظر أبناء البترون انتهاء 72 ساعة التي حدّدها الحريري ليبنى على الشيء مقتضاه، وسط التأكيد أن الثورة لن تهدأ حتى تأمين المطالب الشعبية المحقّة و"إسقاط الفاسدين".
وفي حين تناقلت بعض وسائل التواصل الاجتماعي فيديو يظهر فيه أحد مرافقي الوزير باسيل يشهر مسدّسه للسماح بالمرور، صدر عن اللجنة المركزية للإعلام في التيار الوطني الحر البيان الآتي: بعد الاطلاع على الفيديو المتداول الذي يظهر فيه أحد المواطنين يشهر مسدسه في مواجهة عدد من المتظاهرين، تؤكد قيادة التيار الوطني الحر رفضها التام للتصرف المذكور وادانتها له.
واذ تؤكد ان الشخص المذكور ليس من مرافقي رئيس التيار الوزير جبران باسيل كما يروج البعض لغايات مكشوفة، تعلن قيادة التيار في هذا السياق قرارها الحاسم باتخاذ الاجراءات المسلكية الداخلية المناسبة في حقه، مشددة على عدم تغطيتها أي تصرف من هذا النوع.
في حين استنكرت "القوات اللبنانية"، في بيان أصدرته "ظهور بعض المسلحين في بعض المناطق وتعرّضهم للمتظاهرين".
من جهة أخرى صدر عن راعي أبرشية البترون المطران منير خير الله بياناً جاء فيه: في الظروف المأساوية والمصيرية التي يمر بها وطننا لبنان– الوطن الرسالة ولبنان الكبير – يعلن راعي أبرشية البترون المطران منير خير الله تضامنه مع جميع اللبنانيين الذين يطالبون بحقوقهم للعيش بكرامة وبناء دولة القانون الذي يعلو على الجميع ويتساوى تحت سقفه جميع المواطنين. ودعا خير الله الكهنة والرهبان والراهبات وأبناء وبنات الأبرشية إلى رفع الصلوات وتقديم القداسات طالبين من الرب ان يلهم المسؤولين إلى اتخاذ القرارات الجريئة التي تنقذ الوطن وتعطي كل ذي حق حقه، بشفاعة العذراء مريم وجميع قدسيينا.
ومنذ مساء الخميس كانت أعداد المتظاهرين في نقطة التحرك على أوتوستراد البترون تشهد توافداً متواصلاً من المشاركين الذين انضموا الى المحتجين.
كما وعقدت حلقات الدبكة على وقع الطبول والاغاني الوطنية. وتمّ تركيب شاشة عملاقة على جدار جسر المستشفى لمتابعة وقائع التحركات في كل المناطق اللبنانية.
وقد علّق عضو تكتل "الجمهورية القوية” النائب فادي سعد على خطاب السيد حسن نصر الله وكتب عبر حسابه على "تويتر": "فاجأنا السيد حسن نصر الله عندما أسمعنا خطاباً بخطابين الاول عقلاني وواقعي في مقاربة الوضع والثاني استعلائي وفوقي مستندا إلى فائض القوة. وقال: يا سيد حسن ليتكم تطبقون ما تعلنون في مقاربة الإصلاح. ولتتواضعوا قليلا رحمة بالناس المقهورين، وانتبهوا إن ثورة الشعب قد بدأت".
وغرد النائب والوزير السابق بطرس حرب عبر حسابه على "تويتر" قائلا: "أصبح واضحا أن أهل السلطة في واد والشعب في واد آخر. هدفهم البقاء في مواقعهم ومتابعة فسادهم وتكديس ثرواتهم غير مكترثين بأحوال الناس، ولو جاعوا.
والوقاحة أن بعضهم يهدد المطالبين باستقالة الحكومة بالفراغ وانفلات الامور إذا استقالوا. إنهم يتجاهلون أن وجودهم هو سبب البلاء".
وأضاف: الحمد لله انتفض شعبنا في وجه الفاسدين وقرّر استعادة حقّه في محاسبة المسؤولين لازدرائهم بمشاعر المواطنين وحاجاتهم وحقهم بحياة كريمة. فليفهم المسؤولون أنّ شعبنا لم يتنازل عن حقه في تقرير مصيره وسيدين من باعوا الوطن ليتحكمّوا بلبنان ويسرقوا ثرواته ويستبيحوا قوانينه.
وختم: نقف مع شعبنا ونؤيّد ثورته ضد الفاسدين، وندعو كل من يؤمن بلبنان الكرامة والعدالة إلى الانضمام إلى صفوف المتظاهرين، ولاسيما أن التحرّك عفوي وأنّ علم لبنان يوحّدهم وهو تحرّك وطني وليس طائفي.
النائب السابق انطوان زهرا قال: باسيل لم يترك للحريري شرف الاعلان عن الخطوة فقد أعلن من بعبدا جدول اعمال الساعات الـ 72 المقبلة وهذا الثمن الذي يدفعه الحريري نتيجة التسوية.
هذا واستمر الحراك في البترون طيلة يوم الأحد على وقع النشيد الوطني اللبناني وفي ظل الاعلام اللبنانية. وكان المحتجون يرددون هتافات "قومي يا بترون قومي بدنا نسقط الحكومة".