بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 كانون الأول 2019 12:03ص بعد الحريق .. لبنان غريق .. والثوار أبرياء من قطع الطريق!

الرياح العاتية تعصف بكورنيش عين المريسة – المنارة الرياح العاتية تعصف بكورنيش عين المريسة – المنارة
حجم الخط
لم يكن بالحسبان أن تكون بدايات الشتوة الأولى في كوانين، التي تبعث البهجة والفرح عادة في نفوس المواطنين، الغارقين أصلا في متاهة الأزمة المعيشية، همّاً إضافياً يزيد من بؤس الكادحين، في سبيل لقمة العيش.

شتوة أمطار خير وبركة، حوّلها الفساد إلى مصيبة فوق رؤوس المواطنين، الذين سبحت سياراتهم على الطريق الساحلي، بعدما غمرتها السيول وحولتها الى بحيرات واسعة أطفأت محركاتها وأعقاتها عن الحركة .. مئات أو ربما آلاف السيارات التي علقت أمس في بحيرات الأمطار على الطريق الساحلي، فقط .. لأن وزارة الأشغال لم تقم بواجبها كما كان يفترض، ولأن هذا الوطن ترك بشعبه وهم مواطنيه لقدرهم المحتوم، ولان مسؤوليه وزعاماته مشغولون بكسب المناصب وشد الحبال والضغط السياسي، ولعبة من يستسلم أولا، ليكسب الآخر السلطة .. هكذا دفع داني ورفاقه الى الإنتحار ظلما .. وكذلك علق من عبر أمس الأتوستراد الساحلي في براثن الإهمال.

فعلى الطريق الساحلي جنوبا،  غرقت الطرق في الجية - الناعمة - خلده، وصولا الى انفاق المطار بالمياه مع غزارة الامطار وتجمع برك مياه، ووصلت زحمة السير من خلده الى صيدا، ما تسبب باعطال في عدد من السيارات، ونزل بعض طلاب المدراس من الباصات للذهاب الى منازلهم مشيا على الاقدام، كما شوهد بعض الشبان يحملون «سترات» انقاذ بحرية.

كذلك قطع الاوتوستراد من خلده الى الجنوب بسبب السيارات الآتية في الاتجاه المعاكس. ولاحقا، أوضحت غرفة التحكم المروري عبر «تويتر» أن تمت معالجة تجمع المياه من قبل فريق العمل في وزارة الاشغال على اوتوستراد خلدة في اتجاه الناعمة والسير الى تحسن تدريجي، وسجل تجمع للمياه عند نقطة  «السبوت» في الشويفات، ما أدى إلى زحمة سير.

وفي بيروت، غمرت مياه الأمطار الشوارع ودخل بعضها الى عدد من المحلات التجارية والمؤسسات والمنازل، وادى الى خسائر مادية، فيما شهد الكورنيش البحري أمواجا عالية وصلت الى الجهة المقابلة للكورنيش، مع رياح قوية أخلت الرصيف البحري من زواره. وفي المناطق، تكرّرت الأسطوانة نفسها، على وقع أول منخفض جوي عاصف يضرب لبنان، فغرق الناس في الوحول والسيول التي غمرت الطرقات، واجتاحت بعض المحال والمؤسسات.

وفي صور، تسربت مياه الأمطار إلى بعض المحال التجارية والمنازل في حي المساكن الشعبية، متسببة بأضرار مادية، وناشد الاهالي المعنيين في بلديتي صور والبرج الشمالي التدخل للمساعدة. 

ومن النبطية،  أفاد مراسلنا سامر وهبي بأن المدينة ومنطقتها شهدت اعتبارا من ظهر امس تساقط غزير للأمطار ، وتسببت السيول الجارفة بجرف الأتربة والحصى في العديد من الشوارع لا سيما في منطقة تول - دوار حاروف التي شهدت تدفق كبير للمياه التي شكلت سيول اجتاحت العديد من المحال والمؤسسات التجارية في المنطقة وألحقت أضرار مادية فيها . 

وفي قبرشمون، أدى هطول الامطار الغزيرة الى قطع الطرق في المنطقة، ودخول المياه الى المنازل والمحال التجارية، وناشد الاهالي الأجهزة المختصة التدخل لمساعدتهم والحد من الاضرار في ظل هطول الامطار.

وفي عاليه، أدت الامطار الغزيرة على قرى بلدات المنطقة الى تحول الشوارع الى أنهار حاملة الاتربة والصخور، والى قطع الطرق ودخول المياه الى المحال التجارية، خصوصا في عرمون وسجل انهيار عدد من الجدران تسبب بقطع الطرق في بلدتي مجدليا وكفرمتى جسر القاضي، وعملت البلديات على ازالة الصخور من وسط الطرق في ظل امكانات قليلة.


عناصر الدفاع المدني يبحثون عن مخرج لتحرير المواطنين العالقين في البحيرات

ولادتان بـ«عز العجقة» والمطر  في خلدة 



   بسبب الأمطار والعواصف، وبعدما احتُجِزَ المواطنون لساعات في سياراتهم على الطرقات، وبحسب ما تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي، فقد اضطرت سيّدة إلى أنْ تضع طفلها في السيارة، بعدما داهمتها آلام المخاض على أوتوستراد خلدة.

وفي التفاصيل، أنّ الممرضة الفلسطينية منى الوحيد، سمعت أثناء عودتها من عملها في باص لـ«الأونروا»، على أوتوستراد خلدة، سيدة لبنانية تصرخ من شدة الألم، الذي داهمها نتيجة «طلق الولادة»، فسارعت وبمعاونة زوج السيدة إلى تقديم المساعدة للأخيرة، لتتمكّن من وضع وليدها الذكر بصحة وعافية. 

وفي معلومات جرى تداولها، أنّه بـ«عز العجقة» في خلدة، سُجّلت حالة ولادة ثانية الطريق، إحداهما نقلها «الصليب الاحمر اللبناني» إلى مستشفى قصب بصيدا، والثانية إلى مستشفى بعبدا الحكومي .. وأفيد بأنّ الطفلين ووالدتيهما بحالة مستقرة..


تسونامي سيارات على أوتوستراد خلده – الناعمة سبّبته السيول المطرية (تصوير: جمال الشمعة – طلال سلمان)


سيارات عالقة في بحيرات .. فساد السياسيين

سيول في شوارع النبطية