أثارت تغريدة لرئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط عن سد بسري، ردود فعل من الخبراء البيئيين، بعدما كتب على صفحته في موقع "تويتر": "ان إقامة سد بسري ضرورة من اجل تأمين المياه لبيروت الكبرى لكن إذا كان المتعهد هو نفسه ملتزم ردم النفايات في مكب برج حمود وغيرها من الالتزامات المشبوهة فإنني أطالب بوقف كل الأعمال ومنها قطع الشجر، ما يجري يؤكد تحقيق صحيفة الـ New york Times حول الفساد في مجلس الإنماء والإعمار".
وقد ردّ رئيس الحركة البيئية اللبنانية بول أبي راشد على تغريدة جنبلاط بالقول: "استاذ وليد، الفساد في مجلس الإنماء والإعمار يبدأ من إعداد الدراسات الناقصة والتي لا تراعي أهداف التنمية المستدامة قبل الفساد بالتلزيمات وبالتنفيذ ان مشاريع جر المياه الى بيروت الكبرى من جنة وبسري هي مشاريع دمار بيئي وهدر للمال العام، الحل بوزير للمياه يحترم البيئة والعلم والقانون.
رئيس الحركة البيئية اللبنانية بول أبي راشد
"اللواء" تحدثت مع أبي راشد الذي أوضح أن الفساد في مجلس الإنماء والإعمار ليس فقط بالتلزيم والتهعدات، بل يبدأ بالدراسة. ورأى أن الدراسة في سد بسري ناقصة وهذا ما تحدث عنه المعهد الفدرالي لعلوم الأرض BGR الذي أكد أن نبع جعيتا كافٍ لتأمين المياه إلى بيروت الكبرى.
ولفت أبي راشد إلى ثلاثة حلول للإصلاح اقترحها الألمان عام 2014، أولاً: إنشاء قناة ثانية لجر وتكرير المياه بدل القناة الواحدة الموجودة منذ العام 1800 أي من أيام العثمانيين.
ثانياً: إصلاح الشبكة المهترئة بين ضبيّة وبيروت والتي يتم تسرّب خمسين بالمئة من مياهها في الأرض.
ثالثاً: إنشاء برك كبيرة في المنطقة فوق جعيتا والتي تتسرب منها المياه إلى المغارة.
وأكد أبي راشد أن كميات كبيرة من المياه تأتي من سد جنة إلى جعيتا حسب الدراسات الألمانية ما يؤثر سلباً على مياه نبع جعيتا.
وأضاف: "ثروتنا اليوم في بيروت هي من نبع جعيتا وليس من جنة أو بسري التي يريدون تدميرها مع ملايين الأشجار التي تقدر بخمسمئة ألف شجرة معمّرة على الأقل، بين جنة وبسري وتقدّر قيمتهم بمئة مليار دولار.
وأشار إلى أنه إذا أردنا احتساب قيمة كل شجرة عمرها خمسين عاماً إقتصادياً، للقدر الذي تعطيه من الأوكسيجين وكيف تدخل المياه إلى الأرض وتثبّت التربة، فتقدر قيمة الشجرة الواحدة بمئة وثلاثة تسعين ألف دولار للشجرة، وإذا احتسبنا أشجار جنة وبسري يقدر ثمنهم بمئة مليار دولار. وقال إن ما يقومون به، جريمة بحق الشرق الأوسط لأن لبنان هو مصدر الهواء والمياه فيه.
وقال أبي راشد إن مياه فلسطين من لبنان وكذلك مياه الأردن وسوريا وتركيا التي تصل إليها المياه من نهر العاصي.
ولفت أبي راشد إلى أن مجلس الإنماء والإعمار أساء الدراسات ولم يأخذ بعين الإعتبار الدراسة الزلزالية التي تهدد بدمار بيروت وهي زلزالية ناجمة عن الخزان
تجدر الإشارة إلى أن المتهعد في مرج بسري (شركة داني خوري بالإتفاق مع الشركة التركية الملتزمة) بدأ الأعمال قبل إعادة دراسة تقييم الأثر البيئي التي انتهت صلاحيتها منذ العام 2016 وكان يجب عليه أن يعيد الدراسة خاصة أن أعمال قطع الشجر بدأت في بسري بطريقة غير قانونية.