لا تزال المظاهرات التي
تعمّ المناطق اللبنانيّة كافة، عقب ليلة حامية شهدتها شوارع العاصمة بيروت، محطّ
أنظار الإعلام العربيّ والعالميّ، على حدّ سواء.
فقد لاقت التحركات
الاحتجاجيّة على الأوضاع الاقتصاديّة والمعيشيّة الصعبة، اهتمامًا واسعًا وتغطية
شاملة من قبل الوسائل الإعلاميّة الخارجيّة، التي عمدت إلى متابعة المظاهرات في
مختلف المناطق، والوقوف على آراء ومطالب المحتجين.
بداية مع وكالة "رويترز"،
التي أشارت إلى أنّ الاحتجاجات التي يشهدها لبنان هي الأكبر منذ أعوام، عامة الشعب
من مختلف الطوائف والدوائر، شاركوا بها، ما أعاد للأذهان ثورات اندلعت في 2011، وأطاحت
بأربعة رؤساء عرب، لافتة إلى أنّ جموع المحتجين خرجت من القرى والبلدات في جنوب وشمال
وشرق لبنان، وكذلك العاصمة بيروت، ووجهوا انتقادات إلى جميع الزعماء السياسيين مسلمين
ومسيحيين، من دون استثناء، بفعل تراكم الغضب بسبب معدل التضخم واقتراحات فرض ضريبة
جديدة وارتفاع تكلفة المعيشة.
من جهتها، لفتت "وكالة
الصحافة الفرنسيّة" إلى أنّ تظاهرات غير مسبوقة منذ سنوات، اندلعت، ضد مكونات
الطبقة السياسية كافة، في حراك جامع لم يستثن حزباً أو طائفة أو زعيماً.
كما اعتبرت أنّ نقمة الشارع
في لبنان تصاعدت خلال الأسابيع الأخيرة، وسط مؤشرات على انهيار اقتصادي وشيك، وسلّطت
التظاهرات الضوء على الانقسام السياسي وتباين وجهات النظر بين مكونات الحكومة، حول
آلية توزيع الحصص والتعيينات الإدارية وكيفية خفض العجز من جهة، وملف العلاقة مع سوريا
المجاورة من جهة ثانية.
الوكالة الفرنسيّة ذكّرت
بالتظاهرات الكبيرة في 2015، ضد أزمة نفايات، مشيرة إلى أنّها لم تكن بهذا الحجم، واقتصرت
بشكل أساسي على العاصمة.
كما أوضحت أنّ يعاني لبنان من
نقص في تأمين الخدمات الرئيسية، وترهل بنيته التحتية. ويُقدّر الدين العام اليوم بأكثر
من 86 مليار دولار، أي أكثر من 150 في المئة من إجمالي الناتج المحلي. وتبلغ نسبة البطالة
أكثر من 20 في المئة.
بدورها اعتبرت "CNN عربي"،
أنّ إدلاء وزير الخارجية جبران باسيل بكلمة استبق فيها الكلمة التي كانت مرتقبة لرئيس
الوزراء سعد الحريري، وفحوى ما قاله أثار العديد من التكهنات بين نشطاء عبر مواقع التواصل
الاجتماعي، إذ ذهب البعض إلى القول بأنّ ما صرح به كان "تهديدا مبطنا" للحريري.
أمّا "BBC عربي"،
فلفتت إلى أنّ ردود فعل اللبنانيين عبر الفضاء الإلكترونيّ لم تقل حدّة عن الاحتجاجات
على الأرض. فقد تابعت BBC الصور والفيديوهات التي تداولها
مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي اللبنانيين، والتي توثق المظاهرات والمواجهات بين
المحتجين وقوات الأمن، تحت أكثر من وسم (هاشتاغ)، أبرزها #لبنان_ينتفض و#اجا_وقت_نحاسب
و#كلن_يعني_كلن .
كما لفتت إلى أنّ وسم #لبنان_ينتفض
كان الأكثر تداولا في بعض الدول العربية الأخرى، حيث أعلن المغردون من خلاله تضامنهم
مع المتظاهرين.
وفيما أشارت "Sputnik عربي"،
إلى تصدّر كلمة "إرحل" للهتافات، أوضحت أنّ الحركة لباحتجاجية التي وجهت
الدعوات إليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لم تحظ بأيّ غطاء سياسي.
كما لفتت إلى حرص العديد من
الفنانين اللبنانيين على المشاركة في التظاهرات الشعبيّة الرافضة لسياسة الضرائب، سواء
بالنزول إلى الميادين أو الاكتفاء بالتعليق عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
كما علّقت
"الأناضول"، على احتجاجات لبنان، مشيرة إلى أنّ اللبنانيين لم يعد باستطاعتهم
تحمل دفع ضرائب جديدة، وسط أزمات اقتصاديّة متصاعدة، وفق هتافاتهم، التي لا تزال تملأ
شوارع بلادهم، في تحرك جديد لافت، وصف من مراقبين بأنه "انتفاضة" قد تقود
إلى تغيير جديد.
من ناحيتها، كشفت
"العربيّة" أنّ وسط بيروت استفاق اليوم السبت، على مشاهد تكسير طالت عدداً
من المحال التجاريّة، خلال التظاهرات الحاشدة التي انطلقت في مدن لبنانيّة عدة، احتجاجاً
على الطبقة السياسيّة برمّتها، والفساد المستشري والضرائب والأوضاع المعيشيّة المتردية،
مشيرة إلى أنّ المحتجين هتفوا في أنحاء البلاد، ضد كبار زعماء البلاد، وطالبوا باستقالتهم.