زيادة سعر ربطة الخبز قد تكون هي الشرارة الاكثر الماً التي ستشعل نيران الغضب والثورة في الشارع، علماً انها ليست هي السبب الوحيد الذي دفع اللبنانيين للخروج الى الطرقات، فان ارتفاع صرف سعر الدولار يومياً امام العملة الوطنية وما يرافق ذلك من زيادة لاسعار المواد الغذائية بشكل جنوني ومخيف، والتفشي الكبير وبشكل هستيري للبطالة في مختلف القطاعات الانتاجية والخدماتية واذلال الشعب امام حزب المصارف كلها عوامل تراكمت فوق بعضها البعض لاحتقان شعبي غامض سيتحوّل الى ثورة جياع لا احد يستطيع الوقوف بوجهها.
والمصيبة الكبيرة ان الشعب لا يرى ان تجاهل اهل الحكم لهذه التطورات المعيشية القاهرة وكأن الحكومة في وادٍ والشعب في وادٍ آخر. ولا نسمع من هذه الحكومة (مع بعض الاستثنائات الضئيلة جدأ) الادّعاء الفارغ بتحقيق الانجازات واتخاذ القرارات الاصلاحية لتحسين الوضع، بالكلام وليس بالفعل، فليس هناك قرار بالتأكيد باستعادة الاموال المنهوبة.
خمسة اشهر تقريباً مضت على هذه الحكومة ونحن نتجه نحو الانحدار بل بالعكس لا تزال المحاصصة هي المعتمدة والكفاءات والنزاهة كلام معسول للاستهلاك المحلي، فالمحسوبية لا تزال موجودة والطائفية والمذهبية واقتسام المغانم هي الاساس وما على الشعب سوى التفتيش على رغيف الخبز لكي يستطيع دفع ثمنه لاطعام اطفاله.
وكل من يلوم الناس على خروجهم الى الشارع والمطالبة بحقوقهم والاعتراض على ذلك ما هم الا من فئة المستفدين والانتهازيين والزبائنية وشعارهم عاش الملك مات الملك.