"لكل الثوار عصيان مدني "رسالة
وجّهها المعتصمون الى بعضهم كجملة واحدة اختصرت نبض الشارع المتني والكسرواني بعد
الاستماع الى ورقة الرئيس الحريري الإصلاحية. في حين تداعى "الثوار" الى
اجتماعات لتنظيم الحراك وتقرير الخطوات اللاحقة.
واشتعلت الساحة بعد كلمة الرئيس سعد
الحريري على جسر جل الديب. وقام عدد كبير من الشبان المتظاهرين بإقفال الطريق
البحرية بدرع بشري قاطعين الطريق من والى بيروت. وعلت الصرخات "العصيان
المدني.. العصيان المدني". وتوزّعت المناشير على الهواتف المحمولة للتجمّع
على جسر جل الديب يوم غد الثلاثاء وحرق كل الفواتير المستحقة للدولة. وطلبوا من كل
شخص جلب فواتيره من منزله وحرقها في مستوعب للنفايات.
البعض وصف الطبقة الحاكمة بـ
"مصّاصي الدماء "الذين سرقوا أموال العالم وخرّبوا بيوت الناس".
وقالوا: "ثورة .. ثورة"
ودعوا الى مهرجان كل يوم حتى تستقيل الحكومة.
بعضهم قال ليس عندنا مشكلة بتأليف
حكومة جديدة ولكن "لتستقيل هذه الحكومة". وأكد المتظاهرون أن لا جمهور
مقسوم ولا أعلام حزبية ولا ثقة بالمقررات ولا ثقة بالحكومة.
في الشفروليه حاول الجيش ازالة خيمة
كبيرة بالتفاوض مع المتظاهرين. وبعد المفاوضات أزال المتظاهرون الخيمة الكبيرة
وبقيت الخيم الصغيرة امتثالا لقرار الجيش على ان تظل الطريق مقطوعة من قصر بعبدا
باتجاه الشوفروليه وفرن الشباك والحدث. وتساءل المتظاهرون عن سبب نزول المغاوير
على الارض للإزالة الخيمة المغلقة. وقالوا اما كان بالإمكان ارسال ضابط أو مسؤول
امني؟
في الذوق علت صرخات الامتعاض فور
تلاوة الرئيس الحريري الورقة الاصلاحية. ورفع المعتصمون سقف المطالب قائلين: نحن
واضحون وأزمتنا المعيشية تتحدث عنا...من سنتين هم موجودون في الحكومة لم يستطيعوا
ان يفعلوا شيئا ..كيف سيستطيعون التغيير بنفس التركيبة...نحن سنعمل على اسقاط
الحكومة في الشارع ...لا ثقة فيهم لن نخرج من الشارع ..حكومة فاسدة...الناس تموت
على ابواب المستشفيات...كذب....يضحكون على الناس ليذهبوا الى بيوتهم...
وتضاحك المتظاهرون بخصوص تخفيض رواتب
الوزراء والنواب ووصفوها بالمضحكة وبالتمثيلية...وأضافوا لا نستطيع دفع رواتب
اولادنا بالمدارس...نريد استقالة الحكومة أو حكومة انتقالية... وليستلم الجيش
الحكم وهذا أشرف لكرامة الناس...كلام كذب وتدجيل ومنفقة ..لا نخاف من أحد الا من
ربنا. احدى المتظاهرات قالت: ابي في بلاد الغربة وبدل أن افكّر بمستقبلي انني
أفكّر بالبلد الذي يجب ان اسافر اليه. بعضهم قال: نطالب الذين حكمونا أن يفتحوا
أوراقهم امام مجلس دولي لاستعادة الاموال المهوبة.
وفي جبيل وبعد انتهاء كلمة رئيس
الحكومة سعد الحريري بدأ المزيد من المتظاهرين بالتوافد الى ساحة الاعتصام يرفعون
العلم اللبناني مطالبين برحيل الحكومة فوراً مؤكدين على عدم ثقتهم بقراراتها
ومطالبين بـ"ثورة شعبية" لإسقاط الحكومة رفضاً للوضع المعيشي الصعب.
وشاركت جبيل اليوم ايضاً بالاحتجاجات
الوطنية من خلال تظاهرات سلمية وأغنيات وطنية صدحت في سماء المدينة للتعبير عن
رغبة الحياة والعيش بكرامة.
وقام الفنان شربل شمعون بحفر عبارة
"ثورة 2019" على الصخرة الموجودة في مكان الاحتجاجات على الأوتوستراد في
مدينة جبيل.
وتعبيرًا عن ثقتهم ومحبتهم للجيش
اللبناني وكافة القوى الأمنية قيادةً وعناصر، وتعبيرا عن شكرهم لهم ولدورهم في
الحفاظ على الأمن، قام الطفل الياس مخول بو يونس، ابن بلدة العاقورة، بتوزيع
الورود على عناصر الجيش اللبناني والأمن الداخلي في جبيل قرب ساحة الاعتصام. واشار
المعتصمون أن هذه المبادرة الجميلة تمثّل أخلاق عائلته والجبيليين جميعًا.
كذلك بعد أن تعرضت صورة رئيس
الجمهورية ميشال عون للاحتراق مساء السبت، عند مدخل عمشيت، قامت البلدية برفع صورة
جديدة في المكان نفسه. كما نشرت صفحة الدفاع المدني في جبيل صورة لأحد المتطوعين
يحمل لافتة مكتوب عليها "نحن منكم وأهلكم وقلوبنا معكم "في رسالة للمتظاهرين.
وعلّقت الصفحة على الصورة بالتالي:
"ما تنسوا ٢٥٠٠ متطوع في الانتظار"
هذا وعقدت هيئة قضاء جبيل في التيار
الوطني الحر ومجلس القضاء اجتماعًا ضمّ النائب سيمون أبي رميا، مقرر لجان المناطق
في التيار الوطني الحر طوني أبي يونس، المنسّق أديب جبران، المقرّر بسام غانم، كوادر
التيار، مسؤولي ومنسقي الهيئات المحلية، للتباحث في أحداث الساعات الأخيرة في
البلاد وستبقى هذه الاجتماعات متتالية لمواكبة المستجدات.