بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 شباط 2018 07:00ص جهود الحريري في بعبدا تثمر رأباً للصدع الرئاسي على إيقاع التهديدات الإسرائيلية وفتنة الحدث

إتصال ودّي بين عون وبري وتأكيد على طي الصفحة ولقاء مصالحة الثلاثاء

حجم الخط
حصل ما كان يجب أن يحصل منذ نشوء أزمة مرسوم الاقدميات، وحصل تواصل مباشر بين الرئاستين الأولى والثانية.
أما وقد تم بعد أزمة استخدمت فيها كل الأسلحة، وانحرفت إلى مسار غير سوي بعد أخطاء جرت أخطاء ومناخات وتسريبات وكلام وتوصيفات فإنه بلا شك يشكل بداية جيدة لغسل القلوب أو حتى لإزالة الترسبات السابقة. ولكن لا يمكن التكهن أيضا ما إذا كان نوع من بداية جديدة بانتظار اللقاء الذي اتفق عليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري الثلاثاء المقبل في الاتصال الهاتفي بينهما وتحت نظر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري،  وهذا اللقاء سيتوّج عودة العمل داخل المؤسسات كما لحل معضلات وملفات، وان الغد لناظره قريب.
لكن كيف جرى ما جرى؟
 فصباح قصر بعبدا أمس لم يشبه غيره، وكانت ترددات الاتصالات من وإلى الرئيس عون تصل إلى الصحافيين، اتصالات كانت تعزز التوجه نحو المعالجة. وربما كانت أحداث منطقة الحدث نقطة التحوّل والتي تقع جغرافيا على تخوم بعبدا، وأتى بيان حركة «أمل» بالانسحاب من الشارع ليشكل محور تلقف بعبدا. 
وفي ذلك الوقت كانت لقاءات تعقد بعيداً عن الأضواء، وفهم أن النائب إبراهيم كنعان كان يزور القصر الجمهوري دوريا في حين أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم لعب دوره على أكمل وجه.
إذا اكتمل المشهد وكل شي حضر الأرضية المناسبة للتواصل بين الرئيسين عون وبري. ومهما يكن فإن ما ردده رئيس الجمهورية في اليومين الماضين سواء في بيانه أو حتى في لقائه مع الرابطة المارونية ساهم في إجراء تقييم شامل وذلك من قبل الفريق الآخر وهو كان تقييم موضوعي ولم يسجل فيه أي اعتراض.
أما الرئيس الحريري الذي بقي يتابع كل ما يجري خلال وجوده في تركيا فكانت له الحصة الوازنة من المعالجة حتى أن اتصال الرئيسين رتب نوعا من المصالحة بينه وبين رئيس المجلس النيابي، وما ترجيح حضوره يوم الثلاثاء المقبل إلا تأكيدا على ذلك. 
إذا كان بيان رئاسة الجمهورية عن الاجتماع بين الرئيسين عون والحريري ومضمون الاتصال متضمنا لكل المعلومات. وعلم أن هناك حرصا على الالتزام بحرفيته وعدم إضافة أي معلومات كي تبقى الأمور في إطارها الصحيح. أما ما تردد سابقا عن إصرار عين التينة على تقديم وزير الخارجية والمغتريبن جبران باسيل الاعتذار فلم يبحث في الاتصال. وكان التوجه للعمل على مواجهة التهديدات الإسرائيلية والحفاظ على الاستقرار. 
ووصفت مصادر الرئاسة الأولى الاتصال بـ«الودي». وبدا واضحا أن ما كان ينقل عبر محطة الـotv بعد صدور البيان الأول لرئيس الجمهورية لم يخدم الهدف، وأجج الاختلافات إلى أن وصلت الرسالة بالشكل الصحيح والمناسب.
و صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي:
«اجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اتصالاً هاتفياً بعد ظهر اليوم (امس)، برئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، وتداول معه في التطورات الراهنة والتهديدات الاسرائيلية الاخيرة بالنسبة الى البلوك 9 في المنطقة الاقتصادية الخالصة، والجدار الاسمنتي الذي تعمل اسرائيل على اقامته على الحدود الجنوبية.
وخلال الاتصال الذي سادته المودة، أكد فخامة الرئيس ان الظروف الراهنة والتحديات الماثلة امامنا تتطلب منا طيّ صفحة ما جرى اخيراً، والعمل يداً واحدة لمصلحة لبنان واللبنانيين. وعبّر دولة الرئيس بري عن تقديره لمبادرة فخامة الرئيس، ولدقة الظروف الراهنة وخطورتها، وتم الاتفاق على عقد اجتماع يوم الثلاثاء المقبل لدرس الخطوات الواجب اتخاذها لمعالجة التهديدات الاسرائيلية المتجددة والاوضاع العامة في البلاد».
وفي معلومات «اللواء» ان اتصال الرئيس عون ببري تمّ في حضور الرئيس الحريري الذي كان زار قصر بعبدا عند الرابعة والنصف من عصر أمس، وأجرى مع الرئيس عون عرضاً لآخر التطورات على الساحة المحلية، اضافة الى التهديدات الاسرائيلية للبنان واستهداف ثرواته الطبيعية.
بعد اللقاء، قال الرئيس الحريري: «التقيت فخامة الرئيس، وأطلعته على اجواء زيارتي الى تركيا، واتفقنا على خطوات بما يخص البلوك رقم 9 لاستخراج النفط والتحديات التي يواجهها لبنان في هذا المجال، وستكون لنا خطوات واضحة وصريحة في هذا الخصوص قريباً، ونحن نواجه عدواناً كبيراً في هذا الشأن».
اضاف: «ان شاء الله، ستكون الاجواء ايجابية بين فخامة الرئيس ورئيس مجلس النواب، ونعمل جميعاً من اجل التهدئة، وانا أعتبر ان كرامة الرئيس بري من كرامتي وكرامة الشعب اللبناني وفخامة الرئيس، وهو كلام نابع مني ومن فخامة الرئيس».
ولاحقاً، أعلن المكتب الإعلامي للرئيس بري في بيان ما يلي: «تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالا من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تناول المستجدات الراهنة والتهديدات، لا سيما الاسرائيلية، التي تتطلب العمل يدا واحدة لمصلحة لبنان.
وتم الاتفاق على عقد اجتماع يوم الثلاثاء المقبل لدرس الخطوات الواجب اتخاذها لمواجهة التهديدات الاسرائيلية المتكررة وبحث الاوضاع العامة في البلاد. كما تم الاتفاق على وقف الحملات الاعلامية».
وعبّر الرئيس برّي امام زواره عن ارتياحه للاتصال الذي اجراه الرئيس عون ووصفه بأنه كان جيداً، لكنه لم يدخل في تفاصيل ما دار من حديث بينهما، واكتفى بالقول: اشهد بالله اني لم أكن أود ان يحصل ما حصل في الشارع، على الرغم من اعتقادي بوجود طابور خامس أراد ان يدخل بين الطرفين لتأجيج التوتر في الشارع، والكل كان يعرف ان حركة «امل» كانت اول من بادر بالاتصال بالقيادات الأمنية والجيش لتنبههم إلى ما يتمّ تحضيره في الشارع.
وبالنسبة لكلام وزير الخارجية جبران باسيل، أوضح الرئيس برّي انه قال منذ اليوم الأوّل انه لا يريد اعتذارا لشخصه، بل من جميع اللبنانيين.
وعلم ان برّي أعطى توجيهاته إلى قيادات في الحركة بوقف الحملات الإعلامية والاشراف على التهدئة، مشددا علىانه ليس في وارد تعطيل الحكومة، نافيا ان يكون قد رفض لقاء الرئيس الحريري، عازيا عدم اللقاء إلى سفر رئيس الحكومة في الخارج، قائلاً: «هو في الخارج مولود وفي الداخل مفقود»، كاشفا انه كان في وارد اتصال الرئيس عون به منذ الظهر.
عون
وكان الرئيس عون أكّد امام زواره أمس على خطورة الموقف الذي صدر عن وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان حول البلوك رقم 9 في المنطقة الاقتصادية الخالصة في جنوب لبنان، داعيا الى التنبه الى ما يحيكه العدو الاسرائيلي ضد لبنان لاسيما وان ثمة من يعمل في الداخل والخارج على توفير مناخات تتناغم مع التهديدات الاسرائيلية بالاعتداء على لبنان وحقه في استثمار ثروته النفطية والغازية وذلك بذرائع مختلفة.
واشار الى ان لبنان تحرك لمواجهة هذه الادعاءات الاسرائيلية بالطرق الدبلوماسية مع تأكيده على حقه في الدفاع عن سيادته وسلامة اراضيه بكل السبل المتاحة.
والاوضاع العامة في البلاد كانت محور بحث بين الرئيس عون ووزير الاعلام ملحم رياشي الذي اوضح بعد اللقاء انه اجرى مع رئيس الجمهورية جولة افق في الشؤون العامة، وكان تأكيد على ضرورة المحافظة على الانتظام العام في البلاد وعلى عمل المؤسسات وحمايتها.
واضاف: «لقد اكد لي فخامته تمسكه الكامل باتفاق الطائف».
وعرض الرئيس عون الأوضاع المالية مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي اشار الى ان الوضع النقدي في البلاد ايجابي، وخلال شهر كانون الثاني الماضي زادت موجودات مصرف لبنان بالعملات الاجنبية بما يقارب مليار دولار اميركي. واضاف الحاكم سلامة ان الحركة طبيعية في القطاع المصرفي، وان مصرف لبنان مستمر في دعم القروض السكنية والانتاجية.
واوضح سلامة انه عرض مع الرئيس عون المعطيات التي تكونت عن زيارة مساعد وزير الخزانة الاميركية لشؤون مكافحة تمويل الارهاب مارشال بيلينغسلي في ضوء المحادثات التي اجراها خلال وجوده في بيروت.
وفي قصر بعبدا، امين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين - المرابطون العميد المتقاعد مصطفى حمدان الذي نقل عن الرئيس عون حرصه على المحافظة على الاستقرار في البلاد وحل الخلافات السياسية من خلال الحوار، وكذلك أمين عام حركة «التنظيم» عباد زوين ووفد «اليازا» برئاسة مؤسسه زياد عقل.