بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 كانون الثاني 2020 08:19ص حراك بيروت أطلق «أسبوع الغضب» .. «48 ساعة» للتّشكيل أو الاعتذار

جحافل الثوار تتجمهر امام دارة الرئيس المكلف (تصوير: جمال الشمعة) جحافل الثوار تتجمهر امام دارة الرئيس المكلف (تصوير: جمال الشمعة)
حجم الخط
شكّل «أسبوع الغضب»، الذي دعا إليه الحراك الشعبي في العاصمة بيروت، مُنطلقاً جديداً للثورة، بعد انقضاء فترة الأعياد واستقرار الأجواء المناخية، التي أعاقت تحرّكاته، حيث عادت بيروت أمس، لتنتفض مُجدّداً، ضد الفساد الذي تمارسه سلطة فاشلة ومُستبدة ضد الشعب والوطن، وبعد انقضاء المهلة التي منحها الحراك المدني لتشكيل حكومة موثوقة تستطيع أنْ تنهض بمشاكل الاقتصاد المنهار، وتضع حدّاً للفساد ومحاكمة الفاسدين والمتسبّبين به، كذلك استرجاع الأموال المنهوبة من الدولة، وإيجاد حلّ للأزمات المعيشية المتعددة والمستفحلة بالبلد، ولعل أبرزها الصعود الجنوني لسعر صرف الدولار مقابل الليرة، حيث عاد مشهد قطع الطرقات الى الواجهة في ظل اتّجاه إلى تصاعد الحركة الاحتجاجات خلال الأيام المقبلة.

التّشكيل او الاعتذار

وتحت شعار «الإنذار الأخير»، وصلت مسيرة انطلقت من جسر الرينغ إلى أمام منزل الرئيس المكلّف حسّان دياب في تلة الخياط بظل إجراءات أمنية مشدّدة، وندّد المتظاهرون بتكليف دياب، وأشاروا إلى أنّ «تسميته تمّت بفضل أحزاب السلطة»، إلا أنّهم أمهلوه 48 ساعة لتشكيل حكومة مستقلين وتقديمها الى الرأي العام او الاعتذار وإلا فالاتجاه الى مرحلة جديدة. وأكد العميد المتقاعد جورج نادر أن «المواطن وصل الى حد الانفجار والسلطة لا تفهم الا بالعنف وقطع الطرقات»، مضيفاً: «هذه المرة لا رجعة وننادي الشعب بأن يلاقينا».

اعتصام أمام المصرف المركزي

ومساءً، نظّم الحراك البيروتي مسيرة نحو المصرف المركزي في شارع الحمراء، وردّدوا هتافات مندِّدة بحاكم المصرف رياض سلامة وسياسة النهب التي تعتمدها المصارف، بقرار من الناهبين الأوائل المسؤولين الذين أوصلوا البلاد الى الإنهيار، واستولوا على أموال المواطنين، ورفعوا سعر الدولار، وقد حصل صدام بين المتظاهرين وفرقة مكافحة الشغب في قوى الأمن الداخلي، الا ان اعتصام المتظاهرين استمر حتى ساعة متأخرة، في ظل الإصرار على نصب خيم أمام المصرف وقطع الشارع بالحجارة. 


من امام مصرف لبنان.. كل سارقي المال العام إلى السجون (تصوير: جمال الشمعة)


مسيرات واعتصامات

وبصرخة واحدة تنادي بالمطالب المعيشية نفسها منذ انطلاق الانتفاضة في 17 تشرين، خرج الثوّار يتقدّمهم طلاب المدارس والجامعات الى الطرقات والاوتوسترادات في مناطق عدة من العاصمة، ولعل مفارقة الانتفاضة انضمام عدة مناطق الى عملية اقفال طرقات مثل فرن الشباك وميرنا الشالوحي والجديدة، وسط غياب الاشكالات مع الجيش والقوى الامنية كما كان يحصل سابقاً، وسُجّلت زحمة سير خانقة امتدت من وسط العاصمة الى قصقص، كذلك قطعت طرقات: فردان والمزرعة وجسر الرينغ فيما شهدت الشوارع الداخلية في العاصمة زحمة سير خانقة.

فرن الشباك تنضم إلى الحراك

 للمرّة الاولى، انضمت فرن الشباك الى دائرة قطع الطرقات، حيث قُطعت كل الطرقات المؤدية اليها من قبل عدد من المحتجين الذين اضرموا النار في الإطارات، في حين عمد بعض السائقين الى سلوك طريق فرعية داخل فرن الشباك، واستخدم المحتجّون الحجارة والاطارات المشتعلة ومستوعبات النفايات لقطع الطريق، كما قطعوا الاوتوستراد الخارجي بأعمدة الكهرباء والعوائق والحجارة، اضافة الى رمي الزيت المحروق على الارض لاعاقة مرور السيارات.

وليس بعيداً، قُطع اوتوستراد الحازمية - بيروت بالاطارات المشتعلة من قبل المحتجّين ما ادى الى زحمة سير خانقة في المحلة، كذلك، قُطع السير عند تقاطع المدينة الرياضية قبل ان يُعاد فتحه مع تقدّم ساعات النهار.

نصب الخيم على الرينغ

أما جسر الرينغ فقد كان بداية، مسرحاً لإشكالات بين القوى الأمنية والمحتجين بعد ان استقدم احد الشبّان قارورة غاز إلى وسط الطريق ما ادى إلى محاصرته من قبل عناصر قوى الأمن، وتعرّضه لحال إغماء لكنه ما لبث ان استعاد وعيه وأكد أنّ قاروة الغاز فارغة.

وركن احد المواطنين سيارته في وسط الطريق مساهمة منه، بحسب قوله، في عملية قطع الطريق وتضامنًا مع المحتجين، في حين حصل تلاسنٌ بين صاحب السيارة وعناصر قوى الأمن، الا ان التصعيد الثوري جاء من خلال قرار الحراك بنصب الخيم .. وحتى إشعار آخر. 


 
افترشوا الأرض على الرينغ (تصوير: محمود يوسف)

حاول إحراق نفسه 


على المقلب الآخر من جسر الرينغ، حاول شاب إحراق نفسه عبر سكب مادة البنزين على جسده فهرع إليه المحتجون ورشوه بالمياه إلا انه اصرّ على الاستمرار في محاولة احراق نفسه فتوجه إلى إحدى الحاويات المشتعلة، لكن محاولات المحتجين وبعض العناصر الأمنية حالت دون وصوله إلى الحاوية واستطاعت ثنيه عن الاستمرار في هدفه، واستمر اقفال الرينغ من جهة الأشرفية باتجاه بيروت بينما شهد المسلك الآخر زحمة سير خانقة، كما قُطعت طريق قصقص بالاتجاهين.


من قلب النيران.. الثورة مستمرة في قصقص (تصوير: طلال سلمان)