بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 كانون الثاني 2020 08:14ص حراك بيروت: مواجهات دامية في وسط العاصمة و«قوى الأمن» تحذّر

محتجون يحاولون إزالة الشريط الشائك نحو مجلس النواب محتجون يحاولون إزالة الشريط الشائك نحو مجلس النواب
حجم الخط
في اليوم 98 لثورة 17 تشرين الأول 2019، سقط عدد من الجرحى في وسط العاصمة بيروت أمس، وذلك خلال المواجهات التي تأجّجت بدءاً من بعد الظهر، وارتفعت حدّة التوتر والمواجهات بين المحتجين من جهة، والقوى الأمنية من جهة ثانية، حيث شهد وسط المدينة توسّعا بالاشتباكات بين الطرفين، وصلت إلى مداخل أخرى مؤدية إلى ساحة النجمة، بعدما كانت سابقاً محصورة أمام المدخل المحاذي لمحلات «باتشي» في شارع البلدية، في ظل استمرار إطلاق القنابل المسيّلة للدموع ورش مياه الإطفاء لتفريق المتظاهرين الذين عمدوا إلى أمطار القوى الأمنية بالحجارة، فيما سجّلت مواجهات وجهاً لوجه بين الطرفين في ساحة النجمة، حيث فكّك المتظاهرون خيمة تابعة لشرطة مجلس النوّاب وأحرقوها.. وحفاظاً على سلامتهم، دعت قوى الأمن جميع المتظاهرين السلميين إلى الابتعاد عن مكان أعمال الشغب.

فقد قام المتظاهرون برشق القوى الامنية بالحجارة والمفرقعات النارية بكثافة من خلف الجدار الفاصل بينهم وبين مجلس النواب، وأحرقوا صورة رئيس الحكومة حسان دياب، فيما فرّقت مكافحة الشغب المتظاهرين بخراطيم المياه بعد إزالتهم أجزاءً من الأسلاك الشائكة من أمام مدخل المجلس.

وسُجّلت حالات إغماء في صفوف المتظاهرين نتيجة إطلاق القنابل المسيلة للدموع، وانسحب المتظاهرون إلى الشوارع الداخلية قبل أن يعودوا مجدداً إلى أمام ساحة النجمة، ويمطروا عناصر قوى الأمن مجددا بالحجارة والزجاجات الحارقة التي أدت الى اصابة عدد من العناصر الأمنية، الذين ردوا على المتظاهرين بالقنابل المسيلة.

اتساع رقعة المواجهة

ومع احتدام المواجهة بين الطرفين، وفي ظل رمي القنابل المسيلة الدموع بكثافة، انتشر المحتجون في أرجاء الشوارع المحيطة بمداخل مجلس النواب، فيما اندلعت مواجهات بين المتظاهرين والقوى الامنية داخل «أسواق بيروت»، فحضر عناصر من شعبة المعلومات، وعملوا على إخراج المحتجين من الأسواق وبعض المقاهي، كما تم توقيف بعض المحتجين من مثيري الشغب ثم أُطلقوا لاحقا.

وبالتزامن، أحكم عناصر الجيش السيطرة على كل المداخل المؤدية إلى مجلس النواب، فيما تتصدى قوى مكافحة الشغب للمحتجين، في ظل عمليات كر وفر يشهدها محيط الصيفي، لجهة بيت الكتائب، في حين كان المحتجون أمام مسجد محمد الأمين، يلقون الحجارة والمفرقعات النارية وقنابل الـ»مولوتوف»، ويقابلها إطلاق القنابل المسيلة للدموع من قبل القوى الأمنية. 

كما أخلت القوى الأمنية ساحة جامع العمري، وأبعدت المحتجين إلى ما بعد تقاطع ساحة الشهداء باتجاه الصيفي، وردّت بالقنابل المسيلة للدموع على المفرقعات التي يرميها المحتجون، الذين تزايدت أعدادهم أمام جامع العمري في وسط بيروت. وقطع الجيش الطريق من السوديكو باتجاه وسط بيروت، بعدما قطع المحتجون الطريق أمام بيت الكتائب المركزي في الصيفي بالاتجاهين، وفانعدم السير من وإلى وسط بيروت.

وأفيد بأنّ محتجين قطعوا طريق عين المريسة باتجاه المرفأ، في حين رمى آخرون الحجارة على السيارات المارة من جسر الجميزة باتجاه المرفأ.

قوى الأمن تحذّر

ولفتت قوى الامن عبر «تويتر» الى ان «قوى الأمن تعرّضت للرشق الكثيف بالحجارة منذ اللحظات الأولى لوصول مثيري الشغب الى مكان التظاهرة، لذلك تطلب منهم وقف الاعتداءات على العناصر وعدم الإقتراب من السياج الشائك حفاظا على سلامتهم».

وفي تغريدة أخرى، نشرت قوى الأمن الداخلي عبر حسابها على موقع «تويتر» أنّ «أحد مثيري الشغب رمى مادة البنزين على مبنى مصرف لبنان وتكسير واجهة أحد المصارف، ولدى توجه المظاهرة الى مبنى جمعية المصارف، حاول رمي عبوة أخرى، فتم توقيفه من قبل قوى الأمن وضبط بحوزته 4 عبوات تحتوى على مادة البنزين وقنابل «مولوتوف» كان ينوي استخدامها في وسط بيروت».

تحطيم وسقوط جرحى

إلى ذلك، أشار «الصليب الأحمر» إلى وقوع خمسة جرحى حتى السادسة مساء في صفوف المحتجين، اضافة الى جريحان من قوى الأمن في ساحة النجمة، وتمّ نقل الجميع إلى مستشفيات المنطقة، وأعلن الصليب الأحمر أن  أربع فرق له متمركزة في وسط بيروت جاهزة لتلبية النداءات الطارئة ولإسعاف المصابين عند الحاجة، اضافة الى ثلاث فرق دعم توجّهت إلى وسط العاصمة.

كما حطّم المحتجون واجهات بعض المحال التجارية والممتلكات الخاصة في أسواق وسط بيروت، واحرقوا احدى الخيم البلاستيكية، وقام ملثمون في شارع المصارف بتفتيت الحجارة لتوزيعها على المحتجين، بغية رميها باتجاه القوى الامنية في ساحة النجمة  وأمام ذلك، قامت القوة الضاربة في شعبة المعلومات بعملية «تطهير» لشوارع أسواق بيروت، بعد أن أبعدت كل المتظاهرين الذين قاموا بتحطيم الممتلكات وأعادت الهدوء إلى هذه النقطة، كذلك، شهد جسر «الرينغ» انتشارا امنيا كثيفا للجيش اللبناني.

ومساءَ، أوقفت قوى الأمن شخصًا رمى مادة البنزين على مبنى مصرف لبنان وبحوزته قنابل مولوتوف كان ينوي استخدامها في وسط بيروت ضد عناصر قوى الأمن.




رش تجمّعات المحتجين في وسط بيروت بالمياه ( تصوير: جمال الشمعة – طلال سلمان)


مسيرة مصرف لبنان

في السياق، تجمّع عدد من المحتجين بعد ظهر أمس أمام مصرف لبنان في شارع الحمرا، ورفعوا شعارات منددة بسياسة حاكمه رياض سلامة الذي أوصل لبنان الى الإنهيار المالي الكامل، مطالبين باستقالته ومحاكمته أمام الرأي العام اللبناني وفق قضاء عادل ونزيه يعيد الإعتبار للوطن المنهوب والمسلوب، وللمواطن كرامته والحفاظ على معيشته، ونظموا مسيرة احتجاج انطلقت مساء ضد سياسة النهب التي تقوم بها المصارف وحاكمها، ووصلت المسيرة إلى أمام جمعية المصارف، حيث أطلقوا الشعارات وحاولوا الدخول الى المبنى، حين تصدت لهم قوى الأمن ومنعتهم من ذلك.

إقفال كورنيش المزرعة

وكان محتجون قد عمدوا منذ صباح أمس، الى اقفال عدد من الشوارع في العاصمة، وقطعوا السير عند تقاطع المدينة الرياضية – الكولا – كما قطع عدد من المحتجين طريق كورنيش المزرعة – البربير، وأقفل بعضهم الطريق نحو قصقص بحاويات النفايات التي أشعلوها وسط الطريق لمنع العبور، وشهدت شوارع العاصمة صباحا أزمة سير خانقة. 

وبعد ساعات قام عمال التنظيفات وعناصر الدفاع المدني بأعمال تنظيف الطرق من الدواليب المشتعلة، وإزالة العوائق ومستوعبات النفايات من وسط الطرق والمسارب في منطقة الكولا وجسر خلدة، وسط انتشار للجيش والحركة عادت طبيعية.

«المستقبل» يتبرّأ

هذا، وصدر عن هيئة شؤون الإعلام في «تيار المستقبل» ما يلي: «ذكرت محطة «تلفزيون الجديد» أثناء تغطية المواجهات قبالة مجلس النواب بعد ظهر اليوم، ان متظاهرين من «تيار المستقبل» يقومون برمي قوى الامن بالحجارة.

يؤكد «تيار المستقبل» عدم علاقته بالمواجهات لا من قريب ولا من بعيد، وأن هناك توجيها من القيادة بالامتناع عن المشاركة بأية تحركات، على صورة ما يجري في وسط بيروت».

من جبيل إلى جل الديب

وفي قضاء جبيل، أقفلت المدارس الخاصة والرسمية أبوابها أمس، بسبب الاحتجاجات التي انطلقت منذ مساء أمس الأول، في وقت نصب عناصر من فوج الفهود حاجزاً على المسلك الغربي لأوتوستراد كازينو لبنان، لتفتيش الباصات والحافلات التي تقل المحتجين الى وسط بيروت.

في وقت كان المحتجين في جل الديب ينفّذون وقفة احتجاجية عند خيمة الاعتصام المركزية، رفضا لتشكيل حكومة حسان دياب، معتبرين انها «مستنسخة عن الحكومة السابقة»، مطالبين بانتخابات نيابية مبكرة.