بعد أكثر من أربعة أشهر، وفي ظل المطالبات الشعبية باسترداد المال المنهوب، ومحاربة الفساد، ورغم صلف السلطة وتعنّنتها، واصلت مجموعات الحراك الشعبي البيروتي، مُضاف إليها عدد كبير من المواطنين تحركاتهم الأسبوعية ضد المصارف والسلطة معاً.
فقد شكلت في محلة الكونكورد بمنطقة فردان، وتحديداً أمام المركز الرئيسي لـ«بنك لبنان والمهجر»، يوم أمس الأول السبت، نقطة الارتكاز للانطلاق بمسيرة تحمل عنوان «ستدفعون الثمن»، باتجاه ساحة الشهداء، رفضا للسياسات المصرفية التي تستهدف صغار المودعين.
مع تزايد عدد المحتجين في محلة الكونكورد، جرى قطع الطريق من الثوار وسط انتشار لعناصر قوى الامن الداخلي، مردّدين شعارات «فليسقط حكم الدولار»، لينطلقوا بعد ذلك وسط إطلاق شعارات «يلا ثوري يا بيروت» و«يسقط يسقط حكم المصرف»، يتقدّمهم حملة صور أعضاء جمعية المصارف وأصحاب المصارف مدونة عليها عبارة «مطلوبين لمحكمة الشعب».
وما أن وصل المحتجون إلى أمام مصرف لبنان المركزي في الحمراء، حتى وقع إشكال وتدافع مع القوى الأمنية، بعدما عمد المحتجون إلى رشق البيض على مبنى المصرف، ولكن سرعان ما تمت معالجة الوضع، ليواصل المحتجون طريقهم ناحية كليمنصو، حيث توقفوا بالقرب من منزل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ورددوا شعارات مندّدة بجنبلاط ومشاركته بالسلطة على مدى الاعوام السابقة، ثم توالت المحطات أمام كل من المراكز الرئيسية لـ«فرنسبنك»، «بنك البحر المتوسط» و«بنك عوده» في باب إدريس.
مسيرة الأشرفية
بالتزامن، كانت مجموعة من المحتجين، تتجمّع في ساحة ساسين، تمهيدا للانطلاق بمسيرة شعبية تحت عنوان «ستدفعون الثمن»، وفق مسار بدأ من ساحة ساسين نحو بنك «بيبلوس»، فالهيئة العليا للتأديب، بنك «سرادار السوديكو»، فوزارة المالية بشارة الخوري وجمعية المصارف - الصيفي.
وحمل المحتجون الأعلام اللبنانية ولافتات ندّدت بالسياسات المصرفية، مردّدين «ثورة.. ثورة.. ثورة»، وسط حضور كثيف لممثلي وسائل الإعلام وإجراءات أمنية مشدّدة من جيش وقوى أمن داخلي. وأمام الهيئة العليا للتأديب أطلق الناشطون الهتافات المنددة بالحكومة، مطالبين بالنزول إلى الشارع.
وأمام «بنك بيبلوس»، أطلق المحتجون هتافات ضد حاكم مصرف لبنان، مطالبين برحيله وضد المصارف ومنها: «ليسقط حكم المصرف»، «ليسقط رأس المال»، «لن ندفع ثمن الازمة»، وغيرها..».
وأخيراً، وصلت المسيرة التي انطلقت من الأشرفية إلى ساحة الشهداء، بعد أن توقفت أمام جمعية المصارف، وكانت أعداد المشاركين ازدادت بشكل كبير لدى وصولها إلى بشارة الخوري، وسادت الأجواء الحماسية وسط هتافات طالبت بـ«التغيير والثورة»، ونددت بالزعماء والرؤساء.
أمام «العدلية»
ومساء أمس، نظّم عدد من المحتجين وقفة أمام قصر العدل في بيروت للمطالبة بصدور تشكيلات قضائية مستقلة.