بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 شباط 2020 12:04ص حوار مع مي مخزومي حول ظروف الزمن الصعب

نزرع الأمل بالغد والإيمان بالوطن عبر المساعدات التربوية والطبية والإجتماعية

تقديم العلاج للمرضى في مستوصفات المؤسسة تقديم العلاج للمرضى في مستوصفات المؤسسة
حجم الخط
نشر موقع «اللبنانية» مقابلة أجراها مع رئيسة مؤسسة مخزومي السيدة مي مخزومي حول الخدمات التي تقدمها المؤسسة والمشاريع التي تنفذها. ولفت الموقع إلى أن مراكز المؤسسة في مختلف المناطق اللبنانية تقدم رعاية شاملة وخدمات متخصصة لكافة الأعمار والطوائف والمذاهب لتسدّ فراغ عجزت مؤسسات الدولة عن سدّه.


رئيسة مؤسسة مخزومي السيدة مي مخزومي

ليس غريبًا هذا الكم الهائل من اللبنانيين على ابواب تلك المؤسسة الاجتماعية ينتظرون في قاعاتها لاجراء فحوصات طبية، أو الحصول على الدواء، أو حتى لتلقي التدريبات في مجالات مختلفة، في ظل تقاعس الدولة عن تأمين أبسط هذه الاحتياجات الضرورية. نعم أبسط الاحتياجات وأكثر بكثير تتوفر في مراكز مؤسسة مخزومي المنتشرة في مختلف المناطق اللبنانية.

بين بيروت وطرابلس وعرمون وبعلبك وزحلة وصيدا، مراكز تقدم رعاية شاملة وخدمات متخصصة لكافة الأعمار والطوائف والمذاهب لتسدّ فراغ عجزت مؤسسات الدولة عن سدّه.

ووسط الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة، تولي مؤسسة مخزومي أهمية كبرى للجانب الصحي، فتركز على (العناية الصحية، التوعية، الوقاية، العلاج، التلقيح، النظافة وغيرها...)، وتعتبرها خدمة أساسية وضرورية لابد من تقديمها. فيخضع المستفيدون لمعاينات طبية وفحوصات مخبرية، إضافة إلى خدمات التصوير الصوتي والأشعّة والأدوية الأساسيّة بكلفة تناسب الجميع، تقول رئيسة المؤسسة مي مخزومي في حديث عبر «اللبنانية». كما تنظم المؤسسة حملات توعية صحية. ففي المؤسسة جسم طبي مؤلف من عدد من الأطباء ذوي الاختصاصات المختلفة (طب أطفال، طب أسنان، طب نسائي، أمراض العيون، أنف أذن وحنجرة، طب عام، القلب والضغط وطب نفسي وعلاج فيزيائي)، بمعاونة فريق محترف من الممرضات والممرضين.

وبما أن هدف المؤسسة الجوهري يكمن في تطوير المجتمع، فقد جعلت من التعليم، المحرك الرئيسي في إنماء المجتمع، حقا أساسيًا، من هنا تقول مخزومي أن المؤسسة تعتمد برامج التدريب والتعليم المهني بهدف التشجيع على طلب المعرفة وتحفيز الاعتماد على النفس وإكساب مهن تمكن المستفيدين من الاندماج في المجتمع، والحصول على الاستقلالية المادية لمواكبة العجلة الاقتصادية كالبرمجة، المعلوماتية، الأشغال اليدوية والحرفية، فن الطبخ، الكمبيوتر والمحاسبة، والتزيين النسائي والماكياج غيرها، بأحدث الوسائل التعليمية.

لم تغفل مؤسسة مخزومي عن المشكلات والعقبات التي تواجه المرأة الأقل حظاً في المجتمع، فقد حرصت على تذليل العقبات أمامها بتهيئة السبل التي تمكنها من فرصة متابعة تحصيلها العلمي، وإعانتها على تخطي الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة، عبر تلقي التدريب والتمكين المهني المكثف المتمثل بدورات تدريبية عدة.

وتحرص المؤسسة على تنفيذ مشاريع تنموية تهدف الى تمكين الافراد والمجموعات من خلال تزويدهم بالمهارات، لإحداث تغيير داخل المجتمع إضافة إلى المشاريع التي تهدف إلى تعزيز مفهوم التنمية المستدامة.

فكان مثلًا مشروع «لنتحاور»، الذي تمكننا من خلاله من تطوير طرق تعزيز الحوار بين الشباب اللبناني من خلفيات ومعتقدات مختلفة، حيث قدموا مسرحيتين معًا لكسر حاجز الخوف من الآخر، وكذلك مشروع التدريب على مهارات تربية النحل وقد تمكنا من تدريب نحو ٢٥٠ امرأة على مهارات تربية النحل لتمكينهن للقيام بدور إنتاجي في مجتمعهن.

ويشكل مشروع «يلا نفرز» حافزًا للبدء بفرز النفايات الصلبة ووضعها في حاويات الفرز التابعة لمؤسسة مخزومي ليصار إلى تدويرها أو إعادة استخدامها.

وانطلاقًا من الرغبة القوية للمساعدة في تمكين المواطن، تؤمن المؤسسة قروضًا صغيرة لأصحاب المشاريع الصغيرة والموظفين ذوي الدخل المحدود والمتوسط ممن يرغبون في توسيع عملهم.

أما مشروع «باص المرح» فهو جزء من مشروع يهدف إلى حماية المرأة والطفل، وخصوصًا الأطفال العاملين المتواجدين في الشوارع، وقد تمكنا من خلاله من إعادة نحو ١٥٠ طفلًا إلى المدرسة.

ومن خلال برنامج الإغاثة، تعمد مؤسسة مخزومي على تلبية حاجات المجتمع اللبناني وغيره من الجنسيات، عبر تأمين خدمات الحماية والمساعدات الحياتية، بالشراكة مع مؤسسات وجهات حكومية وغير حكومية، محلية ودولية، كمفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين، والإتحاد الأوروبي ووزارتي الصحّة والشؤؤون الإجتماعية اللبنانية، وغيرهم.

من خلال كل هذه الخدمات تضيف مخزومي، خطونا خطوات كبيرة ونتطلع إلى تقديم مساهمات أكبر في السنوات المقبلة، وما الجوائز التي نالتها المؤسسة إلا تقديرًا لعطاءاتها، وهي التي لا تبخل فيها منذ نشأتها، ودليلًا على اعتراف المحافل الدولية بنشاطها الذي لم يتراجع خلال السنوات الماضية، وهو ما يعطينا دفعًا إلى الامام.

أما وقد وصلنا إلى هنا، تضيف مخزومي، فإن تحديات كبيرة ومصاعب جمة واجهت عملنا خصوصًا في بداياتنا بعد الحرب، أبرزها تغيير الذهنية وكسر حواجز الإختلاف المذهبي والطائفي والمناطقي، وبناء الثقة لتعزيز حس الإنتماء الوطني.

جانين ملاح