عاشت بيروت ليلة رعب جديدة بالتزامن مع "العدسة" الدولية المسلطة على لبنان، التي ترصد "تحركاته السياسية" وسياساته الاقتصادية، عشية انعقاد مؤتمر باريس للدول المانحة، وعلى وقع الانتفاضة انتظمت احتجاجات ومسيرات سلمية استهدفت على وجه خاص منازل المسؤولين من وزراء ونواب، تمثل اخرها في تحرك جال شوارع العاصمة اللبنانية مساء امس، ولدى وصوله منطقة فردان، كان في انتظاره قمع همجي تلقفته "العدسة" الدولية التي طالبت بتحقيق عاجل في الاحداث ومحاسبة المسؤولين عنها.
الاعتداء العنيف
وأدانت منظمة العفو الدولية ما وصفته بـ"الاعتداء العنيف" الذي تعرض له المتظاهرون السلميون في منطقة فردان في بيروت منتصف ليل أمس من قبل عناصر بلباس أمني وأخرى بلباس مدني أثناء مرور مواكب المتظاهرين السيارة يستدعي تحقيقا فوريا لمحاسبة المعتدين".
وأشارت المنظمة إلى أنها "رصدت منذ اندلاع الاحتجاجات في أكتوبر الماضي الاستخدام المفرط للقوة من قبل الأجهزة الأمنية والعسكرية ضد المتظاهرين السلميين".
وذكرت المنظمة أنها تحدثت إلى شهود عيان شاهدوا "اعتداء عناصر أمنية بالضرب على المتظاهرين وتكسير عدد من واجهات سياراتهم كما تم ترهيبهم وإهانتهم".
رصد العفو الدولية
وأكدت أمس انها رصدت "منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في لبنان الاستخدام المفرط للقوة من قبل الأجهزة الأمنية والعسكرية ضد المتظاهرين السلميين"، مضيفة انها وثقت "الاعتداءات التي تعرض لها المتظاهرون من قبل مناصرين لأحزاب موالية للحكومة والتي لم يفتح فيها أي تحقيق ولم تتم محاسبة أحد حتى الساعة".
وطالبت المنظمة السلطات اللبنانية بالتحرك "فورا لمحاسبة منتهكي حقوق الإنسان وحماية المتظاهرين وصون الحق في التظاهر السلمي"، مضيفة أن "غياب المحاسبة والإفلات من العقاب يسمح للمعتدين تكرار فعلتهم والتمادي باعتداءاتهم".
وانتشرت فيديوهات يظهر فيها رجال بزي أمني وآخرون بزي مدني وهم يمسكون العصى ويقومون بتفريق المتظاهرين.
الحريات الثقافية والإعلامية
من جانبه، اعتبر مركز الدفاع عن الحريات الثقافية والإعلامية "سكايز"، ومقره بيروت، أن ما حصل "انتهاك خطير للحريات في لبنان".
ورأى المركز أن "الاعتداءات تتواصل على الصحافيين والمراسلين والمصورين والناشطين وعلى المتظاهرين السلميين منذ بداية الاحتجاجات في لبنان، وتتفاوت تلك الاعتداءات في ضراوتها وشراستها بحسب المعتدين وانتماءاتهم المختلفة".
واعتبرت مجموعة "لحقي" التي تنشط في الحراك اللبناني في بيان ، "بلطجية قوى المنظومة اعتدوا على المواطنين خلال مسيرات سليمة في بيروت، في الوقت الذي تستمر فيه التوقيفات التعسفية والممارسة البوليسية في كافة المناطق في محاولة لكم الأفواه".
ودان الموقعون على البيان ما وصفوه بـ"الاعتداء الذي مارسته القوى الأمنية وشرطة مجلس النواب على الثوار بدل القيام بواجبها في حماية المواطنين ومنع الاعتداءات بحقهم".
منازل المسؤولين
وشهدت العاصمة اللبنانية بيروت الليلة الماضية احداثا تعرض خلالها متظاهرون للضرب من قبل عناصر أمنية أثناء مسيرة كانوا ينفذوها.
ووثقت مقاطع فيديو المواجهات بين الطرفين التي اندلعت عندما وصلت المسيرة إلى محيط منازل الوزراء والنواب في أرجاء المدينة، مما أدى إلى جرح عدد من الأشخاص وتحطيم عدد من السيارات.
وتظهر اللقطات المصورة عناصر أمنية يعتقد بأنها تنتمي إلى شرطة مجلس النواب، تعتدي على المواطنين والمتظاهرين في منطقة فردان في بيروت، بالقرب من مقر إقامة رئيس البرلمان نبيه بري، حيث قام العشرات من العناصر الأمنية بتحطيم زجاج السيارات بالعصي بشكل عشوائي والتعرض بالضرب للمواطنين والمتظاهرين في المنطقة، بحسب شهود عيان.
وقال ناشطون إنه أثناء توجههم إلى منزل وزير الأشغال السابق غازي العريضي للاعتراض على سياسة وزارة الأشغال التي اسهمت بكارثة تصريف مياه الامطار التي اغرقت اللبنانيين وممتلكلتهم، حضرت عناصر أمنية واعتدت على العشرات منهم بشكل "وحشي"، مأدى إلى إصابة عدد منهم بجراح، قبل ونقلهم إلى المستشفيات.
إعداد "اللواء"