أعلن الكاتب والسياسي رضوان السيد، في مؤتمر صحافي عقده في الاشرفية، انه قرر مع مجموعات من أهل السنة تأسيس تجمع وطني، مؤكدا «اننا مقتنعون بالعيش المشترك، وبنهائية الكيان اللبناني، وبالمواطنة الكاملة، وبالشرعيات الثلاث: الوطنية الدستورية والديمقراطية، والعربية والدولية ومعارضة السلاح غير الشرعي واعتماد النظام اللبناني على قوة التوازن».
وتناول السيد في مؤتمره تحديات الوضع اللبناني وإمكانيات الاستجابة والمواجهة، محددا معالم الوضع اللبناني الحالي في أربع نقاط أو ظواهر:
أولا: تبلور راديكالية شيعية في لبنان يقودها «حزب الله»، بلغت ذروة تمركزها ونفوذها في السنوات الأخيرة بالسيطرة على المؤسسات الدستورية الثلاث: رئاسة الجمهورية، ورئاسة المجلس النيابي، ورئاسة الحكومة.
ثانيا: إفلاس الدولة اللبنانية الذي قادت إليه سياسات الإنفاق الهائل من جانب الحكومات، ومن جانب اشتراعيات المجلس النيابي، ومن جانب المصرف المركزي وقطاع المصارف، وإلى جانب تلك السياسات غير الرشيدة، هناك الهدر الهائل، والفساد الهائل، الذي ما شهد له العالم المعاصر مثيلا.
ثالثا: الإصرار حتى الآن من جانب الراديكاليتين بالدرجة الأولى، على عدم الموافقة على الدخول في إصلاحات حقيقية، توقف النهب في المال العام أو بقاياه، وتتجاوز التقاسم والمحاصصات، وتسعى للعودة لحكم المؤسسات، وحكم القانون، ومعايير الشفافية والمساءلة، ومخاطبة العرب والعالم من أجل التضامن والمساعدة. وتدعونا الراديكاليتان للدخول في جنتي إيران والنظام السوري!
رابعا: إن شقاء الشعب اللبناني ويأسه هو الذي قاد لثورته في 17 تشرين الأول الماضي. وهي ثورة بالفعل لأنها تجاوزت الطائفية التقسيمية، وتجاوزت بل وانتفضت على الراديكاليتين المهيمنتين. وأعلن السيد انه قرر مع مجموعات من الكهول والشبان، معظمهم من أهل السنة، إقامة تجمع وطني.
وقال: «نحن وطنيون لبنانيون مقتنعون بالعيش المشترك، وبنهائية الكيان اللبناني، وبالمواطنة الكاملة، وبالشرعيات الثلاث: الشرعية الوطنية الدستورية والديمقراطية، والشرعية العربية، والشرعية الدولية، وهي الشرعيات التي تأسس عليها لبنان، واجتاز بها سائر الأزمات. ويعمل الراديكاليون على التنكر لها مرة بالدعوة لإلغاء الصيغة والكيان، ومرة بالدعوة للفدرالية».
اضاف: «نتطلع إلى أن يكون لنا أصدقاء وحلفاء، ولا شرط لدينا للعمل معا على المستوى الوطني إلا الاتفاق على الشرعيات الثلاث، ومعارضة السلاح غير الشرعي، واعتماد النظام اللبناني على قوة التوازن، وليس على توازن القوى المتقلب، والمسبب لانعدام الاستقرار».
وختم: «إنه تحد تاريخي كبير للبنان الكيان والنظام والعيش المشترك. ولا سبيل للخروج من المأزق إلا بتكاتف سائر الجماعات الوطنية من أجل الإنقاذ، فالمشكلة وطنية عامة، وليس لها إلا حل وطني. والتجمع الوطني الإسلامي اللبناني هو جهد جديد من أجل لبنان الدولة والوطن والدستور والعيش المشترك».