بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 آذار 2021 12:01ص سجال من العيار الثقيل بين بعبدا و«بيت الوسط» و«ميرنا الشالوحي»

الحريري: لا ننتظر رضى اي طرف خارجي لتشكيل الحكومة

حجم الخط
اعلن المكتب الاعلامي للرئيس المكلف سعد الحريري «إن الرئيس الحريري، وعلى عكس حزب الله المنتظر دائما قراره من ايران، لا ينتظر رضى اي طرف خارجي لتشكيل الحكومة، لا السعودية ولا غيرها، إنما ينتظر موافقة الرئيس عون على تشكيلة حكومة الاختصاصيين، مع التعديلات التي اقترحها علنا، في خطابه المنقول مباشرة على الهواء في 14 شباط الفائت، وليس عبر تسريبات صحافية ملغومة كما يبدو الحال اليوم».

ورأى ان «حزب الله» يناور لاطالة مدة الفراغ الحكومي بانتظار أن تبدأ ايران تفاوضها مع الادارة الاميركية الجديدة.

فقد صدر عن المكتب الاعلامي للرئيس الحريري البيان التالي امس: نشرت صحيفة الاخبار اليوم (امس) خبرا مفاده ان رئيس الجمهورية ميشال عون ابلغ اللواء عباس ابراهيم انه سيكتفي بتسمية خمسة وزراء اضافة الى وزير الطاشناق في حكومة من 18 وزيرا، واصر في المقابل على ان يحصل على حقيبة الداخلية، على ان يمتنع النائب جبران باسيل عن منح الحكومة الثقة، وان المفاجأة كانت ان الرئيس الحريري رفض اقتراح عون. وساقت الصحيفة تفسيرا لذلك ان الرئيس الحريري لا يريد تشكيل حكومة قبل نيل رضى السعودية.

يهم المكتب الاعلامي للرئيس الحريري ان يوضح ما يلي: اولا: إن الرئيس الحريري، لم يتلق اي كلام رسمي من الرئيس عون في هذا الصدد، ما يوحي بأن من يقف خلف تسريب مثل هذه المعلومات انما يهدف فقط الى نقل مسؤولية التعطيل من الرئيس عون والنائب باسيل الى الرئيس الحريري.

ثانيا: إن الرئيس الحريري، وعلى عكس حزب الله المنتظر دائما قراره من ايران، لا ينتظر رضى اي طرف خارجي لتشكيل الحكومة، لا السعودية ولا غيرها، إنما ينتظر موافقة الرئيس عون على تشكيلة حكومة الاختصاصيين، مع التعديلات التي اقترحها الرئيس الحريري علنا، في خطابه المنقول مباشرة على الهواء في 14 شباط الفائت، وليس عبر تسريبات صحافية ملغومة كما يبدو الحال اليوم.

ثالثا: إن تطابق هذا التفسير الذي تسوقه الصحيفة لرفض مزعوم من الرئيس الحريري مع كلام نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في حديثه التلفزيوني امس، ووروده في صحيفة الاخبار تحديدا اليوم، يعزز الشعور ان الحزب من بين الاطراف المشاركة في محاولة رمي كرة المسؤولية على الرئيس الحريري، لا بل يناور لاطالة مدة الفراغ الحكومي بانتظار أن تبدأ ايران تفاوضها مع الادارة الاميركية الجديدة، ممسكة باستقرار لبنان كورقة من اوراق هذا التفاوض.

رابعا: مع التأكيد على ان اي طرف، لا اللواء ابراهيم ولا غيره، لم يبلغ الرئيس الحريري بأنه مكلف من رئيس الجمهورية رسميا بنقل عرض له، يبقى السؤال: اذا كانت كتلة التيار الوطني الحر ستحجب الثقة عن الحكومة وتقوم بمعارضتها، فما هو مبرر حصول رئيس الجمهورية على ثلث اعضاء الحكومة (خمسة زائد واحد من اصل 18)، كما يزعم من يقف وراء التسريب في الاخبار، في وقت كان الرئيس عون نفسه هو من يرفض في عهد الرئيس السابق ميشال سليمان ان يكون لرئيس الجمهورية اي وزير في الحكومة، إذا لم يكن لديه كتلة نيابية تساهم في منحها الثقة ودعمها؟

خامسا: إذا كان قرار التيار الوطني الحر هو فعلا حجب الثقة عن الحكومة ومعارضتها، فلماذا قام رئيس التيار بتعطيل تشكيل الحكومة لمدة خمسة اشهر قبل ان يعلن موقفه، بعكس ما كان قد التزم به رئيس الجمهورية ليبرر الحقائب الست من اصل 18 في سعيه للثلث المعطل؟

اخيرا، يؤكد الرئيس الحريري في ضوء ذلك على التزام المواصفات الحكومية التي انطلق منها منذ اللحظة الاولى للتكليف، سواء بالنسبة للعدد او بالنسبة لمعيار الاختصاص غير الحزبي، وهو يعتبر ان التزام المبادرة الفرنسية يتكامل مع المطالب الشعبية التي تنادي بحكومة قادرة على مواجهة التداعيات الاقتصادية والمالية والمعيشية، ولجم انهيار الليرة وفتح الطريق امام اصلاحات جدية توقف النزف الراهن.

باسيل يرد: الحكومة مخطوفة

ورد المكتب الاعلامي لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في بيان على كلام الرئيس الحريري فقال: ظَهر بالعين المجرّدة ان الرئيس سعد الحريري غير جاهز لتشكيل الحكومة لأسباب خارجية معلومة كنّا قد امتنعنا عن ذكرها سابقاً إعطاءً لفرص إضافية.

أمّا أن يقول الآن اننا عرقلنا الحكومة 5 اشهر قبل ان نعلن موقفنا اليوم بعدم المشاركة فيها وعدم اعطائها الثقة، فإننا نذكّر انّنا اعلّنا هذا الموقف منذ الاستشارات النيابية وبعشرات البيانات والمواقف، اكانت شخصية أو من التكتّل أو الهيئة السياسية والمجلس السياسي للتيار وصولاً للظهور الاعلامي الأخير لرئيس التيار.

وكان التيار قد أبلغ دولة الرئيس مباشرةً في المجلس النيابي إبّان الاستشارات النيابية انّ رئيس الجمهورية يمثلّه (بالتشاور وبالتمثيل النيابي في الحكومة) ومطلبه الوحيد هو تحقيق المعايير الموحّدة دستورياً وميثاقياً من اجل اعطاء  الموقف الإيجابي من التشكيلة الحكومية. 

امّا القول انّنا والرئيس عون كنا نرفض أن يحظى رئيس الجمهورية ميشال سليمان بأي وزارة من دون كتلة نيابية فهو غير صحيح اطلاقاً، والبرهان على ذلك هو الحكومات التي تألّفت وحصّة الرئيس سليمان فيها التي كانت بالحدّ الأدنى 3 وزراء بينهم واحد للدفاع وآخر للداخلية، والتأكيد على ذلك هو منطقنا السياسي المعروف ان رئيس الجمهورية القوي هو الذي يضيف على قوّة موقعه في الدستور، قوّة التمثيل لدى الكتلة النيابية التي تنتمي اليه.

من كل ذلك واكثر من المغالطات التي أوردها بيانه، يتضّح للخارج المنتظر وللداخل الملتهب، انّ الرئيس الحريري قد اخترع معضلة جديدة امام تشكيل الحكومة وهو يقوم بما اعتاد عليه وكنا قد نبّهنا منه، اي بحجز التكليف ووضعه في جيبه والتجوال فيه على عواصم العالم لإستثماره، دون اي اعتبار منه لقيمة للوقت الضائع والمُكلِف، الى ان يجهز ما هو بانتظارِه. 

ايّها اللبنانيون ان حكومتكم الموعودة مخطوفة، ولن يكون ممكناً استعادتها سوى برضى الخارج او بثورة الداخل.

رد على الرد

وسرعان ما رد المستشار الإعلامي للرئيس الحريري حسين الوجه عبر «تويتر» على بيان رئيس التيار الوطني الحر، فكتب: «نشكر جبران باسيل على بيانه الذي يؤكد ما كان واضحا منذ اللحظة الاولى للرئيس عون:  من ١٨ وزيرا، ٣ وزراء اختصاصيين غير حزبيين للرئيس عون ان يقترحهم اذا لم تكن كتلة التيار تنوي منح الحكومة الثقة، و٣ وزراء اضافيين اذا التزمت كتلته بالثقة».

أضاف: «كما نشكر جبران باسيل على ابلاغ اللبنانيين بوضوح في بيانه بان التيار الوطني الحر وتكتله النيابي لم يعودا ممثلين لرئيس الجمهورية وانه بات في صفوف المعارضة للعهد وللحكومة المقبلة».