بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 كانون الأول 2018 12:01ص سليمان محاضراً في اليسوعية: هناك من يستسهل الفراغ المدمر والدستور يحتاج لسد الثغرات

والحل بتحييد لبنان عن صراعات المحاور وإقرار الاستراتيجية الوطنية للدفاع

الرئيس سليمان محاضراً في الجامعة اليسوعية (تصوير: طلال سلمان) الرئيس سليمان محاضراً في الجامعة اليسوعية (تصوير: طلال سلمان)
حجم الخط
اكد الرئيس العماد ميشال سليمان ان «لبنان وطن الرسالة بامتياز»، داعيا الشباب «لكي يكون لديهم الامل بهذا الوطن لان شعبنا ملتزم بالعقد الاجتماعي والحياة المشتركة والعيش معا، ولكن الطبقة السياسية هي التي افسدت الحياة السياسية»، مجددا التأكيد ان «الدستور يحتاج الى سد الثغرات التي ظهرت من خلال الممارسة، ولكن عندما يقول رئيس الجمهورية كلمته لا يستطيع احد ان يردها وموقف الرئيس يسمع في كل العالم عندما يتكلم من منطلق سيادي»، معتبرا ان «اول من يجب ان يدخل الى السجن هو من يعطل الدستور ومن يحمل سلاحا غير شرعي ويعتدي على سيادة الدولة والسلم الاهلي»، مبديا الاسف الشديد لان «هناك من يستسهل الفراغ حتى اصبح التعطيل في لبنان مصيبة يجب الخروج منها كونها تدمر كل شيء».
مواقف الرئيس سليمان جاءت مساء امس خلال اللقاء الذي جمعه في كلية الاداب والعلوم الانسانية في الجامعة اليسوعية، بدعوة من قسم التاريخ والعلاقات الدولية مفتتحا الحلقات الحوارية تحت عنوان «24 ساعة بحياة الرئيس»، وبعد النشيد الوطني اللبناني، ثم كلمة ترحيبية من رئيس قسم التاريخ والعلاقات الدولية في الجامعة اليسوعية الدكتور كريستيان توتل، تحدث الرئيس سليمان، طالبا الوقوف دقيقة صمت لأجل كل الشهداء، ثم قدم بصورة مباشرة عرضا عن سيرته الذاتية ومراحل حياته، وصولا الى تسلمه قيادة الجيش وهو اكثر ضابط خدم في الجيش اذ استمرت خدمته لـ41 عاما وانتهاء بانتخابه رئيسا للجمهورية وهو اول رئيس بعد الطائف ينتخب بعد خروج الوصاية السورية».
وفي عرضه لمسار مسؤولياته، قال: «لقد جعلت من الجيش اللبناني جيشا للوطن والشعب لا جيشا للنظام، وكانت لي محطات اساسية في قيادة الجيش ابرزها مكافحة الارهاب والمحافظة على حرية التعبير في 14 آذار والقيم الانسانية والعودة الى الجنوب وكرست الكفاءة في الجيش».
وعن مرحلة الرئاسة، قال: «أول ما عمدت الى تكريسه هو ارساء العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وسوريا، وأعدت لبنان إلى الخارطة الدولية، لأنه إبان الوصاية كانت هي من تملي علينا بطريقة غير مباشرة علاقاتنا الدولية وما هو مسموح وما هو ممنوع، وهذه العلاقات التي أقيمت أثمرت أمرا مهما جدا، إذ ان الميثاق الوطني الذي عقد في العام 1943 تحول عبر اعلان بعبدا الى وثيقة دولية، وتمكنت من اقناع دول القرار بانشاء مجموعة الدعم الدولية للبنان لدعمه سياسيا واقتصاديا وعسكريا، وطرحت الاستراتيجية الوطنية للدفاع، وأسارع إلى القول إن أمرين مطلوب من لبنان اعتمادهما سريعا وهما: تحييد لبنان عن صراعات المحاور والحروب الخارجية، وإقرار الاستراتيجية الوطنية للدفاع، كما قبلنا التحدي وانتخبنا عضوا غير دائم في مجلس الامن لسنتين وخاض لبنان هذه التجربة التي كانت محل ابهار دول العالم اذا كان الاداء ممتازا».
وأضاف: «ان وضع لبنان على الخارطة الدولية عزز الاقتصاد بشكل كبير جدا ووصلنا في العام 2010 الى نسبة نمو بلغت 9،5 في المئة اين نحن منها اليوم؟ وعملت على دعم الجيش لان الثقة الدولية دفعت الى وضع زيادة الدعم للجيش على السكة الصحيحة، كما استصدرت قانون برنامج لتسليح الجيش من خلال خطة خمسة لا زالت مستمرة. كما عززنا القوى الامنية ما أدى الى كشف شبكات التجسس والارهاب، وصدرت قوانين مهمة كما عزز دور القضاء من خلال المحاسبة الذاتية وتم صرف أكثر من قاض وأنجزنا أول تشكيلات قضائية، من دون أي تدخل سياسي بحيث وقع المرسوم كما ورد من مجلس القضاء الاعلى، كما أنجزنا خطوة تسجيل الزواج المدني ولكن بعد ذلك توقف التسجيل، وكرسنا شطب الطائفة عن الهوية».
وتوجه الى الطلاب بالقول «عليكم التمرد على رياح التشرذم والتفرقة والاحباط، والانخراط في الحياة السياسية، وهدم الحصون الطائفية والمذهبية، والانخراط اكثر في صفوف المجتمع المدني، وانا من المطالبين بقوة بالسماح لمن هم في سن الثامنة عشرة بالاقتراع وايضا مشاركة المرأة بفعالية في الحياة السياسية».
ثم دار حوار حيث رد الرئيس سليمان على اسئلة الطلاب، فأكد ان «اللقب الاحب على قلبه هو عماد، بالاضافة الى ما سمعته في الآونة الأخيرة في أحد المناسبات حين خاطبوني بـ«فخامة التواضع» وأنه لا يشتاق الى قصر بعبدا»، مسجلا الدور المحوري لزوجته السيدة وفاء سليمان التي ساعدته كثيرا «كونها تحب الحياة العسكرية»، 
وقال ردا على سؤال: «الاصعب كانت رئاسة الجمهورية لأنه في قيادة الجيش أعمل مع فريق عمل متجانس في تربيته وتنشئته العسكرية، بينما في السياسة لا دين ولا يقين، وللاسف التعطيل في لبنان مصيبة يجب الخروج منها، وتمنيت لو استطعت أن أضع حدا نهائيا للفساد السياسي الاخطر الذي يعطل انتخاب رئيس جمهورية ويمدد لمجلس النواب ويمنع تشكيل الحكومة، وقوننة الزامية حضور النائب جلسات مجلس النواب في الاستحقاقات الدستورية».
أضاف: «لقد نجحنا في إعادة لبنان الى الخارطة الدولية ومن دون إذن من أي وصاية، وكنت اول رئيس جمهورية يزور مقر (اليونيفيل) في الناقورة بعد 30 عاما من وجودهم في لبنان».
واعتبر أن «إعلان بعبدا هو أهم وثيقة وفاقية صدرت منذ العام 1943»، واذ اشار إلى ان السوري خرج من لبنان ولم تحصل ضربة كف واحدة ولم ينقسم الجيش كما كان يتم التهويل من قبل البعض، اكد ان الجيش منع بدء الربيع الدموي من لبنان عند استشهاد الرئيس رفيق الحريري وحوله الى ربيع ديمقراطي، ونحن أول من استطاع ضرب الارهاب في لبنان قبل أن تفرخ داعش في دول أخرى».
وعن محاربة الفساد، قال: «أكبر فاسد دخل السجن في عهدي كان ميشال سماحة وكلفني ذلك عداوات مستمرة الى اليوم، وأيضا بدأنا بالقضاء الذي طلبت منه ألا يخضع للتهديد والترهيب».
وأعلن ان اصعب قرار اتخذه في حياته العسكرية كان «رفض طلب السلطة السياسية قمع مظاهرات 14 آذار وهذا القرار أصعب من قرار خوض معركة نهر البارد الذي كان واجبا وفاء لشهداء الغدر، اما في حياتي السياسية فهو قرار الدخول الى عضوية مجلس الامن الدولي واتخاذ المواقف الصحيحة».
وكشف ان الارهابي شاكر العبسي استطاع الهرب عبر نقاط الوصل بين وحدات الطوق على المخيم حيث انتقل الى مخيم البداوي ومن ثم الى سوريا، أما بالنسبة لما حصل في عرسال فكان يجب ألا يخرج من ذبح العسكريين وقاتل الجيش عبر البوسطات المكيفة، مذكرا انه «لم يكن رئيسا لدى مهاجمة عرسال من قبل داعش بل كان الفراغ سائدا على قاعدة التعطيل المتكرر».
وعن العلاقة مع «حزب الله»، قال: «حزب الله يترأس تحالف 8 آذار وأنا دافعت عن المقاومة في المنتديات الدولية، ولكن حزب الله سرعان ما انخرط في حروب المنطقة من دون ان يقف على رأي طرفي الثلاثية الجيش والشعب اي الدولة وما يرتبه ذلك من تبعات على لبنان».
وكشف ان ما عطل «وسيط الجمهورية هو الخلاف بين القوى السياسية الوازنة في مجلس الوزراء وللاسف على طائفة وسيط الجمهورية».
وعن تعرضه لتهديد مباشر وهو في الرئاسة قال: «هناك الكثير من التهديدات المحفوظة وهي من الأسرار التي اطلعت عليها قيادة الجيش، انما يمكنني الحديث عما حصل عقب عيد الجيش في الاول من آب 2013 يوم القيت خطابا في تخريج التلامذة الضباط التي حملت دورتهم اسم ضابط شهيد عزيز جدا على قلبي، يومها تحدثت عن هذا الضابط ومعنى شهادته الحقيقية وهو الذي استشهد في معركة نهر البارد ودمه روى التراب اللبناني، وفي ذات الليلة استهدف القصر الجمهوري بصاروخين سقطا في محيطه والأجهزة الامنية رجحت الجهة أنها من الاسلاميين المتطرفين».
وكشف أنه «في أحد اللقاءات مع الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي بادرني الى القول ما رأيك لو نخرج سويا بعد اللقاء وتعلن الاستعداد للتفاوض مع اسرائيل، فقلت له على الفور لبنان آخر بلد يفاوض واسرائيل وآخر بلد يعقد معها سلام».
وبعد اللقاء، أخذت الصور التذكارية وتم الاتفاق على استكمال اللقاءات في الايام المقبلة، حول أمور لم يسمح الوقت في تناولها بالتفصيل والايضاح.
من جهة ثانية، شدد الرئيس سليمان على «ضرورة ملاحقة جميع المخلين بالأمن وعدم التهاون مع أي يد تمتد إلى المؤسسات الأمنية الحامية للشرعية والساهرة على حفظ الأمن»، معتبرا ان «اعتداء الشراونة على الجيش دليل على الاستخفاف بالدولة وهيبتها، في ظل السلاح المتفلت الذي يرهب الناس ويحصد ضحاياه الأبرياء، تارة من المدنيين وتارةً أخرى من العسكريين الأبطال، كان آخرهم شهيد الجيش اللبناني رؤوف حسن يزبك».
وأكد خلال استقباله المنسقة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان برنيل كاردل ضرورة التزام القرار 1701 وتطبيقه بالكامل، شاكرا المجتمع الدولي على «حرصه الدائم وسعيه لتقوية المؤسسات الشرعية في لبنان والتزامه الدائم ضرورة تحييده عن صراعات المحاور، لأنه لا استقرار ماليا ولا اقتصاديا ولا سياسيا قبل ثبات لبنان في الموقع المحايد والمحيَّد عن محيطه المشتعل».
كذلك استقبل النائب زياد الحواط، ثم الوزير والنائب السابق محمد يوسف بيضون، وبحث معهما في شؤون سياسية ومناطقية.