مستغربة موافقة وزارة الداخلية السورية على السماح للبنانيين المغادرين من مطار دمشق إلى مطار بيروت حصرا، باستخدام البطاقة الشخصية، عوضا عن جواز السفر ، ففي أي إطار توضع هذه المذكرة؟
العميد الركن والباحث في الشؤون السياسية والأمنية خالد حمادة قال لـ" اللواء" إن هذه المذكرة والموقعة من مدير إدارة الهجرة والجوازات والذي يتيح للمواطنين اللبنانيين الموجودين في سوريا ان يستخدموا مطار دمشق الدولي نحو مطار بيروت باستخدام بطاقة الهوية دون ان يكون هناك فعلا اي اجراء مماثل او تكميلي لهذا الإجراء أو اي تنسيق مع السلطات اللبنانية، إنما هو نموذج قديم متجدد من إمعان السلطات السورية دائماً في التعاطي مع لبنان وكأنه محافظة سورية.
وأضاف السلطات في لبنان لا تستقبل اي لبناني عبر مطار بيروت الدولي الا اذا كان مزودا بجواز سفر، فبالتالي ماذا ستفعل السلطات اللبنانية عندما يحضر هؤلاء اللبنانيين من دمشق إلى بيروت حاملين بطاقات الهوية فقط؟، هل ستقدم على التدقيق ببطاقات الهوية وتستبقي اللبنانيين موقوفين؟
ورأى حمادة ان إصدار مذكرة عن طريق موظف هو اقل من مستوى وزير وأقل من مستوى مدير عام وزارة بهذه الطريقة، فيه نوع كبير من التحقير للسلطات اللبنانية وكافة إداراتنا.
وأردف قائلا" حتى عندما ورد لبنان في المذكرة عادوا الى استعمال التسمية القديمة "القطر اللبناني الشقيق" فيما لبنان دولة منتسبة الى الأمم المتحدة ودولة مستقلة ذات سيادة لا زالت في تسمية سوريا "قطر شقيق" وجزء من جمهورية سورية كبرى مفترضة ولبنان جزء منها.
وراى انه كلما هدأت العمليات العسكرية في سوريا وكلما تداعى الوضع السياسي والاداري والاقتصادي في لبنان من قبل حلفاء سوريا اي حزب الله والتيار الوطني الحر ،كلما ازدادت المحاولات السورية للتطاول على لبنان والتصرف على أساس ان لبنان ليس دولة موجودة ولا ذات سيادة.
وقال حمادة إن المطلوب من الحكومة اللبنانية ان ترد على هذا الموضوع وأن تثيره ان لم يكن عن طريق رئاسة الحكومة التي تبدو متقاعسة ومتقاعدة عن كل مهماتها، عن طريق الرأي العام اللبناني في سبيل وقف هدا المنحى القديم الجديد للسلطات السورية.