بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 تموز 2019 12:08ص شدّ حبال بين رئيس الحكومة ووزراء باسيل حول النصاب سبق الإعلان عن تأجيل مجلس الوزراء

الحريري ليس مع الإحالة إلى المجلس العدلي إذا تمّ تسليم المتّهمين بإطلاق النار إلى القضاء

الرئيس الحريري يعلن عن تأجيل جلسة مجلس الوزراء (تصوير: طلال سلمان) الرئيس الحريري يعلن عن تأجيل جلسة مجلس الوزراء (تصوير: طلال سلمان)
حجم الخط
لم يكن انعقاد جلسة مجلس الوزراء امرا عاديا في ظل التطورات الامنية والسياسية الجارية، والاحتقان الجاري من جراء التداعيات التي رافقت احداث عاليه وتحديدا قبرشمون، الجلسة التي كان من المنتظر عقدها عند الحادية عشر والنصف في السراي لم تلتئم بعد ان تأخر وزراء «تكتل لبنان القوي» عن الحضور قرابة الساعتين، مما استدعى  عقد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مؤتمرا صحافيا عند الثانية من بعد الظهر للتحدث عن مجمل المستجدات والتطورات الجارية وهو اعلن انه بعد اكتمال النصاب في مجلس الوزراء، قرر تأجيل الجلسة  الى وقت يعلن لاحقا  ريثما يتم تنفيس الاحتقال السائد حاليا في الشارع ويأخذ القضاء مجراه، معبرا عن اسفه واسف الحكومة لسقوط الضحايا ومتمنيا الشفاء العاجل للجرحى.

وابدى الرئيس الحريري  ارتياحه للتجاوب الكبير بين جميع الافرقاء لحل المشكلة التي حصلت، مؤكدا ان الاولوية بالنسبة للمواطنين، ليس الخطابات السياسية التصعيدية وانما تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي ومشددا على ان الامن بالنسبة له هو خطّ احمر.

بعد رفع الجلسة تحدث الرئيس الحريري للصحافيين فقال: بداية اود ان اعلن  باسمي وباسم الحكومة عن اسفنا العميق للضحايا والجرحى الذين سقطوا خلال اليومين الماضيين، فدماء كل شاب لبناني غالية علينا جميعا ولاي حزب انتمى. أوجه تعازينا الحارة لاهل الضحايا متمنيا الشفاء العاجل والسلامة للجرحى وان يتجاوز الجبل وكل لبنان هذا القطوع.

اضاف: «هناك اخبار كثيرة صدرت في وسائل الاعلام حول تفجير جلسة مجلس الوزراء، الا ان ما حصل اليوم هو ان النصاب كان مكتملا وأتى الوزراء ولكن كما تعلمون هناك مشكلة في البلد وبسببها قررنا ان نعطي انفسنا بعض الوقت، وانا وافقت ان اترأس حكومة وفاق وطني، لا حكومة خلاف وطني».

وقال: «نحن بحاجة الى 48 ساعة لتنفيس الاحتقان، لذا قررت تاجيل الجلسة ولكي ياخذ القضاء مجراه، وقد تم اليوم (أمس) تسليم بعض المطلوبين كما القى الجيش اللبناني القبض على مطلوبين اخرين والقضاء سياخذ كل الخطوات لمعاقبة من ارتكبوا هذه الجريمة».

ثم دار حوار اجاب خلاله الرئيس الحريري على اسئلة الصحافيين كالتالي:

سئل: هل ستحال الحادثة على المجلس العدلي؟

أجاب: ما يهمنا هو النتيجة، وأن يحال من ارتكب هذه الجريمة إلى القضاء الذي سيكون حاسما في هذا الشأن، ولا أحد سيمانع في ذلك، وهناك تعاون كبير من قبل كل الأفرقاء. للأسف هذا الأمر حصل، ولكن ماذا نفعل؟ هل نفجر الوضع أم نحاول ضبط الخلاف واعطاء  القضاء الفرصة للعمل وأن تقوم الأجهزة الأمنية والعسكرية بواجبها.

الخلاف اليوم ليس على المجلس العدلي أو غيره، ما يهمنا هو نتيجة ما سيحصل، وتسليم من ارتكب هذه الجريمة. وأنا أرى أن هناك تجاوبا كبيرا جدا من قبل كل الأطراف، وهذا ما يهمني.  ما هي القضايا التي حُلّت في المجلس العدلي وما هي نتائجها؟ وبعد ذلك نتحدث بالمجلس العدلي. هذا ليس انتقادا للمجلس ولا للقضاء، لكني أرى أن الطريقة التي تحصل اليوم هي أفضل وأسرع، وفي النهاية القضاء سيقوم بعمله.

سئل: ما هو موقفك مما حصل من إغلاق للطرقات في وجه رئيس أكبر تكتل مسيحي؟

أجاب: لكل شخص الحق بأن يتحدث بما يريد في هذا البلد. هذا الأمر ينصّ عليه الدستور.كل ما نقوم به هو معالجة ذيول الحادثة التي وقعت يوم الاحد وسالت الدماء نتيجتها. لكل تحليلاته السياسية،  أما أنا بالنسبة إلي، بامكان اي  شخص أن يتحدث في أي مكان يختاره،اما ردة فعل أهالي المنطقة حياله فهو مسؤول عنها. فإذا قررت يوما ما أن أذهب إلى مكان أعرف مسبقا أنه سيتسبب بردّ  فعل سلبي لدى الاهالي  فعلي أن أتحمل نتيجته. لكن الأمن خط أحمر بالنسبة إلي.

سئل: هل تعمل على تخفيف حدة الخطاب السياسي والاحتقان في البلد؟

أجاب: أنتم تعرفون أنه بالنسبة إلي، الخطاب السياسي لا «يطعم خبزا». ما «يطعم خبزا» هو أن ننفذ خطة الكهرباء وخطة سيدر، وأن نرفع إيرادات الدولة وأن يتخرج أولادنا من المدارس و يعود الأستاذة إلى الجامعة اللبنانية. أما الخطاب السياسي فهو يعبّر عن وجهة نظر حيال الأمور، لكنه لا «يطعم خبزا». العمل الحقيقي الذي يهمّ الناس هو انجاز الموازنة والاجتماعات التي نقوم بها مع مؤسسات كصندوق النقد الدولي وغيره، وأننا بصدد وضع ورقة النازحين على طاولة مجلس الوزراء.

أريدكم أن تعرفوا أمرا واحدا: نحن في بلد من المؤكد أنه ستحصل فيه خلافات، ولكني أتمنى على الإعلام بشكل خاص، ألا يضخم الأمور، التي يتم  فعليا حلها، وهناك خيرون كثر، فالرئيس نبيه بري يعمل، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كذلك، ووليد بيك جنبلاط منفتح، وكذلك الامير طلال أرسلان وحزب الله وحركة أمل وتيار المستقبل، جميعنا منفتحون من أجل إيجاد الحلول ولا أحد يريد أن يفتعل مشكلا في البلد. 

اليوم حصل ما حصل وأمامنا خياران، إما أن نضخم الأمور أو نعمل على سحب الفتيل من المشكل.  أنتم كاعلاميين  تمثلون  صورة لبنان، وأنا اليوم أتمنى عليكم ان تقدموا صورة جميلة عن لبنان.

سئل: كيف ترى تأخر وصول وزراء تكتل لبنان القوي الى السراي؟ وهل هو استهداف لمجلس الوزراء؟

أجاب: كلا أبدا، انهم جميعا موجودون هنا ، وأنا أؤكد لكم أن تكتل لبنان القوي لم يشأ  تعطيل الجلسة، إنما أنا ارتأيت تأجيلها.

سئل: لماذا إذا تأخر انعقادها؟

أجاب: لأننا كنا نتشاور وارتأيت تاجيلها. لكن دعوني أقول لكم: إذا أراد أحدهم أن يلعب هذه اللعبة معي فإني أنا من سيتخذ موقفا. 

سئل: هل صحيح أنك شخصيا ضد إحالة الجريمة على المجلس العدلي؟

أجاب: ما يهمني هو  الوصول الى نتائج، فاذا  تم تسليم المرتكبين، لماذا الذهاب إلى المجلس العدلي؟ لنكن منطقيين وعمليين ونعمل على خفض حدة الخطاب السياسي. فما الذي قدمته هذه المواجهات في الخطابات السياسية سوى الاحتقان وغيره مما يحصل في البلد.

صحيح أن هناك أخطاء حصلت، لكني أنظر إلى المواطن اللبناني والى ما يحتاجه ، فهو يريد تنفيذ مؤتمر سيدر والانتهاء من الموازنة وتأمين الكهرباء، وهذا يدل ّ على ان اهتمامات المواطنين في مكان آخر، وعلينا ان نعمل على تحقيق هذه المطالب. حصلت نقاشات مطولة في مجلس النواب حول الموازنة وغيرها، وهذا هو امر مهم جدا . 

سئل: لكن التيار الوطني الحر قال أنه لن يحضر الجلسة ما لم تحال الجريمة على المجلس العدلي؟

أجاب: نحن والتيار الوطني الحر وكل الأفرقاء في الحكومة نعرف أن هناك مشكلة يجب ايجاد حل لها، ولا يظنن أحد أنه في مكان ما، بإمكانه أن يضع  فيتو عليّ. من يضع علي فيتو أضع عليه فيتويين. هذا الكلام أوجهه لكم في الإعلام، لكي لا  تقرأوا في تأجيلي للجلسة أمرا سلبيا، بل على العكس هو أمر إيجابي، لكي نحلّ المشكلة. ونأمل انه خلال 48 أو 72 ساعة نكون قد تمكنا من ذلك  مع سعاة الخير.

سئل: نحن قرأنا في تأخر وصول وزراء تكتل لبنان القوي ساعة ونصف الساعة وكانهم  يقولون «الأمر لي»؟

أجاب: هذا ما تودون أنتم تفسيره. في النهاية وزراء التكتل حضروا، وأنا اجتمعت مع كل الوزراء، وزراء الحزب التقدمي الاشتراكي والوزير علي حسن خليل والوزير صالح الغريب،  وبعدما رأيت أن الجو محتقن، مارست دوري كرئيس حكومة في تنفيس الاحتقان ولا زلت اعمل على سحب هذا الفتيل بهدوء.

سئل: لماذا يلعب اللواء عباس إبراهيم دور «الإطفائي» وليس أنت؟

أجاب: جميعنا نحاول إطفاء الحريق وليس فقط اللواء عباس إبراهيم. كما أني حرّ كرئيس حكومة أن أستعين باللواء عباس إبراهيم أو بغيره.

في النهاية، أود أن أطمئنكم أن الحكومة بألف خير والوفاق بألف خير وإن شاء الله اليوم مساء أو غدا صباحا تعرفون متى ستكون الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء ، وإن شاء الله تحل كل الأمور.

الوزيران صالح الغريب واكرم شهيب في صورة مركبة داخل مصعد السراي


مجريات ما حدث في السراي

وفي تفاصيل مجريات ما حصل قبل اكتمال نصاب مجلس الوزراء فإن اول الواصلين قبيل موعد الجلسة عند الحادية عشر والنصف كان الوزراء محمد شقير، مي شدياق وكميل ابو سليمان بعدها توالى وصول الوزراء، واللافت كان وصول الوزيرين اكرم شهيب ووائل ابو فاعور سوياً الى السراي الحكومي وهما رفضا التحدث الى الصحافيين كمعظم الوزراء الذين سبقوهم ولحقوهم، بحيث فضلوا انتظار ما سيحصل من تطورات في الجلسة، ومن بين الوزراء الذين حضروا الى السراي  وزير السياحة اواديس كدينيان الذي ما لبث ان غادر قرابة الثانية عشر عازيا السبب الى ان وزير السياحة القبرصي ينتظره في مكتبه في وزارة السياحة، وهكذا فإن النصاب لم يكتمل لانعقاد الجلسة في غياب وزراء «تكتل لبنان القوي»، مع العلم ان وزير الاعلام جمال الجراح غاب لاسباب صحية كما غاب ايضا وزير الاشغال والنقل يوسف فينيانوس لارتباطه بموعد.

وبقي إنتظار انعقاد الجلسة  سيد الموقف حيث افادت مصادر وزارية انه في البداية انتظر الوزراء جميعا اكتمال النصاب ودخول الرئيس الحريري الى قاعة الجلسة ايذانا ببدئها، ولكن وبعد طول انتظار دخل الرئيس الحريري ليطلب من الوزراء الانتظار وعدم المغادرة بعدما علم ان هناك تململاً من قبل بعض الوزراء الذين ارادوا مغادرة السراي، وفي هذا الوقت استدعى الرئيس الحريري عددا من الوزراء للاجتماع بهم ومن بين الوزراء الذين اجتمعوا مع الرئيس الحريري الوزيران شهيب وابو فاعور وجرى نقاش وبحث تناول اخر تداعيات حادثة قبر شمون.

وقرابة الاولى والثلث  اي بعد ساعتيين من الموعد المحدد لانعقاد جلسة مجلس الوزرا،  وصل الوزير سليم جريصاتي الى السراي وردا على اسئلة الصحافيين حول ما اذا كان التكتل هو من عطل جلسة مجلس الوزراء قال جريصاتي: «التكتل يعطل افخاخ ولا يعطل جلسات» وتلا وصول جريصاتي مغادرة وزير الصحة جميل جبق مجلس الوزراء معلنا ان لديه ارتباطاً.

وبعد حوالي الخمس دقائق وصل الى السراي المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي اجتمع مع الرئيس الحريري لقرابة الثلث ساعة بعيدا عن عدسات المصورين ولم يشأ اللواء عباس الادلاء باي تعليق للصحافيين لدى دخوله الى السراي ولدى خروجه ايضا.

وفي هذا الوقت وصل ايضا الى السراي الوزراء البيرت سرحان، منصور بطيش، غسان عطا الله وحسن مراد. بعد ذلك وصل الوزير صالح الغريب الذي اعلن انه اتى ليجتمع مع الرئيس الحريري.

واعتبر وزير التربية اكرم شهيب الذي حضر المؤتمر الصحافي والوزير ابو فاعور ان ما اعلنه الرئيس الحريري في مؤتمره الصحافي هو صورة  عما حصل في البلد، وكشف الى ان رئيس مجلس الوزراء عقد سلسلة من اللقاءات الجانبية في مكتبه، واشار الى ان مجلس الوزراء هو مجلس توازني في البلد، واكد ان الحزب التقدمي الاشتراكي مع اجراء التحقيقات الى الاخر وتحت سقف القضاء، ولفت الى ان كل الحقائق ستظهر.

وردا على سؤال قال شهيب نحن نفتح طرقات ولا نغلق طرقات، وشدد على ان الحزب التقدمي دائما متجاوب لا سيما انه مع السلم والاستقرار، وشدد على ان الدولة هي عنواننا بالامس واليوم وغدا.

واعلنت  الوزيرة مي شدياق ان وزراء «القوات اللبنانية» هم ضد احالة  قضية قبرشمون الى المجلس العدلي، واعتبرت ان قضية اغتيالها احيلت في السابق الى المجلس العدلي ولم تسجل اي نتيجة.

وشددت شدياق على ضرورة التحقيق بكل الاشرطة التي انتشرت، واشارت الى ان على  المذنب ان تتم معاقبته، ولفتت الى ان الحيثيات حاليا لا زالت غير واضحة، خصوصا ان كان هناك واقع متوتر هو الذي ادى الى ما ادى اليه.