بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 آذار 2019 12:00ص إستنكار سياسي وديني إسلامي ـــ مسيحي عارم لمجزرة نيوزيلاندا

عون والحريري ندّدا بثقافة الإرهاب.. والمفتي دريان أمَّ صلاة الغائب

حجم الخط

لقيت المجزرة الإرهابية المروّعة، التي استهدفت المصلّين المسالمين في أثناء أدائهم صلاة الجمعة في مسجدين في مدينة كرايست تشيرش في نيوزيلندا، وأوقعت نحو خمسين شهيداً، استنكاراً لبنانياً سياسياً ودينياً واسعاً، وصدرت مواقف من رئيسي الجمهورية والحكومة ومن المراجع الدينية الإسلامية شاجبة للإرهاب الغربي المتلفت بحق المسلمين في بلاد الغرب.
{ وفي هذا الإطار، أدّى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان صلاة الغائب عن أرواح الشهداء الذين قتلوا في الاعتداء الإرهابي على المصلين الآمنين في مسجدين في نيوزيلندا، وذلك بعد صلاة الجمعة في مسجد محمد الأمين وسط بيروت بحضور سفير نيجريا في لبنان غوني مودو زانا بورا وأمين عام مجلس الوزراء القاضي محمود مكية، وأمين عام «تيار المستقبل» احمد الحريري، ورئيس المحاكم الشرعية السنية الشيخ محمد عساف، وأمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ أمين الكردي والقاضي الشيخ خلدون عريمط، والمدير العام لصندوق الزكاة الشيخ زهير كبي ولفيف من العلماء والعديد من الشخصيات، وأقيمت صلاة الغائب في جميع مساجد لبنان بتوجيه من المفتي دريان.
وشجب المفتي دريان في تصريح له «الهجوم الإجرامي الذي استهدف المصلين في المسجدين في نيوزيلندا، أثناء أداء صلاة الجمعة، واصفا إياه «بالاعتداء الإرهابي بحق الإسلام والمسلمين في العالم».
وقال المفتي دريان: «إن الهجوم على المسجد وقتل المصلين في نيوزيلندا هو انتهاك خطير لحرمة المسجد واعتداء صارخ على حرية الأديان التي يتغنى بها الغربيون وهو الإرهاب بعينه وانطلاقا من ذلك ندعو الى وقفة تضامنية إسلامية مسيحية لمواجهة الإرهاب الذي لا دين له إلا الإجرام بحق البشرية مما يستدعي حلا جذرياً لثقافة الإرهاب المنتشر بين الشباب الذي لا يعون خطورة ما يفعلون ولا يفهون رسالة الأديان التي تدعو الى التعارف والرحمة والمحبة والسلام»، مؤكدا أن «المساجد بيوت الله يأتي إليها الآمنون وهي من أهم معالم الإسلام ومنارة مضيئة من مناراته يشع منها العلم والإيمان والأمان والخير والاطمئنان».
مواقف مندّدة
{ وفي المواقف المندّدة، أدان رئيس الجمهورية ميشال عون «الجريمتين الإرهابيتين اللتين استهدفتا مسجدين في نيوزلندا»، وأبرق الى رئيسة وزراء نيوزلندا جاسيندا ارديرن، مستنكرا ومعزيا بالضحايا الذين سقطوا.
وجاء في برقية الرئيس عون: «إن لبنان الرسمي والشعبي الذي عانى طويلا من الإرهاب ونجح في التغلب عليه بفعل ما بذله من تضحيات، يشاطركم ألامكم وأحزانكم على ضحايا الجريمتين المفجعتين، ويقف متضامنا معكم في محنتكم الأليمة»، داعيا إلى «تضافر الجهود الدولية لمواجهة الخطر المتنامي للإرهاب الذي لا دين ولا عرق ولا وطن له، وإنّي، بإسمي الشخصي وبإسم الشعب اللبناني، أتقدم منكم، ومن خلالكم الى حكومتكم وشعبكم الصديق، بأحر التعازي بالضحايا»، متمنيا أن «يمن الله على الجرحى بالشفاء العاجل، وان يحفظ بلادكم وشعبكم بعيدا عن اي مكروه».
{ وغرّد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عبر حسابه على «تويتر»، قائلا: «تعجز الكلمات عن التعبير عن مدى إدانتنا للمجزرة الإرهابية التي ارتكبت بحق مصلين أبرياء في مسجدين في نيوزيلندا، مثل هذا الإرهاب هو فعل أشخاص فقدوا إنسانيتهم، وبالتالي فقدوا أي انتماء لأي من الديانات السماوية».
{ وقال الرئيس نجيب ميقاتي عبر حسابه على «تويتر»: «ندين الهجومين الإرهابيين اللذين استهدفا مسجدين في نيوزيلندا وأوقعا عشرات الشهداء والجرحى، وما حصل، بعد الاعتداء الأخير على الأقصى الشريف، يؤكد ان الإرهاب لا دين ولا هوية له مما يقتضي تضافر كل الجهود لمواجهته والتصدي له».
{ واستنكر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان «مجزرة مسجد النور في نيوزيلندا التي وقعت في عمل وحشي استهدف المصلين الابرياء بعدوان مزدوج، انتهكت فيه حرمة دور العبادة وازهقت ارواح المؤمنين»، واصفاً الجريمة «بالعنصري والارهابي نفذه مجرم متوحش مجرد من انسانيته»، ومُديناً «كل عمل يغذي العصبيات الدينية وينمي التطرف عند الشعوب، داعياً الحكومة النيوزيلندية إلى تكثيف تحقيقاتها لكشف من يقف وراء المجرم وإنزال أقسى العقوبات بحقهم ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه الاعتداء على الأبرياء».
{ وشجب شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز الشيخ نعيم حسن، «الاعتداء الإجرامي الذي استهدف المسجدين في نيوزلندا حيث قضى الأبرياء المصلّون ضحية التطرف والإرهاب الذي يمكن ان يطال الجميع من مختلف الأديان والأعراق، والذي يستوجب العمل بكل المقاييس لمواجهته وبشتى الطرق والسبل؛ والمضي قدماً في ترسيخ مفاهيم المحبة وتقبل الآخر والحوار والتواصل والتقريب بين أتباع مختلف المذاهب والديانات»، داعيا إلى «مقاربة دولية مختلفة لهذا الملف الأساسي، تقوم على النظرة الإنسانية والأخوية، وعلى مواجهة العنصرية ومكافحة أسباب التطرف، ومنع التحريض على المسلمين وتشويه صورة الإسلام، ونشر كل ما من شأنه ترسيخ الطبيعة السمحة الحقيقية للإسلام وتعميم لغة المصالحة والتعاون والعيش المشترك».
{ وقال عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد سليمان عبر حسابه على «تويتر»: «اشجب بشدة الاعتداء الذي طال أبرياء يؤدون فريضة الجمعة بسلام في نيوزيلندا، ولا كلام يصف بشاعة المشهد الإجرامي الإرهابي، فالإرهاب لا دين له، وهذه الأفعال البربرية لا يجب أن تمر من دون محاسبة. وحسبنا الله ونعم الوكيل ورحم الله الشهداء وشفى الله المصابين».
{ واعتبر النائب محمد كبارة أن «مجزرة نيوزيلندا الوحشية تعبر عن حقد دفين وثقافة يجري تعميمها في الغرب ضد المسلمين»، مؤكدا أن «المجرم ليس شخصاً بعينه فقط، فالتحريض الذي يمارس ضد الاسلام والمسلمين هو الذي دفع هذا السفاح لارتكاب مجزرته، والارهاب لا دين له ولا وطن ولا قومية، وانما هو نهج مسموم يسري في شرايين الذين يروجون لهذا الفكر الظلامي لأنه يخدم مصالحهم».
{ وأعرب الأمين العام لـ «التنظيم الشعبي الناصري» النائب الدكتور أسامة سعد عن «الشجب والاستنكار والإدانة للمجزرة الرهيبة التي ارتكبت في مسجدين في نيوزيلندا»، واعتبرها «نتيجة لحملات الشحن العنصري والتحريض التي تقوم بها الأوساط اليمينية المتطرفة والأنظمة الرجعية في العالم ضد المسلمين، وضد المهاجرين عموما»، داعيا «القوى التقدمية والديمقراطية في مختلف أنحاء العالم للوقوف بصلابة ضد مثيري الحقد والكراهية، الذين يسعون إلى افتعال الصراعات العبثية على قاعدة الاختلافات الدينية والحضارية والعرقية».
{ واستنكر رئيس حزب «الحوار الوطني» النائب فؤاد مخزومي في بيان، «الهجوم الوحشي» الذي استهدف المسجدين في نيوزلندا، مشددا على رفضه «المطلق لأعمال العنف كافة التي تستهدف الآمنين والأبرياء».
{ وقال رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية عبر حسابه في «تويتر»: «مجزرة نيوزيلندا تؤكد أن الإنسانية مجتمعة تواجه خطر الإرهاب والتطرف.. الرحمة للشهداء».
{ ووصف النائب السابق لرئيس مجلس النواب فريد مكاري مجزرة مسجدي نيوزيلندا بالـ»جريمة الوحشية البشعة التي تذكرنا بتفجير مسجدي التقوى والسلام في طرابلس، اسم المدينة التي حصلت فيها الجريمة Christchurch، لكن المسيح وكنيسته محبة وتسامح، ونقيض هذه الأعمال. التطرف والإرهاب مدانان من أي جهة اتيا ويغذيان تطرفا وإرهابا مقابلين، رحم الله الضحايا».
{ ورأى رئيس «لقاء الاعتدال المدني» النائب السابق مصباح الاحدب عبر حسابه على موقع «تويتر»: «ان ما حصل يؤكد ان الارهاب لا دين له وهو بعيد عن كل الاديان السماوية وتعاليمها، وموجود في جميع المجتمعات».
{ واستنكر الأمين العام لـ«تيار المستقبل» أحمد الحريري الهجوم الإرهابي الذي استهدف المصلين في المسجدين في نيوزيلندا، متوجهاً عبر «تويتر»، بتعازيه «الحارة إلى أهالي الضحايا»، داعياً منسقيات «تيار المستقبل» وأبناء الجالية اللبنانية في القارة الأسترالية للتضامن معهم والوقوف الى جانبهم في هذا المصاب الأليم»، معتبرا «الهجوم الإرهابي على المسجدين جريمة تهز الضمائر وتستهدف التعايش الحضاري بين المجتمع النيوزيلندي والأسترالي والجاليات الإسلامية، والجميع، من السلطات الى المرجعيات الروحية، مدعو لمواجهة تداعياتها ومعالجة أسباب التطرف والعنصرية تجاه المسلمين الذين يشكلون عامل استقرار هناك».
{ وأعلنت الدائرة الإعلامية في «القوات اللبنانية» أشد الاستنكار للعمل الإرهابي في نيوزيلندا، مؤكدة «أن الإرهاب لا دين له ولا طائفة ويشكل خطرا على جميع دول العالم ويجب وضع كل الجهود لاجتثاثه من جذوره»، ومعربة عن أسفها «لهذا المستوى من الإجرام باستهداف المصلين في المساجد، وتتوجه بالتعازي الحارة للدولة النيوزيلندية وأهالي الضحايا، وتشدد على ضرورة التكتاف عالميا لمواجهة هذا الإجرام المتمادي».
{ وطالبت «الجماعة الإسلامية «الغرب بمراجعة خطاب الكراهية، وذلك بعدما استفاق العالم على مجزرة مروّعة بشعة، ذهب ضحيتها أكثر من أربعين مؤمناً مصلّيا حضروا لأداء صلاة الجمعة، وارتكبها بعض الجناة الإرهابيين، عن سابق تصوّر وتصميم، كما أظهرت الصور المباشرة التي بثّها أحدهم لجريمته عبر صفحته على أحد مواقع التواصل الاجتماعي».
{ وأدان المكتب السياسي في حركة «أمل» بأشد العبارات الهجوم الإرهابي، معتبرا أن «هذا الإجرام يتنافى مع كل مبادئ الإنسانية ويمثل تذكيرا جديدا بضرورة تواصُل وتكثيف الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب الذي لا دين له، ومواجهة كل أشكال العنف والتطرف».
{ كما دان «حزب الله» في بيان له، «بشدة المجزرة المروعة التي أسفرت عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى»، داعيا «السلطات النيوزيلندية إلى ملاحقة المخططين والمنفذين لهذا العمل الإرهابي واتخاذ الخطوات الكفيلة بعدم تكراره»، محذرا من «النزعة المتطرفة ضد المسلمين وضد الأجانب، ومن سياسة الكراهية التي تغذيها الولايات المتحدة الأميركية في العالم بدل أن تسود القيم الدينية التي تدعو إلى التسامح والحوار وقبول الآخر».
{ واستنكر «لقاء سيدة الجبل» في بيان «الاعتداء المجرم والاعتداءات الإرهابية التي تتكرّر على دور العبادة المسيحية والاسلامية واليهودية في العالم، وكان آخرها الاعتداء الجبان على مسجدين في نيوزيلاندا والذي قضى من جرّائه 49 بريئاً من المصلّين»، مؤكّدا أن «المبادرة الأخيرة التي قام بها البابا فرنسيس والشيخ أحمد الطيّب تتناقض تماماً مع الانحرافات وأعمال العنف والارهاب التي نشهدها في هذا البلد أو ذاك. فاستهداف الكنائس في مصر وبلاد أخرى كما المساجد في كل انحاء العالم وبيوت الصلاة اليهودية كذلك، لا تدلّ إلا على تخلّف من يرتكبون هذه الأعمال وشذوذهم عن طبيعتهم البشرية وابتعادهم عن تعاليمهم الدينية الاسلامية والمسيحية كما اليهودية».
{ وتحدّث أمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ أمين الكردي في خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد محمد الأمين بحضور مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، عن «الإرهاب الذي يمارس على الإسلام والمسلمين»، مدينا «ما تعرض له المصلون في المسجدين في نيوزيلندا من قتل واعتداء وحشي»، مؤكدا «ان الإسلام دين الرحمة والمحبة والسلام والتعارف والتلاقي بين الأمم والشعوب»، مطالبا الجهات الدولية بحماية المسلمين في الغرب وأوروبا ومساجدهم كافة»، وداعيا «المؤتمرات العالمية التي تعقد لمكافحة الإرهاب والعنف الى معالجة العنف والإرهاب الذي يمارس ضد المسلمين في العالم ومراجعة بعض المناهج الفكرية التي تدعو بطريقة عنصرية لاضطهاد المسلمين في العالم».