بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 نيسان 2020 06:28م طرابلس تحتضر ... وأهاليها يموتون جوعاً

الأحياء الشعبية والأسواق الداخلية تنتظر الفرج من "الله" ولا قيمة للسياسي في نظرهم

شاهدة على الفقر شاهدة على الفقر
حجم الخط
وكأنه كان ينقص سياسيي مدينة طرابلس اجتماعاً "شكلياً" لا يغني ولا يسمن عن جوع كي يتأكد المواطن في هذه المدينة بأنه متروكاً لقدره "المشؤوم" يصارع لقمة عيشه بأجواء صعبة جداً بعدما لم تفلح كل المناشدات بالعودة الى أعمالهم "ان وجدت" بهدف اجتياز المرحلة الاقتصادية الصعبة والتي يتخبط بها الشعب اللبناني برمته.

فاذا كان الميسورين اليوم يعانون جراء الأزمة الاقتصادية المتفاقمة؟؟؟ فما هي حال أبناء مدينة طرابلس والذين يعانون في الأساس أزمات كبيرة؟؟؟!!!.

كيفما وليت وجهك في الأسواق الداخلية والأحياء الشعبية لمدينة طرابلس فثمة عائلات تعيش أوضاعاً يرثى لها بمعنى أنها لا تملك "ألف ليرة" لشراء ربطة الخبز والتي بات توزيعها من قبل البعض "عملاً هاماً" بل ويستحق الدقة في الاختيار كون الكل يهرع للحصول عليها، نعم هذه هي حالة الناس في أحياء طرابلس!!!!.

سابقاً كانت نسبة الفقر تتخطى 50% سيما في الأحياء والأسواق الداخلية والتي يعاني أهلها بطالة مستشرية والغالبية الساحقة من أبنائها بلا عمل، اليوم ومنذ 17 تشرين وبسبب الأزمة الاقتصادية ومع أزمة الكورونا والتعبئة العامة المفروضة من قبل الحكومة والحظر المفروض واقفال المحلات فان نسبة الفقر تتخطى 80% كما يؤكد مخاتير المناطق الشعبية كون "قلة المال" لم تعد حكراً على الفقير وانما تطال الأغنياء أيضاً، كما ونسبة الموظفين المصروفين من أعمالهم باتت فوق كل التوقعات، وفي المقابل تطالعنا الدولة تارة بصرف مبلغ 400 ألف لكل عائلة محتاجة "والكل محتاج" ومن ثم يتضح التلاعب بالأسماء وادخال المتوفين منهم أو الذين يتقاضون رواتباً مرتفعة، مما دفع المخاتير الى اعلان انسحابهم من عملية التوزيع والتي باتت مشبوهة بكل ما للكلمة من معنى.

الى جانب ذلك، يعقد نواب المدينة ووزرائها السابقين والحاليين ورؤساء الحكومات منهم اجتماعاً طارئاً في معرض رشيد كرامي الدولي، فيجلسون حول طاولة ويبدؤون بالمباحثات والمفاوضات وفي النهاية يتمخض الاجتماع وكما كان متوقعاً عن دعوة الدولة والحكومة لمساندة أهالي طرابلس في أزمتهم، والمطالبة بالالتفات اليها كونها المدينة الأفقر!!!

نعم هي الأفقر بالرغم من أن رؤوس الأموال الطائلة تعود لسياسييها وفعالياتها، لكن وللأسف الشديد هناك في طرابلس عائلات تموت جوعاً، بالرغم من أن البعض حملها شعاراً يتغنى به، فماذا يقول مخاتير وأبناء تلك المناطق عن أوضاعهم ؟؟!!!

مختار الحدادين
مختار منطقة الحدادين محمد دنية قال:"نسبة الفقر في الوقت الحالي تتخطى 80 % والله يستر في الأيام المقبلة، الكل محتاج والكل في حالة عوز، وان كان هناك من لا يصدق بأن المواطن "جوعان" له نقول هناك جوع حقيقي في منطقتنا، البعض لا يملك ألف ليرة، ما نعيشه اليوم يعتبر الأسوأ في تاريخنا".

وعن مساعدات 400 ألف ليرة والتي ستقررها الدولة للعائلات الأكثر فقراً قال:" باستثناء المساعدات التي تأتي من المغتربين هي الأهم وهؤلاء يجب أن يذكرهم التاريخ، وفيما خص 400 ألف فان رابطة مخاتير طرابلس قررت عدم المشاركة لانعدام الشفافية في التعاطي،وهنا نحن في حيرة من أمرنا لا نعرف ماذا نفعل، لأن عدم مشاركتنا يعني عدم وصول المساعدات لأبناء منطقتنا وأهالينا، وهنا نحن نطالب الأهالي بموافقتهم على مشاركتنا من دون تحميلنا المسؤولية ان لم تصل المساعدات لكل الناس".

أهالي يموتون جوعاً... يا دولة الرئيس
المواطنة ليلى من سكان قبر الزيني قالت:" ما من جهة تهتم بنا، وازاء هذا الواقع نعيش المرارة، بيتنا يضم ستة أشخاص بينهم طفلين يتيمين زوجي لا يعمل كما ابني العاطل عن العمل، كنت أعمل ضمن البيوت لكن بسبب مرضي توقفت عن العمل، نعيش على بركة الله وهذا ما يريده لنا السياسي الذي يعمل على اذلالنا وافقارنا كي نعيش على بابه نستعطف المساعدة، كل ما يقومون به كذب ولا قيمة له، لكن لهؤلاء نقول نحن لا نذل أنفسنا الا لرب العالمين والذي لن يتركنا".

وتابعت:" أشرف لنا الموت بالكورونا على أن نموت تحت رحمتهم، يقول الرئيس نجيب ميقاتي بأنه لا يرضى لطرابلس أن تموت من الجوع!!! له نقول متنا وشبعنا موت فماذا ينتظرنا بعد؟؟؟ وحدها مساعدة بلدية طرابلس التي حصلنا عليها في ظل الظروف الصعبة، لقد توجهت الى مكتب أحد السياسيين لكن ما من مجيب لنداءاتنا، أين هي الأموال التي يقال انها لطرابلس؟؟؟ هم الذين يريدون الفقر لنا، الخطيئة التي يرتكبها شبابنا انما بسببهم وكل ما يجري لنا بسببهم وبسبب طمعهم وحبهم لمصالحهم الشخصية".

ناهدة أم لسبعة أولاد من جبل البداوي قالت:" بعض السياسيين يقدمون المساعدات بيد انها لا تكفي في ظل الأوضاع الصعبة، والمواطن عليه مسؤولية لجهة عدم دعم السياسيين والا فان وضعنا سيتوجه الى الأسوأ".

مرادي الجعم من سكان قبر الزيني قالت:" حالتنا بالويل نعيش 9 أشخاص في المنزل وأحداً منا لا يعمل، ابني كان ضمن شركة لكنه صرف منها بسبب الأوضاع الصعبة، أحياناً لا يكون معنا ثمن ربطة الخبز، كلنا نعيش من روح الله وحده".

وعن اجتماع السياسيين تقول:" كله كذب وهم اعتادوا الكذب ونحن لا نعلق الآمال عليهم".

سناء دياب الحسن من قبر الزيني قالت:" لا حياة في منطقتنا كلنا نعاني الأمرين، نعيش 13 شخص في نفس البيت وما من ثمن ربطة خبز لدينا، فكيف يقولون بأنهم يرفضون موتنا جوعاً؟؟؟؟ ليزوروا منطقتنا ويطلعون على أوضاعنا".

المواطنة راكية الخولة قبر الزيني قالت:" أوضاعنا تحت الأرض ونعيش 9 أشخاص في البيت الكل متوقف عن عمله بسبب الكورونا وأي جهة لا تهتم بنا، أحياناً نبقى بلا طعام، واذا كان السياسي لا يعلم بحالتنا فهذا يعتبر خطيئة كبيرة واجرام بحق شعبه الذي انتخبه وأوضله الى ما هو عليه، زمن الانتخابات يزوروننا ويموتون في سبيل الحصول على أصواتنا أما اليوم فاننا لا نعرف عنهم شيئاً، سنقاضيهم باذن الله اذا ما بقينا أحياء".