وكأن قرع الطناجر من شعب لبناني بات جائعاً
أصلاً جراء السياسات الإقتصادية المعتمدة، لم يلق صدىً عند السلطة السياسية، والآتي
أعظم. فمعضلة سعر صرف الليرة اللبنانية وسعر الدولار، لم ينعكس فقط على المواد
الإستهلاكية، بل على سعر اللحوم. وقالت إحدى المواطنات لـ"اللواء": "سعر
كيلو لحم البقر بين إثنين وعشرين وخمسة وعشرين ألف، وعم يقول اللحام يمكن يصير
ثلاثين ألف ولحم الغنم خمسة وثلاثين ألف ليرة ، شو مناكل يعني؟ شو عم يعملوا فينا؟
بدهم يرجعونا عالخبزة والزيتونة وهني ياكلوا لحمة؟ شو رأيهم نصير نباتيين؟".
لماذا يصرخ الفقراء؟
صرخة الفقراء تعلو، فيما تستمر المصارف
بإلغاء التسهيلات التجارية، ليجبر التجار على
الشراء بالدولار بسعر السوق السوداء.
وقال أحد أصحاب الملاحم في معرض الإجابة عن
سبب ارتفاع أسعار اللحوم "إن مسالخ ومزارع الشويفات حيث يشترون اللحوم،
يربطون أسعارهم بأسعار الدولار، وأضاف "كل اللحوم التي نستوردها إن كان من
سوريا أو أستراليا أو ألمانيا وأي من دول أوروبا الشرقية مسعّرة بالدولار".
وأضاف "البقر البرازيلي أو الأوروبي
أيضاً مسعّر بالدولار أو باليورو وهو مربوط أيضاً بسعر صرف الدولار، مشيراً إلى
احتمال فقدان البضاعة لأن تجار اللحوم لا يستطيعون الشحن من الخارج" لافتاً
إلى غلاء العلف المستورد أيضاً
وأشار إلى أن المشكلة الأساسية في لبنان أن
ليس هناك تربية للمواشي إلا في منطقة البقاع ، وحذر المواطنين من أن اللحوم التي
ما زال سعرها رخيصاً، تخلط باللحوم المثلجة"
من يمسّ بأمن الغذاء في لبنان؟
وقال نائب رئيس نقابة تجار اللحوم عبد الغني
الملاح لـ"اللواء": أنا أصرخ صرخة الناس منذ عشرة أيام، لكن المشكلة في
مصرف لبنان وحاكمه الذي يجب عليه أن يحل موضوع سعر صرف الليرة" وأوضح أن سعر
كيلو اللحم ما زالت قيمته عشرة دولار في الدول التي نستورد منها لكن سعر الصرف
الذي وصل حدّ الألف وتسعمئة ليرة جعل السعر يرتفع إلى تسعة عشر ألفاً بدلاً من
خمسة عشر ألفاً.
وأضاف الملاح "نحن في النقابة نستطيع أن
نضمن المساعدة في الأمن الغذائي ونبقي سعر اللحمة كما هو، لكن على الحاكم أن يعيد
لنا التسهيلات التي كنا نأخذها من المصارف ويعيد النظر بها".
وأردف الملاح "على الحاكم أن يحل أزمة
البيع بموجب الشيكات، فنحن لا نستطيع تحويل الشيكات لأن المصارف لا ترضى
بذلك".
وإذ حذر الملاح من أن كميات اللحوم الموجودة
في لبنان ستنفذ قريبا، لفت إلى أن سياسة التجويع هذه، ستحرم الناس من فرحة الأعياد
الشهر المقبل خصوصا أن شريحة كبيرة من الناس التي لا تستطيع السهر خارج منازلها،
تشتري اللحوم لتحتفل بالعيد".
دقّ ناقوس الجوع، وما زالت السلطة غافلة أو
مستغفلة عن أي إجراءات جدية ومستعجلة لحل الأزمة!
المصدر:"اللواء"