بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 آب 2020 07:44م فاجعة قرطبا تحوّلت عرساً وطنياً

حجم الخط
أبت بلدة قرطبا إلا أن تودّع أبطالها سويًا. فكما تشاركوا بالحياة وبرسالتهم، كذلك تشاركوا في الرحيل. حيث سطّرت الشهادة عرس فخر للأبطال.

عرس وطني جماعي لأبطال قرطبا الثلاثة عناصر فوج إطفاء بيروت شربل حتي ونجيب حتي وشربل كرم الذين استشهدوا جراء انفجار مرفأ بيروت.

فاجعة البيت الواحد جمعت بلديات القضاء لاستقبال الجثامين الثلاثة من الكرنتينا الى قرطبا.

من الكرنتينا الى ضبيه وصولا الى مفرق نهر ابراهيم ،عبر موكب الجثامين الاوستراد وصولا الى عين الدلبه وعلمات باتجاه قرطبا وسط نثر الارز والزغاريد وزفة الاعراس. واختلطت دموع الامهات بصرخات الصبايا .

وتقدمت منطقة جبيل في حزب "القوات اللبنانية" بأحر التعازي القلبية من عائلات شهداء بلدة قرطبا "شربل حتي، نجيب حتي، وشربل كرم"، في مصابهم الأليم. وتنادى شباب منطقة جبيل في "القوات" لملاقاة جثامين الشهداء ومرافقتهم للصلاة عن راحة أنفسهم في بلدة قرطبا منذ الساعة الحادية عشرة صباحًا عند مفرق نهر ابراهيم حيث واكبوا الجثامين ليلتحفوا تراب قرطبا التي قدمتهم شهداء على مذبح الوطن.

كلمات التأبين حملت الكثير من الوجدانيات الممزوجة بحرقة القلب .ومما جاء فيها :من قال أن الأبطال يرحلون وأن الشهداء يموتون؟ فذكراهم ستبقى خالدة خلود جبال لبنان، وستظلّ أسماؤهم محفورة في وجدان اللبنانيين عامةً وأهالي منطقتنا خاصةً.

واضاف ما من شيء يبلسم هذا الجرح الذي يؤلم كل منطقة جرد جبيل، إلا اذا استقبلنا هذا المصاب الكبير بالصلاة والإيمان والرجاء المسيحي الذي به نكون على يقين أنه بعد الصلب لا بد أن القيامة آتية.

نشير انه لم يكتب تاريخ لبنان الحديث كمثل حادثة انفجار مرفأ بيروت بعد ظهر يوم 4 آب 2020. قصة "أبطال قرطبا" نجيب بشاره الحتي، شربل طوني كرم وشربل جورج الحتي. فقظ جمعتهم مسيرة واحدة مسيرة الأنسباء، من سكنهم في مسقط رأسهم قرطبا، إلى تطوعهم في الدفاع المدني قرطبا، وصولاً إلى انخراطهم في فوج إطفاء بيروت واستشهادهم جراء انفجار المرفأ.

جمعتهم هواية ركوب الدراجات النارية ورياضة الـ Off Roadالتي مارسوها بشغف مع ابناء منطقتهم.

عملوا مع مجموعة شباب من البلدة على شق طريق في محلة "جوار الرمل" في قرطبا بواسطة المعاول وصولاً إلى قمة الجبل حيث نصبوا صليبًا ضخمًا، ونُقشت مراحل درب الصليب على طول الطريق المؤدية إلى الصليب المذكور، وأصبح تقليدًا سنويًا لأبناء البلدة والجوار أن يجتمعوا في 8 أيلول في مسيرة صلاة وقداس.

شباب قرطباجمعهم ايضاً شغفهم بالبلدة، فهم كانوا يهبّون للمساعدة في الصيف كما في أيام الشتاء القارس والثلوج.

شجاعتهم جعلهم يهبّون إلى محاولة إخماد الحريق المهول الذي شبَّ في العنبر رقم 12 في مرفأ بيروت، فترافقوا في هذه الرحلة سويًا إلى دار الخلود حيث الراحة الأبدية.

- نجيب بشاره الحتي، من مواليد 8 تشرين الأول 1993، هو إبن عم شربل الحتي. شقيقته كارلن متأهلة من شربل كرم. انخرط في فوج إطفاء بيروت منذ سنتين.

- شربل طوني كرم، من مواليد 15 كانون الأول 1982. متأهل من كارلن الحتي (شقيقة نجيب) بتاريخ 25 حزيران 2017 ولديه إبنتان. خال شربل جورج الحتي. انتسب إلى فوج إطفاء بيروت منذ حوالى خمس عشرة سنة. شارك في عدة دورات تدريبية خارج لبنان وخاصة في فرنسا.

انطلق موكب الشهداء من بيروت الكرنتينا، مركز إطفاء بيروت حوالي الساعة العاشرة والنصف قبل الظهر .وكان الملقى الأول على اوتوستراد جونيه.والملقى الثاني نهر ابراهيم والملقى الثالث: فتري والملقى الرابع: عين الدلبة والملقى الخامس: علمات.

وعند الوصول إلى قرطبا حوالي الساعة الثانية بعد الظهر .كان الملقى الأوّل عند مدخل قرطبا مقابل محطة بو غاريوس والملقى الثاني في حجرتا حوالي الثانية والنصف بعد الظهر . واستكمل الموكب طريقه وصولا الى ساحة قرطبا حوالي الساعة الثالثة الا ربع.

واما الملقى الرابع والأخير فكان عند حارة التحتى - الشميس عند الساعة الثالثة والربع سيرًا على الأقدام باتجاه كنيسة سيدة الحرزمانية .

وتراس مطران ابرشية جبيل ميشال عون الذبيحة الإلهية والصلاة على نية الشهداء في كنيسة سيدة الحرزمانية - قرطبا عند الرابعة بعد الظهر. فيما طلب المنظمون من الجميع التجمع في المكان الأقرب إلى منزله لاستقبال الأبطال واتباع جميع إجراءات الوقاية اللازمة.

وتمنت العائلة من الجميع عدم إطلاق النار في الهواء والمفرقعات النارية حفاظًا على سلامة العامة.

وبعد انتهاء صلاة الجنازة وكلمات التأبين انطلق موكب التشييع وسط دق الطبول الى مدافن البلدة ليواروا الثرى.