إعترف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بأن هناك أسباباً محلية للإضطرابات في العراق وإيران ولبنان، واعتبر أن المتظاهرين يخالفون الأنظمة الدينية . فما سبب تصريح بومبيو بهذا التوقيت، في ظل استحقاقات داخلية
أميركية، من المفترض أنها تستحوذ اهتمامه في هذه الفترة؟
العميد الركن خالد حمادة
العميد الركن خالد حمادة قال
لـ"اللواء": إن تصريح بومبيو في إحدى الجامعات الأميركية عن دور إيران
في الإضطرابات التي تحصل في المنطقة، وقد
سمى العراق ولبنان وطهران، وتوصيفه أن إيران هي السبب الرئيسي، وأن النظام الإيراني الديني الذي فرض على لبنان
والعراق وحتى على الإيرانيين أنفسهم، بالإضافة إلى الفساد في الداخل الإيراني، هو
المسؤول عن كل هذه الإضطرابات التي تشهدها المنطقة.
وأضاف حمادة: "طبعا لم يخف بومبيو أن
هناك أسباب أخرى ناتجة عن الفساد في كل هذه الدول ولكن تركيزه على النظام الإيراني
وهو استكمل حديثه بالقول "إننا ماضون في العقوبات تجاه إيران لأن هذه
العقوبات هي التي ستؤتي ثمارها وأن أميركا تعتمد موضوع الحد من قدرات إيران
المالية وخنقها إقتصادياً لتقويم دورها في المنطقة"، هي إشارة واضحة إلى أن الإدارة الأميركية تتابع
عن كثب ما يجري في العراق ولبنان. وتابع: "ربما
يعبّر العراقيون بطريقة أكثر صراحة عن غضبهم من النفوذ الإيراني أكثر من لبنان حيث
ما زلنا نتكلم عن الموضوع الإقتصادي والذي يلعب حزب الله دوراً كبيراً فيه. فحزب الله هو جزء من فساد الدولة اللبنانية، لأنه تسبب بإقفال أكثر من مصرف لبناني، ويهيمن على الحدود، ويقوم بتجارات لا تمر عبر القنوات الرسمية اللبنانية".
ورأى حمادة أن هذه الإضاءة الأميركية
المباشرة، هي واحدة من سلسلة تعليقات وإبداء رأي حول أزمات المنطقة وخصوصاً لبنان،
حيث لا يبدو أن هناك بشائر إيجابية بخلاف
ما يجري في العراق حيث رأينا أن لجنة التحقيق البرلمانية ولجنة الأمن في البرلمان
العراقي تقوم بالتحقيقات في موضوع سقوط الشهداء في التظاهرات، وهناك استقالة رئيس الحكومة، والتنازل من الكتلة البرلمانية الأكبر لصالح المحتجين
في موضوع تسمية رئيس الحكومة.
وأردف حمادة: " يبدو الشارع العراقي
أكثر تعافياً من الشارع اللبناني وأكثر استجابة، وأن الحكم والمرجعيات الدينية هناك أكثر استجابة.
لذلك لا بد من الفصل بين رؤية المرجعية
النجفية لما يجري في العراق والتشبث والعناد الإيراني بالإمساك بالبلد بطريقة
أمنية".
وأضاف: " في لبنان ما زال التعنت
الحكومي في مكانه، وحزب الله ما زال يفرض
على رئيس الجمهورية الذي يماشيه سياسياً، ولكن لا يحاول فهم ما يجري في الشارع".
ورأى أن "الأمور ستزداد تعقيداً أكثر فأكثر عندما نصل إلى هذه المرحلة من التعقيد
السياسي ومن الإنهيار الإقتصادي، وتوقّع أن يصبح المجال في لبنان أكثر خصوبة
لاستدعاء التدخلات الخارجية التي ربما تبدأ بموفدين سياسيين وقرارات من الأمم
المتحدة وبفرض قيود جديدة على لبنان لدفعه باتجاه ما لمحاولة الخروج بأي حل".
كما رأى حمادة أن هناك خياراً وحيداً متبقياً
لرئيس الجمهورية وحلفائه وتحديداً حزب الله الذين يراهنون على أنه إذا ذهبنا إلى
انهيار اقتصادي أو إلى عدم إستقرار أمني، فذلك سيخفف من الشروط الغربية تجاه إيران. واعتبر أن من مصلحة حزب الله ورئاسة الجمهورية
في المرحلة المقبلة، أن يذهب البلد باتجاه
عدم الإستقرار، علّ ذلك يعدّل من الموقف الدولي لذي رأى أنه لن يعدّل، بل ستكون
هناك ردات فعل من الدول الغربية والمجتمع الدولي تجاه الحكم في لبنان.
وعاد حمادة بالصورة إلى عام 1990 عندما فرضت تسوية
الطائف بعدما رفضها العماد عون عن طريق تكليف الولايات المتحدة لسوريا بعملية
عسكرية مع تغيير العناصر والمشهد، ورأى أن النهاية ستؤول إلى تدخل خارجي سيتخذ
أشكالاً متعددة، جزء منها أمني، لأنه لم
يبق أمام هذا التعنت الموجود أمام السلطة في لبنان إلا أخذ البلد إلى هذه المرحلة.
وقال حمادة إن نظرته ليست تشاؤمية بقدر ما هي
نظرة واقعية. "وهذا لا يعني أن الحل
سيأتي من العدو الإسرائيلي أو من ضربة عسكرية،
لكن هناك رزمة من التدابير التي قد يتخذها المجتمع الدولي تجاه لبنان والتي
قد تكون سهلة للخروج من هذه الأزمة.
العميد الركن د. نزار عبد القادر
من جهته العميد الركن نزار عبد القادر رأى أن
القيادة الأميركية وخاصة وزارة الداخلية الأميركية، درجت على مواكبة كل الأحداث الدولية صغيرها وكبيرها
وخصوصاً في المناطق التي تشتد فيها النزاعات أو تواجه فيها السياسة الأميركية بعض
المتاعب.
وأضاف أنه من الطبيعي التمادي في مثل هذه
المفاصل التي تتعرض فيها لضغوطات عسكرية أوأمنية أو إقتصادية أو سياسية، أن تحاول
دائماً مراقبة الحدث والتعليق عليه، لتقول لأصحابها نحن هنا ونتابع الوضع بخدمة
الهدفين السلبي والإيجابي فيما يتعلق بالمصالح الأميركية.
وأردف عبد القادر: "الخلاف مع إيران
الذي أصبح عمره أربعة عقود، محط اهتمام في كل الإدارات الأميركية وليس فقط إدارة
ترامب بل أيضاً إدارة كارتر وقياس الثورة الإيرانية وإنشاء الجمهورية الإسلامية، وبقيت
إيران في مقدمة الإهتمامات الأميركية في المنطقة فيما يختص بالمصالح الأميركية من جهة، ودفاعاً
عن حلفاء أميركا من جهة أخرى.
ورأى أن هذا التصريح ليس له علاقة بما يجري في الكونغرس لمحاولة عزل
الرئيس ترامب
أو إلغاء الإتفاقية النووية التي سبق ووقعها
الرئيس أوباما. وأضاف: " إيران تحاول أن يكون لها اليد الطولى في هندسة
سياسات هذه الدول، ما يعكس أولوية من الأولويات الأميركية سواء لجهة شد عصب
الحلفاء أو لجهة الدفاع عن المصالح الأميركية وتعاطي إيران، على أمل أن تؤدي العقوبات والحراك
الشعبي سواء في إيران أو الدول المجاورة إلى إضعاف النظام الإيراني على أمل إسقاطه".
وختم
عبد القادر بالقول: "تصريحات بومبيو تظهر أن لديه عقدة ويريد أن يفرج عن كربته من خلال تصريحات تدعم
الديبلوماسية الأميركية، وهذا من صلب
العمل الديبلوماسي الأميركي الذي يخدمه
بومبيو". ورأى أن بومبيو ينسجم مع ترامب في السياسة التي ينتهجها، كما رأى أن
الأخير ولأول مرة، بقي الشخص الذي استطاع
ان يتفهم رؤية بومبيو للسياسة الأميركية
وما يجب ان تقوم به اميركا تجاه أعدائها.