أما وقد بلغت عقارب الساعة الخامسة من فجر الأمس، مُعلنة انطلاق ساعة صفر تطبيق قرار الإقفال الشامل، على أثر التفشّي المُخيف لفيروس «كورونا»، الذي نشر ضحاياه في أرجاء البلد، مصحوباً بنسخة متحوّرة من الوباء، تماهت مع غباء ولامبالاة واستهتار شعبي، كلّها أسفرت عن حتمية وضرورة الإقفال، ولو على حساب أرزاق الناس، وإلا فإنّ الآتي لن يكون إلا الموت الجماعي.
وعليها كانت الصورة يوم أمس، أقرب إلى الإقفال الأوّل، حيث فرغت الطرقات من الناس، وأغلقت كل المحال، اللهم إلا المستثناة منها، وكان الإلتزام أقرب إلى 95%، حيث بدت الشوارع فارغة، ليبقى الامتحان بإلتزام الناس بحالة الطوارئ التي من المقرر أن تستمر حتى 25 الجاري، ما يستتبع منع خروج ودخول المواطنين إلى الطرقات العامة، وإقفال كل الإدارات والمؤسسات العامة والمصالح المستقلة والجامعات والمدارس والحضانات والأرصفة البحرية والملاعب الرياضية.
وباختصار شديد، شهدت العاصمة بيروت والضاحية الجنوبية، ومختلف المناطق، لاسيما التي تشتهر بزحمتها، إقفالاً تاماً، وأفادت دائرة العلاقات العامة في بلدية بيروت، في بيان «أن محافظ بيروت القاضي مروان عبود أوعز الى فوج حرس بيروت تكثيف دورياته في مدينة بيروت للتأكد من تنفيذ إجراءات الإقفال العام وذلك للحد من تفشي فيروس كورونا، ويقوم فوج حرس بيروت منذ ساعات الصباح الاولى بتسيير الدوريات في كل مدينة بيروت ومنع أي خرق لقرار منع التجول أو مخالفة قرارالاقفال».
صيدا على إلتزامها بالإقفال.. الحركة اختفت
من ناحية أخرى، أفاد البيان بأنّه «بتوجيهات المحافظ عبود بالتعاون مع وزارة الصحة العامة ومنظمة أطباء بلا حدود قام مسعفون من فوج اطفاء مدينة بيروت بإشراف أطباء مصلحة الصحة العامة في بلدية بيروت بإجراء فحوصات PCR لنزلاء أحد الفنادق في منطقة عين المريسة بعد ورود معلومات عن الاشتباه في وجود إصابات بين نزلاء الفندق.
تحذير وهفوات لا تُغتفر
إلى ذلك، نشرت قوى الامن الداخلي على حسابها عبر «تويتر»: «حاجز لقوى الامن في محلة عيون السيمان خلال تساقط الثلوج وتنظيم محاضر ضبط بحق مخالفي قرار التعبئة العامة. نحذر المواطنين من التوجه الى المناطق الجبلية خلال فترة الاقفال». وأرفقت التغريد بهاشتاك #التزامك_امانك#
إلتزام تام في حاصبيا بقرار الإقفال الشامل
وفيما حذرّرت القوى الأمنية من الخرق، كان الخرق فاضحا في بلد يُعتبر أرضا خصبة لكل الاستثناءات، إذ بعد ساعات على إطلاق منصة إلكترونية لطلب إذن التنقل من جانب مَنْ لا يشملهم الاقفال وحظر التجول، انطلق مسلسل الفضائح ليذكّرنا مجددا بأننا نعيش في لبنان، حيث لا يمكن أن ينفذ قرار رسمي من دون هفوات مرعبة، حيث اشتكى عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي من أن المنصة الإلكترونية لم تواكب فعلا انطلاق العمل بقرار الاقفال، مع طرح أصحاب أسماء وهمية طلبات للخروج، فنالوا الرضا، حيث اعترف أحدهم عبر «تويتر» بأنّه استحصل على أذونات تتيح له الخروج من بيته طوال النهار، فكل ما في الأمر أنّه غير المناطق التي يريد زيارتها، فكان له ما أراد... في المقابل، كشف آخر عن أنه حصل على إذن خروج لسبب أقل ما يقال فيه أنه تافه... نسي الرجل علبة طعامه في مكان عمله، ما أثار غضب أمه... فما كان منه إلا أن طلب الخروج لاستعادة العلبة....
سوق الخضار في حي اللجا غابت زحمته
أما مسخرة المساخر، فهي طلب إذن خروج لكل من رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله للخروج.. أيُعقل؟!