انقلب المشهد في الشارع اللبناني، كورونا هي الحدث، كل التصاريح والتغريدات والحديث في الصالونات بين لبناني وآخر كان عنها، بعدما دخل هذا المرض الذي دار حول العالم رسميا الى لبنان بعد مؤتمر صحافي لوزير الصحة حمد الحسن كشف خلاله المستور.
وكما هي عادة اللبناني الذي يعشق الحياة حتى في اللحظات الصعبة، تحول الحديث عن كورونا الى مادة للتنكيت والنوادر و"اللعب على وتر الوجع"، وتناسى اللبنانيون هم المشاكل الإقتصادية التي تضك مضاجعهم، واموالهم المنهوبة ومشلكلة المصارف والنقمة على الطبقة السياسية.
من هذه اللحظة ستحل كورونا ضيفا على اللبنانيين، ستشاركهم أوجاعهم وتزيد على وجعهم وجعا، ستكون فرصة لهم لإلتقاط أنفاس وجع السياسة، والتوجه الى عالم آخر، هو عالم كورونا حديث الساعة لدى كل البشرية.
النواب تحولوا الى مرشدين صحيين فأغدقوا النصائح على الشعب حول سبل مواجهة المرض والتصدي له، فيما وزارة الصحة دعت اللبنانيين الى عدم القلق، وهي تدرك حجم القلق الذي يعيشونه والأت من كل حدب وصوب، وبدأت تنتشر تجارة الكمامات التي تعتبر أحد طرق الوقاية، فيما كثرت الشائعات عن وجود حالات جديدة في هذه المستشفى أو تلك.
بإختصار، لبنان مستنفر، وكورونا دخلت، والكل يسأل ماذا بعد كورونا؟ من سيكون الضيف التالي؟ وهل سيكون هناك المزيد من الإصابات؟ وكيف تكون الوقاية؟ أسئلة كثيرة تنتظر الإجابة عليها في دولة لا تعرف الا الترقيع.