اشعل حال تردي الأوضاع المعيشية الشارع يوم أمس الأحد إذ احتشد مئات اللبنانيين في كافة المناطق اللبنانية رافعين شعارات رافضة للتراجع المعيشي الحاصل لاسيما لجهة انخفاض الليرة مقابل الدولار وانعكاسها سلباً على القدرة الشرائية للمواطن واحتجاجاً على المخاطر التي تهدد حياتهم بعد الأزمة المالية.
بدأت التحركات أمس من ساحة الشهداء في بيروت، حيث اتجه المعتصمون نحو مقر الحكومة، وسرعان ما تمددت التظاهرات الى مختلف المناطق اللبنانية، وكانت تحركات العاصمة قد شهدت محاولات من قبل المحتجين للدخول إلى السراي الحكومي، واجتياز الحواجز والأسلاك الشائكة، بينما تمركزت قوات مكافحة الشغب في الموقع، وأثيرت مخاوف بشأن تجدّد المواجهات التي سبق واندلعت في احتجاجات سابقة كان آخرها في أيار الماضي.
وانسحب عدد من المشاركين بعد التحرك نحو السراي الحكومي، لكن آخرين أقدموا على قطع عدد من الطرق في محيطه، وأشعلوا الإطارات المطاطية في العديد من شوارع بيروت وفي مناطق البقاع والشمال الجنوب، وانتشر المئات من عناصر مكافحة الشغب لضبط التحركات الاحتجاجية في أكثر من منطقة في بيروت.
كموا أفواههم بالعملة الوطنية إحتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية المتردية
مواجهات وشغب
وكان قد عمد أمس بعض المحتجين الى قطع بعض شوارع بيروت بالإطارات المشتعلة ومنها عند مستديرة الكولا وجسر الرينغ وطريق بشارة الخوري كما أفيد عن مواجهات أمام جامع محمد الأمين وتردّدت معلومات عن سقوط 4 إصابات، ووقعت عمليات كر وفر بين القوى الأمنية والمحتجين عند جسر الرينغ في بيروت وقرب المرفأ في الصيفي.
تدافع بين القوى الأمنية والمحتجين في رياض الصلح
كما افادت معلومات عن قيام مجموعات من المتظاهرين تجول على الدراجات النارية في زقاق البلاط وكركول الدروز وشارع مار الياس، بأعمال شغب، محاولة قطع الطريق امام ثانوية الحريري في البطريركية عبر وضع مستوعبات النفايات في وسط الطريق.
حشود المتظاهرين وسط البلد
وفي السياق، اعتقلت القوى الامنية أحد المعتصمين، وتقدمت قوى مكافحة الشغب باتجاه المعتصمين تحت جسر الرينغ حيث دارت عملية كر وفر، وتراجع المعتصمون باتجاه ساحة بشارة الخوري وهم يرشقون قوى الامن بالحجارة. وقرابة الخامسة عصر أمس، تمكنت القوى الأمنية من اعادة فتح جسر الرينغ.
يعبران على دراجة نارية وسط الاطارات المشتعلة التي قطعت جسر «الرينغ»
قطع الطرقات بحاويات النفايات في بشارة الخوري
طرابلس
وفي طرابلس، وبعد الإعتصامات التي شهدها وسط بيروت ومحيط العاصمة، تمددت التظاهرات الغاضبة لتنطلق معها مسيرات شعبيّة في طرابلس ورُفعت لافتات وشعارات مناهضة لسياسة الحكومة وتدعو إلى سقوطها.
وانطلق عشرات الشبان من الاسواق الداخلية في طرابلس بمسيرة في اتجاه ساحة النور، مرددين هتافات ضد سياسية الحكومة الاقتصادية ومطالبين باسقاطها، وجابوا الشوارع وصولا الى الساحة، حيث تجمعوا على جوانب الطرق ووسط المستديرة، دون ان يعمدوا الى اقفالها، وسط اجراءات امنية لعناصر قوى الامن الداخلي.
وجابت دراجات أحياء وشوارع عدة في طرابلس منها الزاهرية والتل والمصارف وكرم القلة، وصولا إلى ساحة عبد الحميد كرامي، حيث نفذ عدد منهم اعتصاما، رافعين لافتات نددت بالحرمان كما شهدت ساحة عبد الحميد كرامي، وسط مدينة طرابلس، اعتصاما عمد خلاله المشاركون إلى حرق شعارات سياسية كانت قد رفعت في وقت سابق في الساحة، وكذلك إضرام النار في عدد من الإطارات.
وألقيت كلمات نددت بالأزمة الاقتصادية الراهنة. واقدم عدد من المحتجين على ازالة صورة عدد من الشخصيات في ساحة النور في طرابلس، واحراق البعض منها. كما رددوا عتافات ضد بعض السياسيين في منطقة المعرض في طرابلس. وافيد عن تظاهرة جابت شوارع طرابلس مطالبة باسقاط العهد وجبران باسيل.
المحتجون وسط ساحة النور في طرابلس
العبدة
وفي عكار اعتصم عدد من الناشطين عند مستديرة العبدة على المدخل الجنوبي لمحافظة عكار، بمشاركة عدد من المخاتير والفاعليات، وذلك احتجاجا على الأوضاع والظروف المعيشية الصعبة.
وطالب المحتجون بعدم «تحميل الناس المزيد من الأعباء، وتأمين فرص عمل للشباب، وفتح الجامعة اللبنانية قي العبدة، وإعادة فتح مطار القليعات ووقف الهدر والفساد»، بينما عمد بعضهم إلى إضرام النار في مستوعبات النفايات، ووضعوها في منتصف الطريق.
وأعرب رئيس اتحاد روابط مخاتير عكار زاهر الكسار المشارك في الاعتصام عن أسفه «لما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للناس، والتي فاقت كل حد».
صيدا
{ وفي صيدا، نفّذ العشرات من أبناء مدينة صيدا صباح أمس (الأحد) تظاهرة شعبية انطلقت من ساحة الشهداء في صيدا وجالت شوارع المدينة مروراً بساحة القدس وصولاً إلى ساحة النجمة، وذلك رفضاً لسياسات التجويع والإفقار التي أوصلت لبنان إلى مرحلة الإفلاس في كل المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والبيئية.
رفع المتظاهرون لافتات تندد بالوضع وتطالب بإسقاط النظام السياسي الطائفي الفاسد، ورددوا هتافات مطلبية تعبّر عن إستيائهم من الوضع الحالي.
تأتي هذه التظاهرة ضمن سلسلة التحركات التي تنفذ في مختلف المناطق اللبنانية، وتدعو «اللبنانيين للنزول إلى الشارع وللتعبير عن الوجع والغضب ورفض بقاء هذه السلطة السياسية الفاسدة التي استنزفت وهدرت وجوّعت الشعب اللبناني».
متظاهرون يحملون يافطات مُنددة في صيدا
أوتوستراد الزهراني
الى ذلك، عمد عدد من الشبان الى قطع اوتوستراد الزهراني عند مفرق السكسكية، حيث اضرموا النيران في اطارات مستعملة، لكن سرعان ما حضرت القوى الامنية واعادت فتح الطريق بالمؤازرة مع عناصر الدفاع المدني من مركز الصرفند الذين عملوا على اخماد الحريق.
النبطية
{ وكما أفاد مندوب «اللـواء» في النبطية سامر وهبي بأن شبان غاضبون أقدموا مساء أمس على قطع اوتوستراد حبوش النبطية احتجاجا على تردي الاوضاع الاقتصادية وقاموا بحرق الإطارات وسط الأوتوستراد الذي ازدحام للسير، وردد المحتجون هتافات تندد بما وصلت به «اوضاعهم الاقتصادية من سوء وتدهور وعوز».
إشعال اطارات مطاطية في النبطية
بعلبك
وفي بعلبك نظمت جمعية Safe Side وقفة احتجاجية على تردي الوضع المعيشي والاقتصادي والخدماتي، عند دوار بلدة دورس لجهة مدخل بعلبك الجنوبي.
وتحدث رئيس الجمعية حسين زين ياغي، فأكد أنها «صرخة احتجاج على ما وصلنا إليه من ترد في أوضاعنا الاقتصادية والمعيشية وعلى ارتفاع نسبة البطالة والفقر والتلوث والفساد».
رياق
وتجمع عشرات المحتجين على طريق رياق - حمص الدولية عند مفرق بلدتي بريتال والحمودية، إحتجاجاً على الفساد وتردي الوضع المعيشي، ورفعوا لافتات تطالب بمحاسبة الفاسدين، وبتأمين الاستشفاء وفرص العمل والخدمات.
وتحدث الناشط الاجتماعي جمال صالح، فقال: «تحركنا اليوم ليس موجهاً ضد شخص أو تيار معين، تحركنا هذا في وجه الذي سرق المال العام ولا زال ينصب نفسه زعيماً على الشعب».
وأعلن المطالب ومنها: «تحسين الأوضاع المعيشية، وتأمين الخدمات الأساسية للمواطنين، ومعالجة النفايات، واعتماد سياسات زراعية تحمي المزارع، ومحاسبة الفاسدين، وإعداد قانون انتخابي يمثل طموح الشعب.
شتورا - زحلة
كما عمد شبان في منطقة جلالا، إلى قطع الطريق الدولية شتورا- زحلة- بعلبك، وعلى الفور وصلت قوة من الجيش وأعادت فتح الطريق. كما أقدم متظاهرون على قطع طريق الفرزل - الكرك بالاتجاهين بالسيارات امام سنتر الحمرا بلازا، احتجاجاً على الأوضاع المعيشية الصعبة.
طبرجا
كما قطع متظاهرون أوتوستراد طبرجا المسلك الغربي بالاطارات المشتعلة وعلى الفور حضر الى المكان عناصر من مفرزة سير جونية علمت على تسهيل السير امام المارة.
تغطية وتصوير: جمال الشمعة، طلال سلمان، ثريا حسن زعيتر ومحمد أبو اسبر.