بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 كانون الأول 2019 01:53م لماذا أفرجت أميركا عن المساعدات المالية للبنان في هذا التوقيت؟

حجم الخط
ينشغل المجتمع الدولي بتطور الأوضاع في لبنان لاسيما الملف الحكومي وتحركات الشارع الرافضة حتى اليوم أي إسم مقترح لترؤسها. في غضون ذلك، كان لافتاً أمس، خبر الإفراج عن مساعدات أميركية للبنان كانت معلّقة. فإلام يرمي قرار إعادة تحريك قرار المساعدات في هذا الوقت تحديدا؟ً

الخبير الأمني والإستراتيجي ناجي ملاعب قال لـ"اللواء" : من الواضح أن المساعدات الأميركية للبنان والجيش اللبناني هو استثمار بالأمن منذ خروج السوريين من لبنان عام 2005 وهذا الإستثمار كان يتراوح مابين 80 حتى 120 مليون دولار سنوياً ولم يكن محصوراً فقط بالجيش اللبناني، إنما بالأمن الداخلي والأمن العام وحتى الأجهزة العسكرية تطالها تلك المساعدات.

وأضاف ملاعب: عملياً قبل بدء الحراك في الشارع في 17 تشرين، بدأت وكالات الأنباء تقول إن المساعدة الأميركية للبنان هي قيد إعادة النظر، وأوضح أن هذا حصل، لأن الوضع مرتبط بالحالة الإقتصادية التي وصل إليها لبنان، والقيادة السياسية التي لم تستجب حتى سابقاً للنداءات الدولية بعد أن اجتمعت الدول المساندة للبنان في فرنسا بما عرف بمؤتمر سيدر بنهاية 2018 أي بعد مرور عام على هذه الإجتماعات. ولم يتطور الوضع في لبنان ولم تحصل أي إصلاحات.

نتيجة بحث الصور عن ناجي ملاعب
الخبير الأمني والاستراتيجي ناجي ملاعب

وأردف: عندما بدأت الإنتفاضة وقوبلت بهذا الإستلشاق السياسي وغض النظر عن كل ما يمكن إصلاحه في هذا البلد من قبل السلطة السياسية، اتخذ قرار بوقف المساعدة، ونقلت وكالة رويترز هذا الكلام عن مسؤولين أميركيين. ثم عاد وصدر كلام رسمي من وزارة الخارجية الأميركية بأن "المساعدة مستمرة والدليل أننا ما زلنا مستمرون بالمساعدات المتفق عليها وأرسلنا بالأمس أي منذ نحو أسبوعين دفعة جديدة من الآليات".

ولفت ملاعب إلى أن الكلام الذي صدر عن رئيس لجنة شؤون الخارجية الأميركي طلب توضيحاً عما إذا كانت هذه المساعدات ما زالت موجودة أم لا والسبب إذا قطعت. ورأى أن هذا، نوع من حث الأميركيين على الموضوع.

وقال: هذه المساعدة تعني أن أميركا تستطيع معرفة تدريب الجيش اللبناني من خلال كفاءته إنضباطه، وأن تمنع عنه أي توجه نحو بلدان أخرى، وبالذات نحو روسيا والدول الإشتراكية السابقة. ورأى أن الأميركيين مصرون على هذه المساعدة لتقنين قدرات الجيش اللبناني مقابل إسرائيل، حتى لا يستطيع الحصول على أسلحة تقنية حديثة كالأسلحة المضادة للطائرات.
كما رأى ملاعب أن عودة المساعدات في هذا الوقت، تعني أن هناك استجابة من قبل السلطة الحالية في لبنان للمطالب الأميركية، وأن هذه الإستجابة يمكن أن تكون تقيّداً بموقف سياسي معين واستثمار عسكري في سبيل موقف سياسي كي لا يجر لبنان إلى مكان آخر بالنسبة لأميركا.

وقال إن هذا التوقيت هو إعادة تأكيد أن هذه المساعدة ما زالت موجودة واتخذ فيها وبقيمتها قرار رصد 105 مليون دولار وأكد أن إعادة هذه المساعدة، مرتبطة بالوضع السياسي اللبناني وإذا كان هناك تجاوب من السلطة اللبنانية لمرحلة مقبلة من الإصلاح.
وتابع: غداً لناظره قريب، ولفت إلى وجوب الأخذ بعين الإعتبار أن بقاء الجيش اللبناني على مناقبيته وحسن تعامله مع الإنتفاضة ومع شعبه كما قال قائد الجيش، هو "نجاح للإستثمار الأميركي بتحقيق جيش ليس منجرا الى سلطة معينة بل جيش يحافظ على مبادئه في السلم الأهلي وحفظ الأمن بمعزل عن الطلبات السياسية التي ترده من موتورين ما زالوا موجودين في السلطة ويحاولون جر الجيش إلى ما لا تحمد عقباه".

وختم ملاعب بالقول: "موقف الجيش اللبناني بالتعامل مع الإنتفاضة، هو مبرر بأن الإستثمار الأميركي ناجح وسوف يقود البلاد إلى إصلاح جديد".

المصدر: "اللواء"