ينعم لبنان بخيرات العاصفة "لولو" الهدية السماوية، للعام ٢٠١٩. كاللؤلؤ الأبيض، اكتست جبال الأرز بحلّة بياضها ونقاوته؛ وبغض النظر عما تسببه من بعض الانهيارات والانجرافات والسيول، إلا أنها تحمل الخير وتجعل من لبنان جنة على الأرض، فنمتّع أنظارنا بمشهدية خلّابة تزيّن الشجر والحجر .
أسماء عديدة ومتنوعة تطلق على العواصف، اليوم "لولو" وقبلها أنجيلا، وجيرت، وهارفي، وإيرين، وجوز، وكاترينا، وماريا وريتا، إضافة الى ستان، وتامي، وفينيس، وويلما وغيرها من الأسماء، فعلى أي أساس تطلق؟ ومن الذي يطلقها؟
في نهاية القرن التاسع عشر، قام عالم الأرصاد الإيطالي كلمنت وراغي بتسمية الأعاصير بأسماء الناس، واختار أسماء ذات أبعاد متناقضة فأطلقها على سياسيين كان يكرههم ونساء كان يحبهن، بيد أن قوة اليد السياسية استطاعت أن تبعد نفسها عن التسمية، فظلت ملتصقة بالعنصر النسائي.
وقبل اللجوء الى أسماء العلم او الحيوانات أو النباتات لتسمية الظواهر المناخية، كان يتم الاعتماد على الاحداثيات؛ فكانت الأعاصير تسمى بحسب المكان المارة فيه، مثل إعصار ميامي أو هيوستن، أو بحسب التاريخ، مثل إعصار 1898و 1906.
ثم اعتُمد في الكاريبي اسم القديس الذي يُصادف وصول الاعصار مع يوم الاحتفال بعيده، وبذلك ضرب الإعصار سانتا أنا بورتو ريكو في 26 تموز 1825.
" إنها قضية ثقافة، فاختيار الأسماء بحسب الأشخاص أو الحيوانات، تحكمه قوة العاصفة والكوارث التي يمكن أن تسببها، وإذا كانت مدمرة أم تحمل الخيرات فقط".
وهذا ما جرى مع إعصار أندرو، الذي ضرب جنوب الولايات المتحدة في آب 1992 مخلفا 23 قتيلاً وخسائر بقيمة 21 مليار دولار، ومع ميتش الذي كان الأشدّ تدميراً في تاريخ البلاد، اذ خلّف 5657 قتيلاً و8058 مفقوداً عام 1998، اضافة الى اعصاري تشارلي وايفان، اللذين ضربا فلوريدا وكوبا، بين آب وأيلول 2004.
بالنسبة لجزر الكاريبي وخليج المكسيك وشمالي الأطلسي، يعاد تكرار قائمة أسماء العواصف كل ست سنوات، مع إسقاط الأسماء التي تسبب كوارث واستبدالها بأسماء أخرى تبدأ بنفس الحرف ومن نفس النوع (مذكر أو مؤنث).
وتجدر الإشارة الى أن العواصف الاستوائية لا تحمل أسماء، الا اذا راوحت قوتها بين 8 و11 درجة على مقياس «بوفورت»، أي ما بين 62 و117 كيلومتراً في الساعة.
أما في شمال غرب المحيط الهادئ وخليج البنغال وبحر الصين، فهناك لوائح أخرى تضم أسماء حيوانات أو نباتات تُرجمت الى اللغات الاقليمية. وهناك 8 دول في شمالي المحيط الهندي أعدّت قائمة بـ64 اسماً للأعاصير التي تضربها.