بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 آب 2020 12:05ص ماكرون: سأعود في أيلول لأرى ماذا فعل الرؤساء إزاء الإصلاحات والعقد الجديد

الأولوية لتفقد الانفجار ومقابلة الناس.. و«حزب الله» شارك في لقاء رؤساء الكتل

الرئيس عون مستقبلاً الرئيس ماكرون في المطار الرئيس عون مستقبلاً الرئيس ماكرون في المطار
حجم الخط
 أموال سيدر قائمة وسننظم مؤتمراً دولياً لإعادة الإعمار

طمأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اللبنانيين ان لبنان ليس وحيدا وانه يزور بيروت ليس ليدعم الحكم إنما الشعب، مؤكدا ان لبنان بحاجة الى تغيير سياسي معلنا انه سيقترح خارطة طريق لمساعدته في الخروج من أزمته وعودته الى المجتمع الدولي ووعد الشعب بأنه سيعود في  الأول من أيلول الى لبنان لمتابعة ما سيطرحه، وإن لم يستمع له المسؤولون ستكون هناك مسؤولية اخرى من قبله تجاه الشعب.
وكشف ان «فرنسا ستنظم مع أميركا والبنك الدولي والاتحاد الاوروبي وسنبدأ باتصالاتنا وسننظم مؤتمراً عالمياً لدعم اللبنانيين بهدف دعم المساعدات المالية الأوروبية والأميركية والعالم كله لتأمين الأدوية والغذاء وكل ما هو ضروري للسكن».
وصل الرئيس الفرنسي الى مطار رفيق الحريري الدولي على رأس وفد رسمي ضم كلا من وزير الخارجية جان ايف لودريان، رئيس الاركان الخاص بالرئيس الفرنسي الاميرال جان فيليب رولان، المستشار الدبلوماسي للرئيس ايمانويل بون، مدير البروتوكول والشؤون الدبلوماسية فيليب فرانك، ومساعدة المستشار الدبلوماسي في الرئاسة الفرنسية اليس روفو، مستشار شؤون شمال افريقيا والشرق الاوسط باتريك دوريل، مستشارة الشؤون الثقافية والاتصالات في الرئاسة الفرنسية ريما عبد الملك ومستشارة الشؤون التقنية والاتصالات الدولية آن صوفي براديل، المرافق العسكري للرئيس الفرنسي الكولونيل فانسان مانغيه، والنواب: رئيس لجنة الصداقة الفرنسية - اللبنانية في البرلمان لويك كيرفان ونائبته غوينديل رويار، ممثلة الفرنسيين المقيمين خارج فرنسا في البرلمان اميليا لاكرافي، السفير بيار دوكان ومترجمة اللغة العربية الخاصة بالرئيس يولا ابو حيدر، فيما كان السفير الفرنسي في لبنان برنار فوشيه في استقباله مع عدد من اركان السفارة. واستبق هذا الوصول بتغريدة قال فيها. «لبنان ليس وحيدا».
كان في إستقبال ماكرون رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وزير الخارجية والمغتربين شربل وهبه، المدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير، رئيس جهاز امن المطار العميد جورج ضومط وعدد من المسؤولين الرسميين والعسكريين.
وتوجه الرئيسان الى القاعة الرئاسية في المطار حيث تبادلا اطراف الحديث، واستفهم الرئيس الفرنسي عن «الانفجار ونتائجه والصور والوثائق المتعلقة به»، وسأل عن «الحاجات السريعة والدقيقة التي يحتاجها لبنان حاليا لتخطي تداعيات هذه الكارثة»، مشددا على «اصرار فرنسا على دعم لبنان في هذه الفترة»، كاشفا عن «مسعى تقوم به من اجل تأمين مساعدة على الصعيد الدولي».
وشكر الرئيس عون خلال الحديث نظيره الفرنسي على مبادرة حضوره الى لبنان، وعلى التحرك الفرنسي السريع للمساعدة، مشيرا الى ان «اللبنانيين جميعا يشعرون بالامتنان لهذه الخطوات الفرنسية التي تجسد عمق الروابط». وشرح «كيفية تعاطي الدولة اللبنانية مع هول الفاجعة، والخطوات التي اتخذت من اجل مواكبة نتائجها للتخفيف عن اللبنانيين قدر الامكان».
ثم رافق الرئيس عون نظيره الفرنسي الى الموكب الذي كان ينتظر ان يقله الى مرفأ بيروت، حيث تحدث الرئيس ماكرون الى الصحافيين، فيما عاد الرئيس عون الى قصر بعبدا لاستقبال الرئيس الفرنسي عند انتهائه من جولته.
وقبيل انتقاله الى القيام بجولته في المرفأ، دار بين الرئيس ماكرون والصحافيين حوار، فقال: «اتيت الى بيروت بصورة طارئة حاملا رسالة تضامن وشهادة دعم وصداقة اخوية للبنان ولشعبه بعد الانفجار الذي حصل في الرابع من آب الفائت في مرفأ بيروت، والذي اصاب الشعب اللبناني بأسره. ولا بد من التأكيد ان هذا التضامن هو قبل كل شيء، امر بديهي، لان هذا هو لبنان وهذه هي فرنسا، ومن واجبي التواجد هنا لاشهد لهذه الصداقة وهذه الاخوة من قبل شعبنا تجاه الشعب اللبناني. وقد اتيت تاليا لأصغي واطلع، واقوم بتنظيم المساعدات الاولية والدعم الى الشعب اللبناني».
اضاف: «نرغب بتنظيم المساعدات الى لبنان على الصعيد الأوروبي وبشكل أوسع على الصعيد الدولي، وسنتخذ مبادرات شتى في هذا الاطار على ضوء المحادثات التي سأجريها، وبعد الاطلاع على حاجات السلطات اللبنانية والفرق الموجودة على الأرض. وسأنتقل الآن للاطلاع على الواقع في المرفأ وتبادل الآراء مع فرق الإغاثة والمؤسسات غير الحكومية التي باشرت عملها بشكل طارئ».
واكد ان هذه الزيارة مناسبة لاجراء حوار صادق هو من قبيل الالزام تجاه القوى السياسية والمؤسسات اللبنانية. ولا اعتقد انه يمكن اليوم التغاضي عن مثل هذا الحوار».
وردا على سؤال، أوضح ماكرون ان «الأولوية الآن تكمن في دعم الشعب اللبناني من دون أي شرط. وهذا هو أساس الالتزام الذي تأخذه فرنسا على عاتقها منذ اشهر، لا بل منذ سنوات، لا سيما لجهة دعم الإصلاحات في عدد من القطاعات ومنها الطاقة والأسواق المالية ومكافحة الفساد... اذا لم تحصل هذه الإجراءات سيواصل لبنان انحداره. هذا حوار آخر يجب ان يحصل وأتمنى ان اقوم به».
وعما اذا كانت المساعدات ستذهب الى المؤسسات ام الى السياسيين، قال: «سنقوم بتنظيم الامر، بحيث تأتي المساعدات الى حيث يجب على الأرض. لذلك سألتقي فرق الاغاثة والمنظمات غير الحكومية، وأتمنى ان نتمكن مع الأمم المتحدة من ان يكون لدينا تنظيم للمساعدات على الأرض بشكل تصل فيه الى اللبنانيين المتضررين، أي الى الشعب اللبناني، وهذا ما نحتاج الى القيام به حاليا».
ومن المطار انتقل الرئيس الفرنسي والوفد المرافق، وبعد المرفأ، توجه ماكرون الى الجميزة ومار مخايل لتفقد الاضرار. 
قصر بعبدا
 ثم انتقل الى بعبدا قرابة الثانية وأربعين دقيقة، حيث كان في استقباله عند المدخل الخارجي للقصر الرئيس عون، وتوجها بعدها الى مكتب الرئيس عون، وعقدا قمة لبنانية - فرنسية استمرت لنحو نصف ساعة، انتقل بعدها الرئيسان إلى صالة السفراء حيث انضم اليهما رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب، ودام الاجتماع الرباعي قرابة خمس وثلاثين دقيقة ليغادر بعده الرئيسان بري ودياب. ثم اختلى الرئيس عون بضيفه لدقائق، استكمالا لمحادثات القمة.
تصريح ماكرون
وبعد انتهاء الخلوة مع الرئيس عون التي أعقبت الاجتماع الرباعي، ادلى الرئيس ماكرون بالتصريح التالي الى الإعلاميين: «لقد اتيت الى لبنان، كما سبق وقلت منذ وصولي، وكررته عند تفقدي للتو مرفأ بيروت، كما واثناء الاستماع الى فرق الإنقاذ والاغاثة وخلال الوقت الذي امضيته في مواساة اللبنانيات واللبنانيين، كي اقدم كل مشاعر تضامن فرنسا والشعب الفرنسي الى الشعب اللبناني، بعد الانفجار الهائل الذي وقع في 4 آب. وتتجه افكاري قبل أي امر اخر الى الذين قضوا في هذا الانفجار الرهيب. وهناك بين الضحايا فرنسيون ولبنانيون من حاملي الجنسية الفرنسية، اليهم أتوجه بالفكر أيضا، والى عائلاتهم وعائلات الجرحى، وفي نفس الوقت الى اللبنانيات واللبنانيين الذي عانوا جسديا ومعنويا مباشرة او من خلال انسباء لهم في هذا الانفجار».
اضاف: «لقد اتيت الى هنا أيضا من اجل ان أعبّر عن دعم الأمة والشعب الفرنسيين، وتقديم هذا الدعم الى الشعب اللبناني. وهو دعم بدأ من خلال ثلاث طائرات مساعدة ارسلناها بشكل طارئ، محملة بالمواد الطبية ووسائل الإغاثة. وهناك طائرة أخرى ستصل بعد ساعات قليلة حاملة المزيد من العون من اجل المساعدة في معالجة نحو 500 جريح. وسنواصل دعمنا بكافة الوسائل إضافة الى تقديم الادوية ووصول المساعدين الطبيين وقوات شرطة متخصصة، وتقديم مواد غذائية وكل ما من شأنه المساهمة في إعادة الاعمار بأسرع ما يمكن».
وقال: «لقد عبرت للرئيس عون عن ارادتنا بالوقوف الى جانب لبنان بهدف تنظيم المساعدات الدولية السريعة. كما اود أيضا ان تجرى التحقيقات بأٍسرع وقت في اطار مستقل تماما وشفاف، من اجل الوصول الى معرفة ما حصل وأسباب هذا التفجير. ومن باب الواجب التوصل اليه خدمة لجميع الضحايا وعائلاتهم. وابعد من الانفجار بحد ذاته، هناك ازمة سياسية معنوية واقتصادية ومالية مستمرة منذ عدة اشهر لا بل منذ سنوات، وقد اصغيت الى صداها اليوم من خلال الغضب في الشارع. وهي ازمة تستلزم مبادرات سياسية قوية، ولقد تحدثت في الامر مع الرئيس عون والرئيسين بري ودياب، بكثير من الصراحة والشفافية. بالواقع، يجب اتخاذ مبادرات سياسية قوية بهدف مكافحة الفساد، وفرض الشفافية، والقيام بالإصلاحات التي نعرفها والتي تم إقرارها منذ نحو سنتين في مؤتمر «سيدر» من إصلاح قطاع الطاقة ووضع حد لتقنين الكهرباء الذي يعاني منه اللبنانيون واللبنانيات، إضافة الى معالجة عدم شفافية القطاع المصرفي ووضوحه، وصولا الى اجراء تدقيق محاسبي شفاف في المصرف المركزي والنظام المصرفي، واطلاق التفاوض مع البنك الدولي، وأخيرا مواصلة اجندة «سيدر».
وختم: «لقد قلت للجميع بكل صراحة، انه يعود الى المسؤولين في السلطة، لشعب يتمتع بالسيادة، ان يضعوا هذه المقررات موضع التنفيذ، وهي ترتدي بالنسبة الي طابعا طارئا بشكل استثنائي، كما تشكل بنود عقد سياسي جديد لا مفر منه. واني متوجه الان الى مقر السفارة الفرنسية من اجل لقاء مختلف الافرقاء السياسيين الذين دعوتهم للتباحث معا في مختلف هذه الأمور، على ان أعقد مؤتمرا صحافيا اثر ذلك».
وعلق رئيس الجمهورية بدوره للصحافيين على زيارة ماكرون واصفا إياها بـ«الناجحة والمفيدة»، ومؤكدا أن «فرنسا ستساعد لبنان».
صور الأقمار الصناعية
من جهة أخرى، طلب رئيس الجمهورية من الرئيس ماكرون تزويد لبنان بالصور التي التقطتها الأقمار الصناعية خلال الانفجار في مرفأ بيروت، بهدف توفير معطيات إضافية تساعد التحقيق في ملابسات الجريمة. وقد وعد الرئيس ماكرون بتأمينها في اسرع وقت ممكن.
في قصر الصنوبر
 واختتم ماكرون زيارته بيروت بلقاء عقده في قصر الصنوبر مع رؤساء الكتل النيابية وحضره رئيس «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري، رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والنائب تيمور جنبلاط، رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع.
وعند انتهاء اللقاء غادر الرئيس سعد الحريري من دون الإدلاء بأي تصريح.
اما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط فقال: «كلام ماكرون واضح، اذا لم تساعدوا انفسكم لن نساعدكم، وبدأ بالامور البسيطة التي قالها وزير خارجيته اي «حلوا قصة الكهرباء والمياه والامور الحياتية»، وهي اهم من مناقشة السياسات الدولية والاقليمية، وكان واضحا ان لا ثقة للشعب بالطبقة السياسية».
أما النائب السابق سليمان فرنجية فاعلن ان «ماكرون تحدث بتغيير اسلوب العمل لا تغيير النظام، وهو أثبت بأنه صديق حقيقي للبنان».
وقال النائب سامي الجميل: «سمعنا من الرئيس الفرنسي فشة خلق، فقد قال الحقيقة كما هي. ومن اوصلنا الى هنا لن يُنقذنا ويجب ان نعيد القرار للناس بانتخابات مبكرة، واول طرح هو تغيير الحكومة ومن ثم تأتي الحلول الأخرى». 
أما رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع فقال: «مجرد ان رئيس فرنسا ترك كل مشاكل بلاده ليأتي الى لبنان فهذه خطوة كبيرة، ولقد قدموا مساعدات ويريدون تقديم سواها».
أما النائبان جبران باسيل ومحمد رعد فلم يدليا بأي تصريح.
هيئات المجتمع المدني
بعد ذلك عقد الرئيس ماكرون اجتماعا مع هيئات المجتمع المدني. ثم عقد مؤتمرا صحافيا أكد فيه أن «​فرنسا​ مع ​الشعب اللبناني​ في هذا الطريق اليوم وغدًا ولن تتركه أبدًا».
ولفت ماكرون الى انه «اطلعنا على آراء أخواننا اللبنانيين بعد هذه الحادثة ووجدت حزنًا عميقا وغضبا في الشارع، والغرض من هذا الجولة اليوم هو دعم الشعب اللبناني الحر».
وقال : «هذه الأخوة هي من الشعب الفرنسي للشعب اللبناني، واريد ان اوجه التعازي لكل العائلات التي تضررت وهناك فرنسيين تعرضوا للأذى ومئات اللبنانيين جرحوا واستشهدوا ولا يزالون ضائعين».
واضاف: «في هذه الحالة الطارئة كل الطاقة الفرنسية هي للبنان وأرسلنا عدداً من الطائرات وقدمنا مساعدات في كافة المجالات».
واعلن انه «في الساعات المقبلة هناك طائرات جديدة ستأتي إلى لبنان مع فرق طوارئ للمساعدة في البحث عن المفقودين وللتحقيق في القضية، والخميس المقبل ستصل إلى لبنان مساعدات أدوية للحالات الطارئة»، مؤكدًا أن «هذا التعاضد سيستمر حتى مساعدة كل الأشخاص المتضررين من أدوية وأغذية وأدوات لإعادة اعمار البيوت المهدمة، وأريد أن اشكر المؤسسات الفرنسية التي قدّمت المساعدات للمتضررين».
وكشف ان «فرنسا ستنظم مع أميركا والبنك الدولي والاتحاد الاوروبي وسنبدأ باتصالاتنا وسننظم مؤتمراً عالمياً لدعم اللبنانيين بهدف دعم المساعدات المالية الأوروبية والأميركية والعالم كله لتأمين الأدوية والغذاء وكل ما هو ضروري للسكن».
وقال: «الانفجار الذي ضرب المرفأ منذ يومين تسبب بضربة قوية لهذا البلد ولكن استيقظ لبنان مصدوم، وهو سيقف مجدداً والجميع واثق من هذا الأمر»، موضحاً انه «خلال الجولة التفقدية التي حصلت اليوم صباحاً رأينا الغضب في وجوه الشباب، وانا أقول للشعب اللبناني ان فرنسا ستقف الى جانبكم في موضوع التربية سنذهب بالدعم ابعد من ذلك وسندعم الجامعات، ونأمل ان نتمكن بالشراكة مع الداعمين ان نقوم بذلك، ويجب ان لا ننسى في هذه الفترة اهمية التعليم والمعرفة وسنكون الى جانب المدارس والجامعات لكي تستمر عملية التعليم وسندعم الثقافة وحرية التعبير، ويجب تعزيز حرية التعبير والصحافة، اضافة الى تعزيز القدرات في لبنان، وفرنسا منذ عامين تقريباً نظمت العديد من المؤتمرات لدعم لبنان وطلبنا الاصلاح في قطاع الكهرباء، والمساعدات بانتظار الاصلاحات، ولا بدّ من إعادة بناء نظام سياسي جديد والتغيير الجذري مطلوب، وانا كنت صريحاً مع القادة اللبنانيين وأنتظر منهم أجوبة شفافة على أسئلتي التي تناولت ميادين عدة وسأعود إلى لبنان في الأول من ايلول وأنا على علم أنّه بالإمكان القيام بهذه القفزة الكبيرة».

البيان المشترك لمحادثات القمة  اللبنانية - الفرنسية
بعد محادثات القمة اللبنانية - الفرنسية في قصر بعبدا، صدر عن المجتمعين البيان التالي:
«في اطار علاقات الصداقة التاريخية القائمة بين لبنان وفرنسا، قام رئيس الجمهورية الفرنسية ايمانويل ماكرون بزيارة عاجلة الى لبنان بتاريخ 6 آب 2020، اطلع خلالها على الأضرار الناتجة عن الكارثة التي وقعت بسبب الانفجار الهائل الذي شهده مرفأ بيروت في 4 آب 2020.
وقد استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الرئيس ماكرون في لقاء ثنائي، انضم اليه لاحقا كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء حسان دياب.
وتوجه الرئيس عون بالشكر الى الرئيس ماكرون على المساعدات الانسانية والطبية التي أرسلتها فرنسا، وأعرب عن تقديره لتضامنه مع لبنان لمعالجة آثار الكارثة المدمرة التي لحقت به والتي تزامنت مع الأزمات العديدة التي يواجهها لبنان، بدءا من أزمة النزوح السوري الكثيف، الى الأزمة الاقتصادية والمالية، وجائحة الكورونا. وأشاد الرئيس عون بجهود الرئيس ماكرون الشخصية لدعم لبنان في مواجهة هذه الأزمات على المستوى الثنائي، وكذلك على الصعيد الدولي، مذكرا بمبادرته لدعم المدارس الناطقة باللغة الفرنسية ودوره الأساسي في تنظيم مؤتمر «سيدر».
وأكد الرئيس عون التصميم الحازم على معرفة أسباب هذه المأساة - الجريمة وكشف ملابساتها والمتسبب بها وانزال العقوبات المناسبة بحقه، مشددا على أن هذه هي الأولوية اليوم.
من جهته، أعرب الرئيس ايمانويل ماكرون عن تعلقه بلبنان وشعبه والمكانة الخاصة التي يتمتع بها هذا البلد لدى الفرنسيين بمختلف اتجاهاتهم السياسية، وقد هز حادث الانفجار فرنسا في العمق، وأبدى تأثره بما شاهده من هول الدمار الذي لحق ببيروت.
وأكد الرئيس ماكرون بأن لبنان لن يكون وحيدا في مواجهة الصعاب، معربا عن استعداد فرنسا للوقوف دوما الى جانبه في ظروفه الصعبة، مشيرا الى ان فرنسا ستقوم بحركة ناشطة لدفع المجتمع الدولي الى التحرك بفعالية وسرعة للوقوف الى جانب لبنان ومساعدته، لا سيما وان لبنان يحيي هذه السنة الذكرى المئوية الأولى لاعلان «دولة لبنان الكبير.
وأكد الجانب اللبناني التزامه بمتابعة مسيرة الاصلاحات السياسية والاقتصادية والمالية للنهوض بلبنان بالتعاون مع المجتمع الدولي، وفي طليعته فرنسا».