بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 تموز 2019 07:46ص "مراح السراج" بلدة في الضنية خالية من النفايات

ورئيسها يبذل الجهود في عملية "الفرز من المصدر"

حجم الخط

في زمن تراكم "النفايات" واقفال "المكبات" بعدما تجاوزت سعتها الكميات اللازمة منذ سنوات طويلة، دون أن يكون هناك أية حلول جذرية من قبل الدولة، فان البحث عن أماكن جديدة تصلح لمكبات أمر يثير قلق المواطن، تماماً كما هو حاصل في منطقة الفوار قضاء زغرتا حيث أعلن وزير البيئة فادي جريصاتي عن افتتاح مكب لأقضية المنية – الضنية زغرتا بشري والكورة بعدما تم اقفال مكب عدوة فجأة ومن دون سابق انذار مما حول الشوارع في تلك الأقضية الى ما يشبه المكبات الكبيرة، فانتشرت النفايات وفاحت روائحها الكريهة وقد ترافق ذلك مع انتشار كثيف للبرغش والبعوض، الأمر الذي دفع المواطن الى رفع الصوت ومطالبة البلديات بايجاد الحلول، لكن وكما كان متوقعاً فان البلديات وقفت مكتوفة الأيدي باعتبار أن حل الأزمة يتوقف عند الدولة وليس للبلدية الامكانيات المادية بدليل أن صاحب مكب عدوة اتخذ القرار باقفاله بعدما لم يتقاض مستحقاته من البلديات.

وفي حين يظهر رؤساء البلديات عجزهم عن حل مشكلتهم، ولا يظهرون أي مسعى للتخلص منها سوى رميها بطريقة عشواائية على الطرقات وهذا بالفعل ما تراه عين الأهالي والسياح في مناطق الضنية دون استثناء، واذا ما تجرأ أحدهم على الاعتراض فان اللوم الكبير يأتيهم من كل حدب وصوب، حتى ليبدو رئيس هذه البلدية أو تلك في معرض الدفاع عن النفايات ان طالعت الأهالي مشاكل صحية، وحده رئيس بلدية مراح السراج لجأ الى حل المشكلة وبدأ بالعمل منذ اللحظة الأولى لاقفال مكب عدوة، حيث عقد اجتماعاً مع الأعضاء وبدأ الترويج لعملية "الفرز من المصدر"، فكرة يصعب تحقيقها ما لم تقترن مع الارادة الصلبة والجهود الجبارة بهدف المتابعة مع الأهالي والنشطاء وهذا ما جرى ونجحت التجربة والتي تستحق الاضاءة عليها كونها "انجاز" في زمن "الأزمات" فهل تغدو بلدة مراح السراج " قدوة حسنة" لمن يرغب من رؤساء البلديات؟؟؟!!!

الرئيس علام

رئيس بلدية مراح السراج عبد الفتاح علام قال:" منذ بدء مشكلة تراكم النفايات بسبب اقفال مكب عدوة، اتخذنا القرار في البلدية باطلاق حملة "الفرز من المصدر" حيث قمنا بتوزيع الأكياس على البيوت شهرياً وتأمين المستوعبات مع تنظيم حملة توعية مع المواطنين والناشطين وحتى خطباء المساجد والمدارس من أجل مساعدتنا لتوعية الناس على عملية الفرز الصحيحة، وبالفعل نجحنا بهذه الخطوة بعد أربعة اشهر من الأزمة، ومن يجول داخل قريتنا يرى بأم العين كيف ان الشوارع خالية من النفايات بعكس ما هو حاصل في البلدات المجاورة، مما يعني بأن المسألة لا تحتاج لأكثر من ارادة ومتابعة".

وأضاف:" لقد عملنا على معالجة العضويات من خلال التسبيخ والفرم ومن ثم التخمير بطرق هندسية علمية صحيحة ، اضافة الى جمع المواد الصلبة وما تبقى منها وتكديسها ضمن أماكن معينة بغية بيعها أو اعادة تدويرها، باختصار يمكننا التأكيد على ان بلدة مراح السراج مرتاحة جداً على وضعها هذا بالرغم من الامكانات المادية الضئيلة المتوفرة كوننا وكسائر البلديات نشكو من قلة الموارد المالية، لكن في موضوع الفرز فان القضية تحتاج للارادة وبالفعل استجاب الأهالي لطلبنا وهذا ما ساعدنا في تحقيق أهدافنا".

وتابع:" برأي أن كل البلديات معنية ببدء عملية الفرز من المصدر في زمن تراكم النفايات، والأمر يحتاج الى بذل الجهود الجبارة لكن في النهاية يمكن الوصول الى نتائج ايجابية، والحقيقة ان الكل بات يطالب بلدياته بأن تحذو حذو بلدتنا والتي لم تطمر ولم تحرق نفاياتها ولم ترمي بها الى الأنهر وبنفس الوقت قد يكون لها المردود المالي الذي يعود بالنفع على البلدية، طبعاً الأمر صعب جداً على البلدية وأقول بأننا نتابع الأمر 24 ساعة".

وختم علام:" تجربتنا الناجحة عرضناها على صفحتنا على الفايس بوك افساحاً بالمجال على كل من يرغب الاستفادة منها من البلديات".


المصدر: اللواء