بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 تشرين الأول 2020 11:22ص مشاهد «ميليشياوية» تهدّد الصيدليات.. اشهار سلاح للحصول على «بانادول» وصرخة باسم صيادلة لبنان

حجم الخط
يكاد يكون الشيء المزدهر الوحيد في لبنان هو الجريمة على أنواعها، فعلى غرار المشاهد التي رأيناها سابقًا في المصارف بسبب حجز أموال المودعين، تنتقل المعركة اليوم الى الصيدليات بسبب شح الدواء.

وكما موظفو المصارف غير مسؤولين مباشرة عما آلت اليه الأمور في القطاع المصرفي، ها هم صيادلة لبنان يدفعون ثمن لعبة الكبار، وان كان عدد منهم شريك باللعبة، يعتبر وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن بـ«كبساته» على الصيدليات بأنه أعلن الحرب على مافيا الاحتكار، ولكن من يحمي صيادلة ومرضى لبنان من أزمة الدواء السابقة لرفع الدعم المحتمل؟

الصيدلي زياد جمعة تعرّض لحادث مسلّح حصل في صيدليته، وثّقته كاميرا المراقبة، وكان السبب علبة «بانادول».

يروي جمعة الحادث عبر صفحته على فايسبوك مرفقًا القصة بمقطع فيديو، ويقول: "هذا المقطع ليس مشهدًا من فيلم وليس من إشكال فردي محتدم، إنما من داخل صيدلتي، طلب دواء مقطوع وتهديد بقوّة السلاح".

يضيف: "نعم يا سادة، دواء مقطوع! ولكن هذا الدواء ليس لمرض مستعصي وليس دواء ضغط أو سكري أو أي من أدوية الأمراض المزمنة الأخرى، إنما علبة "بانادول"!

ويكمل متفاجئًا من فكرة تعرضه وفريقه لخطر الموت بسبب علبة دواء لا يتعدى سعرها الـ3250 ليرة لبنانية، على الرغم من محاولته اقناع المعتدي بوجود أدوية بديلة، وأن الكمية المتبقية لديه من الدواء المطلوب وغير المعروضة للبيع على الرف لا تتعدى الثمانية علب وجرى بتخزينها وتركها للحالات الطارئة أي للمرضى المصابين بوباء كورونا الذين يتناولون علاجهم في المنزل والذين تعذّر عليهم دخول المستشفيات لأسباب معروفة.


يضع جمعة القصة المصورة بعهدة الأجهزة الأمنية، موجهًا صرخة باسم الجسم الصيدلاني في لبنان، اذ قال: "للأسف الشديد بتنا نحن كجسم صيدلاني صاحب دور أساسي ورائد في المنظومة الصحية اللبنانية الحلقة الأضعف وعرضة لجميع المخاطر والسيناريوهات ، نحمل أرواحنا على أكفّنا ، نواجه المستحيل في الأزمة الراهنة وندفع ضريبة أخطاء الهندسات المالية والإدارية والصحية كلها التى أوصلتنا إلى ما نحن عليه الآن من شحّ بالدواء في السوق المحلي".

لافتًا الى أن التحقيقات الأولية باتت بعهدة الشرطة العسكرية.

وقام أصحاب الصيدليات بإضراب تحذيري الأسبوع الفائت، احتجاجاً على احتكار أصناف كثيرة من الأدوية، لا سيما المزمنة، من قبل الوكلاء والمستوردين، وعدم تسليمهم الكميات الكافية، ولوّحوا بتحركات تصعيدية اخرى في حال لم تتم متابعة الموضوع بشكل جدي ووضع حد له".

ونفذ أصحاب الصيدليات الثلاثاء اعتصاما أمام مقر النقابة في المتحف، مطالبين نقابة مستوردي الادوية باعتماد التوزيع العادل وزيادة الكميات الموزعة بما يتناسب مع حاجة المواطنين.

وصدر بيان عنهم جاء فيه: "الاجحاف والاستهداف المنظم الذي تتعرض له مهنة الصيدلة قد وصل الى حد لم يعد مقبولا السكوت عنه. فرغم التضخم وانهيار سعر صرف الليرة وارتفاع كل تكاليف الحياة واسعار السلع، لم نطالب يوما برفع سعر الدواء او رفع الدعم عنه، حرصا منا على مصالح الناس ومعيشتهم، علما ان ذلك قد ادى الى خسارتنا 80% من قيمة الادوية في صيدلياتنا.واطل علينا مستوردو الادوية ببدع تقنين الادوية على الصيدليات بشكل مخالف للقانون وبالاخص المادة 70 من قانون مزاولة مهنة الصيدلة، واننا من حرصنا على المريض وصحته لا يمكننا السكوت عن هذه التجاوزات بحق ضمان حصول المريض على دوائه، كذلك نلاحظ استنسابية بالتوزيع غير العادل للادوية بين الصيدليات مما يتسبب بوجود وفرة لدى صيدليات محظوظة وانقطاع كامل لدى معظم الصيدليات مما يؤدي الى امكانية تشجيع مهربي الادوية لشراء ما يريدون تهريبه من مكان واحد يتفقون معه ويسهل لهم التجارة غير المشروعة ويؤثر بشكل مباشر على صحة المواطن.

يكمل البيان: "نرفض وندين هذا العمل جملة وتفصيلا ونطالب نقابة مستوردي الادوية لاعتماد التوزيع العادل بين الصيدليات وزيادة الكميات الموزعة بما يتناسب مع حاجة المواطنين. ان اقفال الصيدليات نهار الثلاثاء 2020/10/13 يأتي بشكل تحذيري للوكلاء لعدم تسليم الادوية لغير الصيدليات المرخصة. كما ونطالب وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن بوضع حد لهذه التصرفات الشاذة وتكليف التفتيش الصيدلي التابع للوزارة مراقبة مستودعات هذه الشركات واحصاء كميات الادوية المتوافرة لديها ومقارنتها مع ما يسلمونه للصيدليات من كميات هزيلة من الادوية بغية تحقيق ارباح اضافية بعد رفع الدعم وارتفاع اسعارها".

على الإثر، تحرك الوزير حسن وأعلن ضبط عدد من الصيدليات ومستودعات الأدوية التي تهرب الدواء الى خارج لبنان، وتم اتخاذ قرار باقفالها بالشمع الاحمر.

وبدأت عملية مكافحة «مافيا الدواء» مع الكميات التي ضبطت في المطار من قبل التفتيش الصيدلي المركزي، وتم سحب كميات من دواء الكولشسين تراوحت بين 2000 و 6000 علبة دواء خلال شهر، كما سحبت 5000 علبة من دواء ال neurobion".
.
ويتم العمل على ضبط المخالفين واقفال مستودعاتهم وصيدلياتهم بمؤازرة عناصر من قوى الأمن الداخلي وأمن الدولة.

على أمل، أن ينتهي هذا الكابوس، بحسب وصف جمعة، الذي تمنى بآخر رسالته إيجاد حلول سريعة لأزمة انقطاع الدواء من القيّمين على القطاع الصحي.