بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 تشرين الثاني 2019 02:09م مشايخ ومخاتير وتجار وأهالي باب الرمل يصرخون "وقعت الكارثة" فهل من منقذ؟!

حجم الخط

تدهور الأوضاع الاقتصادية يوماً بعد يوم بسبب انعدام الدولار من الأسواق وارتفاعه مقارنة بالليرة اللبنانية انعكس سلباً على حياة المواطن وأصحاب محلات السمانة والذين يعجزون أمام شراء البضائع مما سيؤدي حتماً الى فقدان العديد من الأصناف من السوق فيما لو بقيت الأوضاع على ما هي عليه.

وصباحاً نفذ أهالي منطقة باب الرمل والخناق والحدادين اعتصاماً تمثل باقفال المحلات التجارية برمتها اعتراضاً على ارتفاع الأسعار والغلاء الفاحش والذي يصيب كل القطاعات سيما منها المواد الغذائية والخضار، الأهالي استجابوا للصرخة والتي أطلقها مختار محلة الحدادين محمد أحمد دنية والذي طالبهم باقفال محلاتهم والانضمام للثورة احتجاجاً على ما آلت اليه الأحوال، في ظل غياب كامل للدولة والتي لا يعنيها شؤون المواطن.


مشايخ المنطقة

الشيخ محمد فادي الشعراني امام وخطيب جامع الضناوي في منطقة باب الرمل والتي تعد "من أفقر المناطق في طرابلس، والوضع الاقتصادي الذي نمر به اليوم يعود لسببين أولهما ابتعادنا عن الله سبحانه وتعالى، فربنا أمرنا بالرحمة ومن لا يرحم لا يرحم، نعيش الأزمة بسبب الظلم المتفشي بين الناس، هناك تسلط لبعض الناس وهي من علامات الساعة، نحن بحاجة لمن يسير أمور الناس، نحن بحاجة الى قيادة تكون على قدر كبير من المسؤولية تحكم البلاد والعباد وتغير الحال الى أحسن حال".

وتابع:" كما تكونوا يولى عليكم، علينا اصلاح أنفسنا قبل أي شيء اثنان اذا صلحا صلحت الرعية الحكام والعلماء، الصلاح يبدأ من البيت ثم المجتمع فنختار قياداتنا بحكمة ودورنا يتركز على التوعية والتوجيه".

مختارها

المختار محمد دنية قال:" ما قمنا به اليوم اقفال المحلات سيما السمانة منها بعدما لم يعد بمقدور المواطن شراء حاجياته، حتى الموظف والذي يتقاضى مليوني ليرة لم يعد قادراً على تحمل الغلاء، فكيف بامكاننا المتابعة؟؟؟".

وأضاف:" الاقفال تم بموافقة الناس جميعاً، واضح بأن المواطن سيدفع الثمن غالياً بسبب ثورته لكن في النهاية سيكون هو الرابح باذن الله،في منطقتنا باب الرمل فان الفقر شائع، والكل يعلم ذلك، ولقد رأينا عبر وسائل الاعلام كيف أن هناك الكثير من المناطق الفقيرة في طرابلس، حتى ان البعض منهم ينام في المقابر، والبعض الآخر على الطريق بسبب عدم توفر أجار المنزل، في حين أن هناك البعض ممن يسامحون الناس في أجار المنزل، وهنا نلفت الى اننا في منطقتنا وبالرغم من حالات الفقر والتي يعاني منها كل السكان الا انهم يساعدون بعضهم البعض، نتمنى من الله العزيز الحكيم انقاذنا من هذه المعمعة التي نتخبط بها".

أهلها

المواطنة مرادي الجعم من سكان باب الرمل قالت:" نعاني من الفقر الرهيب في المنطقة، نعيش من قلة الموت، عندي ولدين أحدهم يعمل حلاق رجالي ولديه أولاد، والثاني يعمل ضمن شركة سيارات وعنده خمسة أولاد منذ يومين أوقفوه عن العمل بسبب الأوضاع الصعبة، ماذا نفعل والى من نلجأ لا نعرف وأحداً لا يهتم بنا".

غوبيصة ملكي قالت:" أوضاعنا صعبة جداً، ابني شاب وكان يعمل في منتجع الميرامار بمعاش 600 ألف ليرة ومع بدء الثورة قلصوا المعاش ثم أخرجوه من العمل،زوجي رجل كبير في العمر وكان اعتمادي على ابنه، طبعاً وضعي صعب جداً، لكن ماذا نقول والكل مثل حالتنا وأسوأ، ارتفاع الأسعار جنوني وما بمقدورنا تحمله".

وختمت:" الثورة تؤثر علينا سلباً كطبقة فقيرة، خاصة لجهة صرف الموظفين بعدما لم يعد هناك أي حركة بيع وشراء".

المواطنة أمينة ابراهيم الأيوبي:" موجوعة من كل أوضاعي السيئة، ابني وحيد وقد لجأ الى تركيا لمعالجة ابنه المريض بعدما لم تقف أي جهة الى جانبنا، هل يجوز أن نشحذ العلاج في الخارج وبلدنا يرفض استقبالنا؟؟؟الى متى نستمر بهذا الوضع؟؟؟ عندي محل سمانة وبسبب الغلاء لم يعد بمقدوري شراء ما أحتاج فكيف نستمر؟؟؟ بطاقات الشؤون الاجتماعية والتي كانت تساعدنا حرمنا منها، نحن نحتاج لمساعدات أين هم الزعماء؟؟؟ نناشدهم توزيع المساعدات على الشعب الطرابلسي".

وتابعت:" الناش تتوسل ظرف الحليب، في النهاية سنغدو كشعب حرامية وفاسدين والكل سيتخلى عنا، نحن نناشد العيش بكرامتنا، وهنا أؤكد على اننا ضد وجود الشعب السوري في ظل هذه الأزمة التي نتخبط بها".

وتجارها

هادي مراد صاحب محل سمانة قال:" جشع التجار كبير وهم يرفعون الأسعار بما يتلاءم ومصالحهم، لم يعد بمقدورنا لا البيع ولا الشراء، هناك نقص فاضح في المواد الغذائية بسبب الأسعار، وكل ذلك بسبب فرق الدولار، والمواطن يحملنا المسؤولية ويتهمنا بالتلاعب بالأسعار وهذا غير صحيح ولذا عمدنا الى اقفال محلاتنا وتنفيذ وقفة احتجاجية رمزية اليوم لكن قد نلجأ اليها بشكل دائم".

أحد التجار قال:" هناك تضامن لمحلات السمانة وكتجار صغار في وجه التجار الكبار، وبالطبع السبب الرئيسي ارتفاع أسعار الدولار والذي بسببه خسرنا الكثير من زبائننا والذين طيلة ست سنوات، اليوم لم يعد هناك ثقة بيننا وبينهم وبات الزبون يشك بأسعارنا ويتهمنا بالتلاعب بها، من هنا كان لا بد من اقفال المحلات ربما تسمعنا الدولة والتي نناشدها بغية توقيف التلاعب بالدولار لبنان يسير نحو الهاوية، وهنا أؤكد انني اذا فتحت المحل هناك خسارة واذا أقفلت الأبواب لا بد من خسارتي فكيف نعيش؟؟؟؟ يكفينا اننا خسرنا الزبائن".

وتابع:" أنا خريج الجامعة اللبنانية واضطررت الى فتح محل سمانة بعدما لم أحصل على وظيفة واليوم وضعنا منهار".

أحمد سعدية قال:" أطالب الدولة بملاحقة التجار الكبار والذين يستغلون الظرف ويتلاعبون بالأسعار وفق أهوائهم، لقد خسرنا الزبائن ولم يعد بمقدورنا البيع والشراء".


المصدر: "اللواء"