بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 كانون الأول 2019 12:03ص مطلوب بشكل عاجل حكومة «تكنو – سنكرية»

مجدداً الأمطار تفضح الإهمال والفساد وتحوّل الطرقات سجناً

حجم الخط
وكأنه كتب على اللبناني أن يُحشر دائماً بين حدّي الغريق أو الحريق، بين مطرقة الفساد وسندان الإهمال، وهذا ما ينطبق على الاوتسترادات والطرقات الرئيسية داخل وبين المناطق التي باتت تتحول مع كل هطول للمطر الى مستنقعات وبحيرات ضخمة بفعل غياب الصيانة للسواقي والبنى التحتية ووجود أطنان من النفايات أمام ممرات السيول. هكذا تستحيل نعمة السماء، بسبب فساد المسؤولين وإهمالهم ولامبالاتهم إلى نقمة تضاف الى سلسلة من المآسي العديدة التي يواجهها اللبناني هذه الأيام في قوت أعماله وماله وقوته ووقود سيارته.

وكما حصل يوم الخميس الفائت، كذلك أمس، فمع هطول الأمطار الموسمية المتوقعة تحولت الاوتوسترادات والشوارع والساحات والمستديرات الى بحيرات هائلة تسببت بسجن عشرات آلاف المواطنين وسجنهم لساعات طويلة ابتداء من الحادية عشرة ظهراً من دون ان يبلغوا مرادهم، فتقطعت أوصال البلاد جنوباً وشمالاً وجبلاً وساحلاً، وفي العاصمة ومحطيها، وهو الأمر عينه الذي عاد وتكرر في ساعات بعد الظهر مع عشرات آلاف العابرين من تلامذة وموظفين وغيرهم في طريق عودتهم الى المنازل. شلالات ومستنقعات وبحيرات خطرة ظهرت فجأة، وتسبب منسوب المياه المرتفعة في الشوارع بتعطل عشرات السيارات والشاحنات وعشرات حوادث الاصطدام، وفي كل هذه المأساة لوحظ الغياب المدوي لأي مظهر من مظاهر الدولة، ولو بحده الأدنى.

المشهد المأساوي، كان فاضحاً وفاقعاً وصارخاً على الاوتوستراد الساحلي من صيدا الى بيروت وخصوصًا ما بين الناعمة وخلدة وطريق المطار والأوزاعي ومحيط المدينة الرياضية وأمام وداخل مطار بيروت. ومثله، في مناطق الجبل، والبقاع الأوسط وزحلة، والبقاع الشمالي، ومداخل طرابلس، والضنية وعكار، جبلاً وسهلاً. ولم يقتصر الأمر على ماء السماء إذ فاضت المجاري الصحية والمجارير وأخرجت مكنوناتها فزادت الطين «قرفاً» وكارثية. 

هكذا، وجد آلاف المواطنين أنفسهم وسط حالات من الذل، العجز، الحيرة، الغضب، حرق الأعصاب، وإضاعة الوقت والوقود الذي يفتقدونه هذه الأيام. وإن كان من سبب لعدم استغرابهم، فلأنهم يعايشون ذات المأساة مع كل هطول للمطر، كما يواجهون العتمة والظلام بسبب انقطاع التيار الكهربائي مع كل هبوب للرياح.. «غرقى» في بحور الظلام والمجاري والفساد والإهمال.

وعلى هامش العالم المادي، «فاضت» وسائل التواصل الاجتماعي بـ «سيل» من الصور والفيديوات والتعليقات التي تصوّر المأساة – الفضيحة، وتصدّر هاشتاغ #لبنان_يغرق وسائل التواصل، مع التساؤل عن سبب غياب الصيانة وتكاسل البلديات والوزارات عن أدنى واجباتها، ثم يأتي من يتساءل عن أسباب الثورة والانتفاضة بوجه طبقة سياسية «غارقة» في الفساد والمحاصصة والنهب!

وبما أن الشوارع تعكس صورة الدولة ومستوى خدماتها واهتمامها بالمواطن، كادت ألسنة حال كل من احتجز على الطرقات تصرخ مطالبة السلطة الغارقة بفسادها بتشكيل حكومة «تكنو- سنكرية» علّها تصلح ما أفسده خبراء السياسة.

(أ.أ)