بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 آب 2020 12:15ص مواجهات .. شهيد وعشرات الجرحى وساحة حرب اللبنانيون «علّقوا المشانق» في وسط بيروت للزعماء

تسونامي من المنتفضين إلى ساحة الشهداء تسونامي من المنتفضين إلى ساحة الشهداء
حجم الخط
على إيقاع الوجع.. وبعدما بلغنا مرحلة «اللاعودة».. فنحن بعد الجوع والفقر والذل والسرقات والسمسرات وانقطاع المياه والكهرباء والذل على أبواب المصارف ومحلات الصيرفة، وحرب الدولار، ليحل بعدها «كورونا» ويحصد العشرات من الإصابات.. وبما أنّنا انتظرنا الزلزال أو النيزك ليحل أحدهما بنا وينتهي وجود البلد.. أبى «حكّامنا – ظلامنا» الانتظار وسارعوا إلى توفيره لنا على طبق من موت..
عصر يوم السبت الماضي، وتحت عنوان «يوم الحساب.. علّقوا المشانق»، انطلقت حجافل بشرية من مختلف المناطق، صيدا، صور، بعلبك، طرابلس، عاليه، جونيه وسواها، باتجاه ساحة الشهداء في وسط بيروت، رافعين العلم اللبناني دون سواه، ومطالبين بالاقتصاص ممكن كانوا السبب في نشر الفساد في لبنان، والذي كانت آخر جرائمه انفجار العنبر رقم 12 في مرفأ بيروت يوم الثلاثاء الماضي، ما أسفر عن حصيلة دموية تجاوزت الـ150 قتيلاً وأكثر من 6000 جريح، عدد كبير منهم حاله خطرة، إضافة إلى المئات من المفقودين، ناهيك عن الخراب والدمار الذي غيّر معالم أكثر من نصف بيروت.
ففي وقت امتلأت مختلف الطرقات المؤدية إلى وسط العاصمة من كل الاتجاهات بالمعتصمين، بحيث لم تعد الطرقات تتسع لمواطنين جُدُدٍ، كان شارع البلدية الرئيسي المقابل لمداخل البرلمان اللبناني يشهد حالة من التوتّر بين القوى الأمنية، لاسيما حرس المجلس النيابي من جهة والمواطنين الثائرين من جهة أخرى، الذين عمد جزءٌ منهم إلى رمي الحجارة باتجاه ساحة المجلس، إضافة إلى تحطيم زجاج الرافعة التي كانت تحمل بعض الجدران لتدعيم المدخل.
وبعدما ردّت القوى الأمنية بالرصاص المطاطي والقنابل الدخانية، تراجع المحتجون ليعود التمركز إلى ساحة الشهداء، في ظل توالي وصول الوفود تحت راية المطالبة بالقصاص من المذنبين، ما أدّى إلى توسع رقعة الاشتباكات. 
بقعة الاشتباكات تتوسع
سرعان، ما ارتفعت وتيرة المواجهات بين القوى الأمنية والمتظاهرين، في وسط بيروت، وتحديداً في شارع البلدية وساحة رياض الصلح، وكأنّ ساعة صفر إخلاء الشوارع وإنهاء الاحتجاجات الشعبية قد أزفت.
ففيما كان المعتصمون يُصرون على الدخول إلى مبنى البرلمان، طلباً لمغادرة السلطة الحالية لجأت القوى الأمنية، قوى مكافحة الشغب، إلى الاشتباك مع المواطنين واستخدام الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة لدموع كما الهراوات ضدّهم، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من الجرحى في صفوف المحتجين، نتيجة الإصابات المباشرة، في حين سُجّلت حالات إغماء كثيرة بسبب استنشاق الغاز المسيل الذي يتساقط بكثافة.
وفيما استهجن المحتجون الهجمة المخيفة للقوى الأمنية ضدهم، متسائلين: أين كانت القوى الأمنية على تنوّعها، حين كنّا وما زلنا نرفع ركام الانفجار من المناطق، كانت الوفود تتوالى إلى وسط بيروت، رافعين يافطات تطالب برحيل الاحتلال الأجنبي عن لبنان، «حزب الأمونيوم يقتلوننا»، مطالبين بـ»لجنة تحقيق دولية لان لا ثقة بالتحقيق المحلي».
علقوا المشانق
أما في ساحة الشهداء، وبالتزامن مع رفع صور عدد من ضحايا انفجار المرفاء، الذي أصدرت وزارة الصحة حصيلة جديدة له وهي: 158 قتيلا وأكثر من 6000 جريح و21 مفقودا، رفع الثوار عددا من المشانق وعلقوا فيها تماثيل تجسّد كل الشخصيات اللبنانية من رئيس الجمهورية ورؤساء الحكومات المتعاقبة ورؤساء الكتل النيابية والأحزاب السياسية وفي مقدّمهم أمين عام حزب الله الإرهابي، في وقت انتشر عناصر الانضباط يف حزب الله وحركة أمل على مداخل الضاحية الجنوبية لبيروت والخندق الغميق، منعاً لخروج عناصر متفلتين إلى وسط بيروت للانقضاض على المتظاهرين.
اقتحام الوزارات
يُشار إلى أنّه تزامناً مع هذه الأحداث في وسط العاصمة، شهد مقر وزارة الخارجية في محلة الأشرفية، والذي تضرّر بشكل كبير نتيجة الانفجار اقتحاما من المواطنين، رافعين صورة عملاقة كتب عليها «بيروت منزوعة السلاح»، ورموا صور الرئيس عون بالأرض وداسوا عليها، مردّدين «فلوا يا زبالة»، ولا تزال الأحداث تتوالى بسرعة خصوصا مع سماع دوي رشقات رصاص في وسط العاصمة، لم يعرف مصدرها.
في حين عمد عدد من المتظاهرين إلى اقتحام مبنى وزارة الاقتصاد ساحة الشهداء، كما مبنى جمعية المصارف في الجميزة المنكوبة، فيما اندلعت الحرائق في فندق «لو غراي» المتواجد في المنطقة، إضافة إلى مواقع أخرى، وأكثرها خطورة هو شاحنة اشتعلت فيها النيران عن طريق الخطأ نتيجة رمي المفرقعات، وذلك أمام مبنى جريدة النهار، حيث تتوالى المناشدات لإخمادها وإلا فإنّ انفجارها سيسفر عن كارثة جديدة البلد بغنى عنها.
كما تمَّ اقتحام مبنى وزارة الطاقة والمياه في منطقة كورنيش النهر، وسرعان ما دخل عناصر من ​الجيش اللبناني​ إلى مبنى الوزارة وعملوا على إخراج عدد من المحتجّين، قبل أن يتحوّل المبنى إلى حال مباني الخارجية والاقتصاد وجمعية المصارف، ثم توجهت قوة كبيرة من الجيش اللبناني إلى مقر وزارة الخارجية، وبعد أخذ ورد، غادر العدد الأكبر من المحتجين، فيما بقي عدد منهم داخل المبنى، وقد انتشر عناصر من الجيش عند مدخله الخارجي، فيما حصلت فيه عمليات كر وفر بين عدد من المحتجين والجيش في الشارع الموازي لمبنى الوزارة.
شهيد لقوى الأمن
*وعلى صعيد آخر، ونتيجة مواجهات داخل فندق «لو غراي»، بين مكافحة الشغب والمواطنين، قضى عنصر من مكافحة الشغب إثر وقوعه في فتحة مصعد الفندق.
وأعلنت المديرية العامة للامن الداخلي عبر «تويتر» عن استشهاد أحد عناصرها «خلال قيامه بعملية حفظ أمن ونظام اثناء مساعدة محتجزين داخل فندق Le Gray، بعد ان اعتدى عليه عدد من القتلة المشاغبين، مما أدى إلى سقوطه واستشهاده».
ونعت المديرية «الشهيد الرقيب الأول توفيق الدويهي، الذي استشهد بتاريخ 8-8-2020، أثناء تنفيذه مهمة حفظ أمن ونظام خلال تظاهرة، تخللتها أعمال شغب، في وسط بيروت.
حصيلة متنوعة
إلى ذلك، أعلنت غرفة عمليات جهاز الطوارئ والإغاثة في الجمعية الطبية الإسلامية، في بيان، أن 490 أصيبوا خلال «تصادم بين القوى الأمنية والمحتجين» في ساحة الشهداء وسط بيروت، وأن مسعفي الجهاز عملوا على «إسعافهم ميدانيا ونقل 90 منهم إلى مستشفيات بيروت».
فيما ارتفع عدد المُصابين في المواجهات، في ظل اتساع رقعة الاشتباكات ولجوء قوى مكافحة الشغب إلى استعمال العنف المفرط تجاه المواطنين، أعلن الصليب الأحمر اللبناني عن حصيلة أولية من 63 جريحاً وقعوا في التظاهرات، تمّ نقلهم إلى مستشفيات المنطقة، و175 مُصاباً تمّ إسعافهم في المكان.
فيما أعلنت قوى الأمـن الداخلي عن أنّه «خلال مهمة حفظ الأمن والنظام التي نفّذتها قوى الأمن الداخلي تزامناً مع التظاهرة التي نُظِّمت يوم السبت 8-8-2020 في وسط بيروت، والتي تخلّلها أعمال شغب، سقط لقوى الأمن الداخلي شهيد الواجب الرقيب الأول توفيق الدويهي، وأصيب ما يفوق الـ/70/ عنصراً من عناصرها. وقد تم توقيف /20/ شخصاً ضُبط بحوزة أحدهم مخدّرات، وتبيّن نتيجة إجراء الفحوصات، بأن /13/ منهم من المتعاطين».
يوم الأحد
ولليوم الثاني على التوالي اندلعت مواجهات بين القوى الأمنية ومتظاهرين في محيط مجلس النوّاب بوسط العاصمة، حيث عمد المتظاهرون إلى إلقاء الحجارة على القوى الأمنية وقوى مكافحة الشغب، كانت الأخبيرة تمنطرهم بوابل من القنابل المسيّلة للدموع لتفريقهم، ولا تزال عمليات الكر والفر مستمرة في وسط العاصمة.