28 تشرين الثاني 2017 12:05ص نتائج مشاورات بعبدا توضع في عهدة المؤسسات الدستورية بعد عودة عون من إيطاليا

لا صيغة محددة لكيفية النأي بالنفس وقد تحتاج إلى مشاورات لاحقة بين برّي والحريري

الرئيس عون مستقبلاً النائب جنبلاط الرئيس عون مستقبلاً النائب جنبلاط
حجم الخط
ما خلص إليه يوم المشاورات الطويل في قصر بعبدا: «تفاؤلوا بالخير تجدوه» يجيب الرئيس برّي، وسلفي لرئيس الحكومة سعد الحريري مع الصحافيين، وتبادل للابتسامات واتفاق على إطلاق الصفارة لعودة العمل الحكومي. اما الحديث عن تريث، فيبدو انه أصبح في غياهب النسيان، ولعل هذا المصطلح أصبح «وراء» من اطلقه، والمناخ يمهد إلى بلورة التفاهم في المؤسسات الدستورية ولا سيما في مجلس الوزراء دون تحديد موعد الجلسة المقبلة، وإن تردّد انه سيكون بعد عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من زيارته إلى روما.
قد يكون رئيس الجمهورية أنجز قسطه إلى العلى، بعدما بادر للمرة الثانية وفي اقل من ثلاثة أشهر إلى دعوة المعنيين لمعالجة أي أزمة ناشئة، لكن الاتفاق قام على ان تكون فترة غياب الرئيس عون عن البلاد فرصة لكل من رئيسي مجلس النواب نبيه برّي ومجلس الوزراء سعد الحريري لاجراء المشاورات مع الجهات المعنية استكمالاً للجهد الرئاسي.
مر «القطوع» على خير، وانفرجت اسارير الرئيس الحريري الذي بادر الصحافيين إلى القول: «شوفوا ابتسامتي»، من دون ان يضيف.
لم تتحدث مصادر سياسية مطلعة عن الصيغة النهائية لحل إشكالية النقاط الخلافية، ولا سيما مسألة النأي بالنفس، لكنها كشفت ان الخطوط العريضة موجودة وأن هناك صيغاً تمّ الارتكاز إليها كمنطلق جدي للأخذ به في شكل الاتفاق النهائي.
الصورة الجامعة في القصر الجمهوري، والتي تجسدت في لقاء ثنائي بين عون والحريري، ثم في لقاء ثلاثي بين عون وبري والحريري، خلصت إلى عرض النقاط الأساسية التي بحثت بالأمس على المؤسسات الدستورية.
ولفتت المصادر نفسها إلى ان عدّة نقاط شكلت محور المشاورات في القصر الجمهوري، النأي بالنفس، العلاقات مع الدول العربية والحملات ضدها، اتفاق الطائف، وكيفية مواجهة إسرائيل، والإرهاب والمحافظة على الاستقرار إلى جانب الوضع الحكومي.
وأوضحت المصادر ان الرئيس عون لاحظ وجود تباين في وجهات النظر حول ملف النأي بالنفس، على الرغم من بروز توافق على المبدأ. وعلم ان بعض من التقى الرئيس عون قال ان النأي بالنفس غير كافٍ، فيما ذهب البعض الآخر إلى السؤال كيف يُصار النأي بالنفس بالنسبة إلى مواجهة الإرهاب والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة. كما أشار البعض إلى الحدود المتداخلة مع لبنان والتي قد تتعرض لمشاكل أو اعتداءات إرهابية، وبالتالي لا يمكن اتخاذ موقف غير مبالٍ.
وأكدت ان الغالبية العظمى التي التقت الرئيس عون أبدت بقاء الحكومة وتفعيل عملها، في حين أن ما من أحد اعترض على وجود مخاطر يمثلها الإرهاب وإسرائيل.
اما في ما خص ملف العلاقات العربية، فان الرئيس عون كان واضحاً في سؤال الجميع  عن النظرة إلى هذه العلاقات، مكررا التأكيد ان التضامن العربي ورد في موقفه في جامعة الدول العربية كما في كلمته في القمة العربية.
وأفادت المصادر ان معظم هذه النقاط حضرت في لقاء الرئيسين عون والحريري، وقد تحدث رئيس الجمهورية عن إيجابية في مشاوراته حتى في أثناء عرض كل فريق لوجهة نظره، كذلك وضع الرئيس عون رئيس المجلس في هذه الأجواء، وتم إبراز النقاط والقواسم المشتركة.
ودَّع الرئيس عون ضيفيه، على أمل الانتقال إلى مرحلة مشاورات يجريها كل من برّي والحريري لكي يتوفر موقف جامع حول النقاط التي تم الاتفاق عليها، وبعد عودة رئيس الجمهورية من روما، تنطلق المرحلة التالية أي عرض النقاط على المؤسسة الدستورية وسط مناخ يتم تهيئته في هذا الوقت، وربما قد يكون قد ظهر شيء ما يستدعي التوقف عنده.
لكن مشاورات رئيس الجمهورية أظهرت تمسك كل فريق سياسي بمواقفه المعروفة، في حين كانت اللغة الواحدة التي رددها المشاركون فيها عودة الحكومة إلى الانعقاد.
في هذه المشاورات، سأل رئيس الجمهورية كل فريق عن موقفه من النقاط الخلافية وابرزها: النأي بالنفس، فتلقى الأجوبة، كان مشهد الأمس يدل على تقدير رؤساء وممثلي عدد من الكتل النيابية تقديرهم لجهود رئيس الجمهورية. حضر النائب وليد جنبلاط بمعية حراسة الملائكة بعدما نشر على تويتر صورة لها خلفية رجل يحمل السلاح، مفوضاً للرئيس عون معالجة الأزمة، قائلا انه من الحكمة عدم البحث بموضوع السلاح الآن.
انقسمت آراء المشاركين، فريق الرابع عشر من آذار وبما يمثله «القوات» و«الكتائب» تمسّك النأي بالنفس وإن كان عبر كل من رئيس «القوات» الدكتور سمير جعجع ورئيس الكتائب سامي الجميل عن مقاربتين لهذا المبدأ، فجعجع الذي تحدث عن بقاء التسوية وضرورة التخلص من ثغراتها، أكّد ان النأي بالنفس هو الخروج الفعلي من أزمات المنطقة، متحدثاً عن إمكانية الذهاب إلى مرحلة «لا يموت الديب فيها ولا يفنى الغنم»، في اشارته إلى موضوع سلاح حزب وهو موقف متقدّم. اما الجميل فأقر بالحياد الكامل للبنان. محذرا من خطر السلاح في الداخل.
في المقابل، كان فريق الثامن من آذار (أمل، حزب الله، المردة، الطاشناق،  الحزب الديمقراطي اللبناني، القومي) يعلنون صراحة عن أهمية عودة العمل في المؤسسات الدستورية، تعريف مبدأ النأي بالنفس. اما حزب الله فنأى بنفسه عن الإشارة إلى مفهوم هذا النأي لا من قريب لا من بعيد، واصفا الرئيس عون بالرئيس «القوي».
افسح في المجال امام تصريحات، وكانت مُـدّة اللقاء بين الرئيس عون وكل رئيس أو ممثّل كتلة ربع ساعة، في خلالها، استمع رئيس الجمهورية إلى المقاربات المختلفة للمواضيع التي شكلت محور بحث وهو النأي بالنفس، اتفاق الطائف، وعلاقات لبنان مع الدول العربية.
في خلال هذه المشاورات، بقي رئيس الجمهورية يستمع، يجوجل الأفكار ويدون الملاحظات، وكانت عبارات الحياد، السلاح، النأي بالنفس، المحافظة على الاستقرار الأمني، إنقاذ التسوية، تتكرر، وكذلك كانت عبارات الإشادة بمبادرات الرئيس عون واضحة سواء في داخل اللقاءات أو في التصريحات من قصر بعبدا.
شريط المشاورات
افتتح الرئيس عون شريط المشاورات باستقبال وزير المال علي حسن خليل ممثلا «حركة امل» الذي قال بعد اللقاء «بناءً على دعوة الرئيس، تشرفت بنقل موقف «حركة امل» من القضية السياسية المطروحة، وسألنا رئيس الجمهورية حول مجموعة من النقاط التي هي مدار بحث، وكان واضحا تقارب وجهات النظر حول معظم القضايا المطروحة والتي فيها تأكيد على التزام لبنان وحكومته بالثوابت التي تم الاتفاق عليها وصياغتها في البيان الوزاري وتأكيد التزامنا بميثاقنا الوطني. كما تم التطرق، في خصوص معالجة الازمة، الى كيفية متابعة المشاورات وانضاجها حتى اعادة الانتظام الى عمل المؤسسات لا سيما مجلس الوزراء».
واشار الى «اننا متفائلون بالوصول الى تفاهم يعيد العمل في مجلس الوزراء ويُجنّب لبنان اي خضة باستقراره السياسي والامني».
ثم استقبل رئيس الجمهورية الوزير السابق نقولا الصحناوي ممثلا «التيار الوطني الحر» الذي لم يدلِ بأي تصريح.
كذلك، التقى وزير الاشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس عن رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية الموجود خارج لبنان. وقال فنيانوس اثر اللقاء: «امثّل «تيار المردة» ورئيسه سليمان فرنجية في المشاورات التي اطلقها الرئيس حول موضوع الازمة والنتائج التي صدرت عنها في الاسبوعين الاخيرين، والمتعلقة بموضوع رئيس مجلس الوزراء الرئيس سعد الحريري.
واعتبر ان ما قام به رئيس الجمهورية وكل طرف في الجمهورية اللبنانية في هذا الموضوع يُعبّر عن الوحدة اللبنانية التي تجلّت في شكل واضح إثر هذه الازمة التي مرّت فيها البلاد. ومن ناحية ثانية، تمنينا عليه استمرار عمل هذه الحكومة ملتزمين التزاماً مطلقاً ببيانها الوزاري، وطبعاً تحت مظلة اتفاق «الطائف» ووثيقة الوفاق الوطني.»
واكد انه في ما خص موضوع الثوابت نحن لا نغيّر موقفنا ولا نتغير. فهذه ثوابتنا ومستمرون عليها،واعلنا بصورة صريحة بأننا في هذا الموضوع بالذات وفي المواضيع الاستراتيجية، وموضوع النأي بالنفس هذه هي مواقفنا منذ ان بدأنا بالعمل السياسي، وهي تستمر حتى نهاية عمل هذه الحكومة وما بعدها، مؤكداً الالتزام بالبيان الوزاري».
واستقبل رئيس الجمهورية رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد ممثلا «حزب الله» الذي صرّح بعد اللقاء: « بحثنا في ما يتصل بحماية لبنان وضمان إستقلال قراره واستئناف عمل حكومته وعودة الحياة السياسية إلى طبيعتها وكانت الآراء متطابقة ونأمل ان ننتقل إلى الفعل».
ثم استقبل النائب سامي الجميل عن حزب «الكتائب» الذي اعتبر «ان التواصل بهذا الشكل الدائم مع رئيس الجمهورية امر جيد كي نتمكن من ابداء رأينا، على الاقل، في المسائل المطروحة.
اضاف: لقد طرح علينا رئيس الجمهورية موضوعين، الاول ويتعلق برأينا ومفهومنا للنأي بالنفس، واكدنا في هذا الاطار ان ما نؤمن به هو الحياد الكامل للبنان وليس النأي بالنفس ذو المفهوم المطاط والذي ليس له اية مرتكزات قانونية او دستورية. اننا مع اقرار حياد لبنان الكامل، وهذا الحياد ليس في الدفاع عن لبنان، لكنه حياد عن الصراعات التي لا علاقة له بها، ذلك ان الدفاع عن لبنان هو شأن لبناني لا يمكن للبنان لا ان يُحيّد نفسه ولا ان ينأى بنفسه عنه. فالدفاع عن لبنان شيء والحياد عن الصراعات الاقليمية التي لا علاقة لها بلبنان شيء آخر».
وقال:لا يمكننا ان نقوم بأي خطوة باتجاه بناء الدولة ما لم تكن الدولة سيدة قرارها وما لم يكن الشعب اللبناني هو من يقرر مصيره. لهذا السبب اننا نعتبر ان الشرط الاساسي للحياد سيادة الدولة وحصرية السلاح بيدها، وهذا شرط اساسي لقيام الدولة في شكل عام بكل الملفات الاخرى.
واعتبر الجميل «ان طرح كل هذه الامور اساسي بالنسبة الينا، لان بقدر ما يهمنا عدم التدخل في شؤون الاخرين ورفض تدخل الاخرين في شؤوننا، الا ان لدينا مشكلة كبيرة في الداخل تستلزم حواراً ونقاشا نتمنى ان يحصل تحت سقف المؤسسات كي نتمكن من حل معضلاتنا مرة نهائية، لان الشعب اللبناني تعب من العيش في المؤقت الدائم، ومن العيش على اعصابه ومن الخوف الدائم من المستقبل. لقد حان الوقت ان نستفيد من هذه الازمة ونحوّلها الى شيء ايجابي من خلال الجلوس سوياً ودراسة سبل حل مشاكلنا بنيوياً كي لا تتكرر الازمة التي نعيشها اليوم او تلك التي حصلت في السابق».
 واعتبر ردا على سؤال ان هذه المشاورات شيء ايجابي يجب ان تستكمل تحت سقف المؤسسات كي نتمكن من الاستفادة من هذه الازمة ونحوّلها الى شيء ايجابي لمستقبل الشعب اللبناني».
واستقبل رئيس الجمهورية وزير المهجرين طلال ارسلان عن الحزب «الديموقراطي اللبناني» وقال عن موقفه من موضوع النأي بالنفس: اننا في هذه المسألة منفتحون على الحوار ومتجاوبون مع اي مسألة ضمن المنطق والمعقول، إنما على المستوى السياسي، فاني لا افهم ما معنى النأي بالنفس في مواجهة الإرهاب. نريد جوابا على ذلك، او النأي بالنفس بالنسبة الى الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على لبنان فهل هذا ينطبق عليها مبدأ النأي بالنفس؟ هل ان الإرهاب ومحاربته ينطبق عليهما كلمة النأي بالنفس؟ والنقطة الأساسية في هذه المسألة مثل مسألة الحياد عندما نتكلم عن الحياد. ليس المهم ان نقرر نحن فقط ان ننأى بأنفسنا او نقرر الحياد، فالمهم، ايضا، ان ينأى الآخرون بأنفسهم عنّا. المسألة ليست من طرف واحد بل متكاملة. واكد دعم توجهات رئيس الجمهورية للمّ شمل اللبنانيين، لكننا نريد اجوبة واضحة حول مفهوم كلمة النأي النفس عند الجميع وعلى ضوء هذا الأمر كل شخص يدلي بموقفه».
والتقى الرئيس عون الامين العام لحزب «الطاشناق» النائب هاغوب بقرادونيان الذي قال:«تأكدنا مرة اخرى بأن التشاور والحوار هما الطريقان الوحيدان اللذان يوصلاننا الى حلول. واكدنا وقوفنا الى جانب هذه المبادرة، وهي لإعادة الانتظام الى العمل السياسي الرسمي في البلد. وتمنينا على رئيس الجمهورية الاستمرار في هذه المبادرة للخروج من الازمة ونأمل ان يعود الرئيس الحريري الى الحكومة وان يدعو الى جلسة حكومية، ونستمر في العمل حتى إجراء الانتخابات النيابية «.
والتقى رئيس الجمهورية رئيس الحزب «السوري القومي الاجتماعي» حنا الناشف الذي قال بالنسبة الى موضوع النأي بالنفس: «ان مواقفنا كانت ولا تزال كما هي، إذ طلبنا ان يُحدد النأي بالنفس، تحديد علمي قانوني كامل، وان لا يكون كلاما موجها ضد دول او دولة معينة. وذلك كي يتجنّب لبنان السقوط في محاور او تحالفات نرفضها جميعا «.
واستقبل الرئيس عون رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي قال « جميعنا متمسكون بالتسوية وهذا ما اريد ان اؤكد عليه، ونريد الاستقرار الذي له مقومات. فليس عبر المزاح يحصل الاستقرار ونحافظ على التسوية، واكبر دليل ان التسوية كانت موجودة، فما هو سبب الازمة التي نعيش؟ هناك من يلبس التسوية ثوباً ليس لها بالفعل. واذا اردنا ان نصل الى نتيجة يجب ان نُفتّش عن السبب الحقيقي للأزمة ونحاول حلّها.
واضاف:تطرقت مع رئيس الجمهورية الى ثلاث نقاط رئيسية، وتناولنا على هامش اللقاء ايضاً موضوع النازحين. ورأينا واضح جداً في هذه المسألة، وهو انه حان الوقت لأن يعود النازحون السوريون الى بلادهم بكل كرامة وعزّة. لأنه اصبح هناك حد ادنى من المناطق الآمنة، بقدر الامن الموجود في لبنان، وبالتالي ليست هناك اي ضرورة لاستمرار وجودهم هنا».
وقال:«اما النقطتان الاخريان اللتان يوجد خلاف حولهما، فهما موضوع النأي بالنفس، الذي هو ليس فقط مجرد رأي للبعض، إنما واقع نعيشه على مستوى منطقة الشرق الاوسط، حيث هناك ازمة كبيرة، ومن المهم ان نقوم بكل ما يجب كي يبقى لبنان في مأمن عن كل ما يحصل في منطقة الشرق الاوسط».
واكد «ان النأي بالنفس يجب ان يكون فعلا اكثر من قول. انه يعني الخروج الفعلي من ازمات المنطقة. وانا لا اعتقد اننا كلبنانيين نطلب الكثير إذا طالبنا جميعنا الخروج من ازمات المنطقة وفي شكل عملي. ولنا جميعا الحرية بأن يكون لنا رأي في هذا الموضوع. «.
اما النقطة الثانية، فأشار رئيس «القوات»، الى «ان الدولة اذا لم تكن تريد ان تكون دولة فعلية، فسنبقى معرّضين. فموضوع سلاح «حزب الله»، مطروح شمالاً ويميناً. ومن الممكن ان يقول البعض ان في ظل هذه الازمة تطرحون هذا الموضوع، لكننا نرى بدورنا اننا نستطيع ان نذهب الى مرحلة «لا يموت الديب ولا يفنى الغنم» وفي الوقت نفسه نؤمّن كل مقومات الاستقرار المطلوبة، خصوصاً في ظل حمأة الازمات في المنطقة.»
اضاف :«نحن نرى انه يمكننا ان نترك الامور على حالها في الوقت الحاضر، لكن القرار العسكري والامني يكون بيد الدولة، لا سيما ان كل الفرقاء بمن فيهم «حزب الله» موجودون في الدولة. فأين تكمن الاشكالية في ذلك؟ نحن نكرر ونؤكد اننا مع التسوية اللهم ان نتخلص من الثغرات التي شابتها في المراحل الاولى، والتي ادت الى الازمة الحالية.»
وهل هذا يعني ان «القوات اللبنانية» لن تستقيل ولن تخرج من الحكومة فقال:»إذا كان البعض مستعجل كي نخرج من الحكومة، فنحن لن نخرج منها. واذا اردنا ذلك، نحن من يحدد متى نفعل. ولا تنسوا انه يُعاد الان النظر بالتسوية. «.
وعما اذا كان يعتبرحديثه تطوراً في الموقف من وضع القرار العسكري في يد الدولة قال:»في مرحلة اولى».
وعن تغيير موقفه من استقالة وزراء «القوات» قال:»لأنه يتم إعادة النظر بالتسوية. فالرئيس الحريري استقال وقال ان من الممكن ان يُعيد النظر باستقالته، شرط ان يُعاد النظر بالطريقة التي كانت فيها معالجة الامور».
وحول عدم اتصاله بالرئيس الحريري حتى الآن قال:»من قال لكم ذلك. هل علي ان اخبركم كلما تواصلت معه».
وسئل:يبدو ان هناك سوء تفاهم او زعل مع الرئيس الحريري؟ اجاب:»مع الرئيس الحريري لا يوجد زعل. هناك البعض، ومنهم احباء في البلد وعلى مستوى كبير جداً، من اطلق شائعات واخباراً مغرضة وكاذبة عن «القوات اللبنانية». وانا اريد ان اوضّح امراً على هذا الصعيد، فمن الممكن لكثيرين ان يزايدوا علينا في الكثير من الامور، إلا في المواضيع السيادية، مثل ان يتدخل احد في شؤوننا. فنحن لدينا حساسية مفرطة حول هذا الموضوع. وللاسف هناك من كانت عاطفته تجاه الرئيس الحريري جيّاشة، واخذ يُطلق علينا اتهامات شتى، في الوقت الذي اريد ان اذكرهم اين كانوا هم في 7 ايار ونحن اين كنا، واين كانوا خلال حصار السراي وانا شخصياً اين كنت؟ فالرئيس الحريري عام 2011 دخل الى البيت الابيض رئيسا للحكومة وتم اسقاط حكومته في لبنان.. «.
والتقى الرئيس عون رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط الذي قال بعد اللقاء «في هذه الأزمة التي سنسميها عابرة، لكن الصعبة والدقيقة التي مرّرنا بها اثبت الرئيس عون شجاعة هائلة وحكمة كبيرة جداً في كيفية الدوزنة السياسية من اجل الخروج من هذا المأزق. ولا شك كان صوته ومواقفه مهمة جداً في تصويب الأمور واستطعنا من خلالها ان نصل إلى شاطئ الأمان، لذلك، في المحادثات التي جرت اوكلت له معالجة الأمور الباقية ونثق به وبحكمته».
وحول إذا ما كان يعتبر من خلال تغريدته على تويتر اليوم(امس) والصورة التي ارفقها بها ان موضوع السلاح ما زال يُهيمن على الإطار السياسي في لبنان، قال: «اعتقد ان من الأفضل ومن الحكمة ان لا نشير في اية محادثات لاحقة إلى قضية السلاح. لأننا إذا اردنا ان ندخل في سجال حول قضية السلاح في الداخل نعود إلى الحوارات السابقة على ايام الرئيس بري في الـ2006 وعلى ايام الرئيس السابق ميشال سليمان. اعتقد هذا الأمر غير مجد. هذا رأيي. فلنتحدث عن الأمور التي تحدثوا عنها اي النأي بالنفس وكيفية تطبيقه، وعلينا الا ننسى جميعاً ان من المهم جداً ان نهتم بقضية الاقتصاد، صحيح ان حاكم المصرف المركزي انقذنا او انقذ الأسواق، لكن نحن بحاجة لمعالجة اكثر وحتى قضية رفع الفائدة تسبب جموداً في الأسواق لا بد من معالجته».
واستقبل رئيس الجمهورية بعد الظهر ، رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، واطلعه على «نتائج المشاورات التي اجراها مع رؤساء وممثلي الكتل النيابية»، وجرى عرض لحصيلة هذه المشاورات و«كيفية الاستفادة منها لتعزيز الوحدة الوطنية».
وعند الثالثة والنصف، وصل رئيس مجلس النواب نبيه بري الى القصر الجمهوري، وعقد لقاء ثنائيا مع الرئيس عون امتد نحو نصف ساعة، انضم اليه بعدها الرئيس الحريري، حيث استكمل استعراض ما تم بحثه قبل الظهر.
وبعد انتهاء اللقاء الثلاثي، غادر الرئيسان بري والحريري، فاكتفى رئيس مجلس النواب بالقول للصحافيين: «تفاءلوا بالخير تجدوه»، فيما بدا الارتياح على وجه الرئيس الحريري الذي التقط صور «سيلفي» مع الاعلاميين والاعلاميات في بهو القصر.
بيان مكتب الاعلام
على الاثر، صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي: «اجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مشاورات اليوم(امس) مع رؤساء وممثلي عدد من الكتل النيابية، للبحث في السبل الآيلة الى معالجة الاوضاع التي نشأت عن اعلان رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري استقالة الحكومة ثم تريثه في المضي بها بناء على طلب فخامة الرئيس. وتم خلال المشاورات طرح المواضيع التي هي محور نقاش بين اللبنانيين، بهدف الوصول الى قواسم مشتركة تحفظ مصلحة لبنان وامنه واستقراره ووحدة ابنائه.
وبعد الظهر ، عرض رئيس الجمهورية مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، نتائج هذه المشاورات التي كانت ايجابية وبناءة، وقد توافق خلالها المشاركون على النقاط الاساسية التي تم البحث فيها، والتي ستعرض على المؤسسات الدستورية بعد استكمال التشاور في شأنها اثر عودة رئيس الجمهورية من زيارته الرسمية الى ايطاليا، والتي تبدأ يوم الاربعاء المقبل(غدا) وتستمر حتى يوم الجمعة.
وقد اشاد رئيس الجمهورية بالتجاوب الذي لقيه من رؤساء وممثلي الكتل السياسية الذين شددوا على اهمية المحافظة على الوحدة الوطنية والاستقرار الامني والسياسي والاقتصادي وتذليل العقبات امام ما يعيق مسيرة النهوض بالدولة التي بدأت قبل سنة».