بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 آب 2020 02:01م نظام لبنان أمام «تغيير جذري».. علوش يكشف لـ«اللواء» حقيقة ترشيحه لرئاسة الحكومة وخفايا لقاء الأسد بالملك عبدالله

الحريري لا يناور ولقاء رؤساء الحكومة قد ينتج عنه اسم للتكليف

حجم الخط
عُيّنت الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس لتشكيل الحكومة الجديدة الإثنين المقبل، وكما حصل في الإستشارات الأخيرة، وضعت بعبدا موعد كتلة المستقبل في مقدمة المواعيد.

الرئيس سعد الحريري سحب اسمه من التداول، مصادر تؤكد عدم نية الرئيس تمام سلام بتشكيل الحكومة، الأمر عينه ينطبق على الرئيس نجيب ميقاتي، أما عن طرح نواف سلام ومحمد بعاصيري، فأكد حزب الله مجددًا، عبر نائبه في البرلمان ابراهيم الموسوي، رفضه للاسمين.

مصادر رئاسية تؤكد أيضًا أن لا اتفاق حتى اللحظة بين الكتل الكبرى على اسم الرئيس العتيد، وسيحط النائب علي حسن خليل في بيت الوسط مجددًا لمحاولة سحب اسم من جيبة الحريري، في حين أفادت معلومات «اللواء» عن لقاء سيجمع رؤساء الحكومة السابقين اليوم، سينبثق عنه موقفًا من الملف الحكومي.

عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش، اعتبر في حديث مع اللواء، أن هذا الاجتماع قد ينتج عنه تحديد شخصية تحظى بقبول سني جامع للرئاسة.

وعن طرح اسمه، قال علوش أنه وخلال احدى مقابلاته سأله المذيع عن هذا الأمر مازحًا، فكان جوابه ضمن الإطار نفسه: "نعم أقبل ولكن قد نكون أمام حرب أهلية حينها". وأكمل حديثه لـ«اللواء» قائلًا: "حتى أقرب المقربين مني لا يسميني، فالبعض قد يفضل نواف سلام حينها".

وأكمل علوش في الملف الحكومي مؤكدًا أن الرئيس الحريري لا يناور اليوم، وشروطه للقبول بالتكليف عمليًا ليست شروط شخصية، بل شروط لنجاح الحكومة.

واعتبر أن رفض فريق رئاسة الجمهورية لحكومة فاعلة برئاسة الحريري يأتي باختصار لقطع الطريق أمام نجاح الحريري وتعويم نفسه جماهيريا وتعويم تياره، وقال: "عرقلة «سيدر» كان بسبب عدم رغبة الآخرين بنسب النجاح للحريري، كونه هو من عمل على انشائه، وهذا ما يذكّر بعرقلة مشروع باريس 2 لمنع الرئيس رفيق الحريري من قطف النجاح، كما يعتبر الفريق الآخر".

ولفت الى أن عدم رغبة بعض الأسماء بتشكيل الحكومة مفهوم كونه لا أحد يريد أن يعرض اسمه لـ«البهدلة» اذا كانت الحكومة بشكلها المعتاد، وقال: "الرؤساء السابقون وضعوا القرار بحوزة الحريري، وهم سيؤيدون ما سيقرره، وهو اليوم لا يريد ترؤس حكومة لا تتوفر فيها عناصر النجاح، كونه لا يبحث عن لقب دولة الرئيس فقط كما فعل حسان دياب، فهو ترأس حكومات سابقًا وهذا الأمر لا يعنيه".

الرؤية الفرنسية و«الرؤى» الداخلية
في ما يخص التحرك الفرنسي المتسارع لحل الأزمة اللبنانية، والتي ستتجسد في زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الثانية الى لبنان في غضون شهر، يرى علوش أن الرؤية الفرنسية للبنان اليوم قريبة لما انبثق عن مؤتمر «سان كلو» في العام 2007، ففرنسا لم تضع حزب الله بشكل كامل على لائحة الإرهاب حتى الآن، وتحاول عدم قطع الوصل مع ايران آخذة بعين الإعتبار صراعات المنطقة والبحر بشكل عام، ولبنان يشكل ورقة من الأوراق، إنما رؤيتهم لا تنطلق من لبنان.

أما داخليًا، فلكل طرف رؤيته الخاصة، بحسب علوش، فالرئيس نبيه بري مثلًا يريد الاستفادة من الواقع الشيعي القوي في المنطقة لحصد مكاسب داخلية لا تراعي مصالح أحد غير لبنان، في حين حزب الله يريد الاستفادة من هذا الواقع لخدمة ايران ومشروع الهلال الشيعي، وهو على استعداد لحرق البلد لخدمة هذا المشروع.

ويستغرب علوش امتعاض البعض من هذا الوصف، فهذا الكلام أكده سابقًا السيد حسن نصرالله بقوله أنه جندي في ولاية الفقيه، وأيضًا نائبه الشيخ نعيم قاسم الذي أكد في كتابه أن القرار المركزي للحزب يصدر من طهران، بحسب قول القيادي في المستقبل.

وعن رؤية النائب السابق وليد جنبلاط للبنان، أشار علوش أن جنبلاط يرى نفسه جزء من أي مشروع وبالتالي هو لا يملك مشروع خاص، وبامكانه التماهي مع رؤية بري. أما على الساحة المسيحية، يعتبر أن الدكتور سمير جعجع، وكما قال عام 2012، هو يؤمن بلبنان الصغير، أي بفكرة التقسيم أو الفدرالية وما يعادلها، ومعركته مع الرئيس ميشال عون تقوم على هذا المشروع.

أما عن رؤية عون، فيرى علوش أنه في موقع بات يصعب التراجع به عن شيء، فهو بطريقة ادارة علاقاته مع مختلف الأفرقاء أوصلنا الى خراب البلد.

تغيير بالنظام ونظرة الى الماضي القريب
يشير القيادي في المستقبل الى أن كل الخطابات داخليًا وخارجيًا تفتح الطريق نحو تغيير جذري في بنية النظام اللبناني، وهو يعتبر أن مشروع بسط حزب الله لسيطرته على كافة مؤسسات الدولة، بدأ في الـ2009، ربط بين رفض الرئيس الحريري لاخراج سوريا من المحكمة بعد فشل فكرة «السين سين»، واسقاط حكومته عبر جبران باسيل خدمة لمشروع ايران في الـ2011.

وقال: "ما شفتونا بالحبس بهالفترة أولًا لبدء الحرب السورية والانشغال بها، وثانيًا لأن الرئيس نجيب ميقاتي منع مد يد حزب الله الى كامل المؤسسات، فهم كانوا يعتبرون أن كل السلطة بيدهم وحتى تنازلوا عن مقعد شيعي لتوزير أدنى شخصية سنية بفريق أتباع ايران فيصل كرامي، لكنهم لم ينجحوا حينها بالمخطط".

واليوم يعتبر حزب الله، أنه بامكانه الاستقواء على السنة في لبنان كونهم بلا سند، ويسيطر على جزء كبير من الشيعة، وحتى بدأ بنشر التشيع في مناطق سورية، ويعتبر أن اسرائيل اليوم تهدد استكمال هذا الطريق في سوريا والمنطقة، بحسب علوش.

بشار الأسد للملك عبدالله: لنواجه المد الشيعي الايراني
في العودة الى مرحلة التحضير لـ«السين سين»، حط الرئيس السوري بشار الأسد في المملكة العربية السعودية، عام 2008، والتقى الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز، وقال له بالحرف، لنقم بتحالف سني علوي لمواجهة المشروع الشيعي الإيراني في المنطقة، بحسب ما أكد علوش.

أكمل: "الأسد عرض صعوبة ذلك كون ايران تمد الآلاف من جنوده بالأموال، وهذا أحد الأمور الكثيرة التي تؤكد أن ايران تمسك برقبة الأسد، وهو كان يريد التخلص من ذلك"، مضيفًا: "بشار الأسد لم يستطع أن يوازن بعلاقاته كما فعل حافظ الأسد سابقًا، فوالده مثلًا كان على علاقة غير منقطعة بالعرب ولم يعادي ايران أو الغرب، وهذا ما قامت به روسيا في سوريا، هي تهتم بأمن اسرائيل كأولوية، لكنها على علاقة متوازنة مع ايران وحتى العرب لمكاسبها الخاصة".

إشكال خلدة
يضع علوش أن ما حصل في خلدة عصر أمس، من إشكال أدى لمقتل أحد أبناء عشائر العرب على يد مسلحين من حزب الله، بأنه الشعلة التي تفجر تراكم الحقد الاجتماعي على الواقع، فهذه المنطقة قابلة للاشتعال بأي لحظة، ويمكن لأي استفزاز أن يجرها الى حدث مشابه لما حصل.

وأضاف: "حذرت سابقًا وأحذر مجددًا من خطورة تفشي العنف في مختلف المناطق اللبنانية نتيجة الأوضاع الاجتماعية الإقتصادية الصعبة".